كيف أخطط لحياتي؟

من طرف **ibrahim** 2010-10-25, 07:52

إن لم تزد شيئا على الدنيا تصبح أنت زائدا عيها"

العالم من حولنا يسير بخطى سريعة ومتلاحقة، ومن الصعوبة ملاحقة هذه الخطوات وهذه المتغيرات، ووسط هذا العالم المتغير هناك شئ ثابت، وهو انك لو لم تختار ما الذي تريده من الحياة، فإن الحياة هي التي ستختار لك..! لأنك إذا كنت لا تعرف ما تريد، فلن تصل إلى ما تريد لأنك لا تعرف أصلا، وأنك إذا لم تخطط لحياتك أصبحت ضمن مخططات الأخريين تلقائيا.. لابد أن يكون لديك أهدافا وخططا لتحقيق هذه الأهداف، الحياة بدون هدف هي حركة بلا معنى، ونشاط بلا هدف.. وأحداث بلا غاية، إن إنسانا بلا هدف يشبه سفينة بدون بوصلة، إنه شارد.. لاشئ… لا إنسان، لقد وصف احد العلماء الحياة بقوله "الحياة تخطيط ".
يرى العلماء من خلال دراسات أعدت أن نسبة الذين يخططون لحياتهم لا تصل إلى 3 % من مجموعة الناس كلها، وان هذه النسبة القليلة هي التي تقود المجتمعات في مجالات الحياة المتنوعة، وأن الإنسان الذي لا يخطط لحياته هو واحد من ثلاثة، إما انه لا يعرف ماذا يريد، أو أنه يعرف ماذا يريد ولكن لا يعرف الوسيلة التي تحقق له ماذا يريد، أو انه يعرف ماذا يريد ويعرف الوسيلة، لكنه يفتقر إلى الثقة في انه يستطيع أن يحقق ماذا يريد، فإن افتقار الإنسان لثقته في نفسه، وفى إمكانياته، يجعله يسير في الحياة بلا هدف وبلا معنى، يقول جورج برنارد شو " هناك ناس يصنعون الأحداث، وهناك ناس يتأثرون بما يحدث، وهناك ناس لا يدرون ماذا يحدث".. انك إذا عشت حياتك ولم تزد شيئا على الدنيا كنت أنت زائدا عليها، صورتك الذاتية عن نفسك تتحكم في حياتك، ف التنمية البشرية نؤكد على حقيقة انه بحجم صورتك الذاتية عن نفسك يكون حجمك في الحياة، لذلك لكي تحقق أهدافك في الحياة لابد لك من أن تجمل صورتك الذاتية، وتكتشف قدراتك الهائلة وتستغلها، يقول الحكيم الصيني كونفشيوس " الناس بالفطرة متشابهون، وفى التطبيق مختلفون".. إن ما يفرق بين الإنسان الناجح والفاشل ليس الإمكانيات، ولكن القدرة على استخدام الإمكانيات، والقدرة على الاستعداد لتلقى الفرص، إن اكبر ثلاثة أسباب تعوق قدرتك على التخطيط لحياتك هم: افتقارك للثقة، وللحماس، ولتحديد الهدف.. فالحماس هو الشعلة التي تفجر طاقاتك الكامنة، إن كل منا يملك طاقة هائلة قادرة على تحقيق المعجزات كامنة داخله تنتظر من يحررها، انك إذا فقدت حماسك لأي شئ إبحث عن الأسباب، فالأسباب تعطيك دوافع، والدوافع تعطيك حماس، والحماس يشعل طاقاتك لإنجاز ما تريد، حدد العلماء معادلة الإنجاز في أنها: الرغبة ثم التخطيط ثم التطبيق ثم العزيمة، وكلها تؤدى إلى الانجاز، كما لا بد لكي تخطط لحياتك من أن تحدد أهدافك، إن تحديد الأهداف أصعب من تحقيقها، إنك إذا حددت أهدافك على الورق تكون قد أنجزت نصف المهمة، اعمل كل ما في وسعك لوضع خطة لحياتك، وضع هذه العبارة أمامك دائما "إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل".
التخطيط للحياة لابد أن يكون عادة ثابتة داخلك.. فالإنسان الناجح يرجع سر نجاحه إلى انه يبدأ اسبوعه دائما بخطة، المليونير اندرو كار ينجى منح احد مستشاريه مكافأة قدرها 47 ألف دولار مقابل إسدائه له بنصيحتين وهما: كل صباح ابدأ يومك بكتابة كل ما تريد أن تفعله اليوم، ثم ابدأ بالأهم ثم المهم، وكان ذلك من أسرار نجاحه، يتضاعف انجازك بدرجة هائلة عندما تتبع هذه النصيحة، لقد كانت مارى كاي- صاحبة شركة التجميل التي تحمل اسمها- تطلب من جميع موظفيها أن يكتب كل واحد منهم في ورقة خاصة: أهم ستة أشياء يجب أن أقوم بها اليوم.. أثبتت الدراسات في مجال إدارة الأعمال أن مجرد كتابة القائمة الأسبوعية لتنفيذ بعض الأشياء يزيد من الإنجاز إلى حد 30 %، تعّود أن تكتب خطة يومك في مساء الليلة السابقة وقبل النوم حتى تستفيد من برمجة عقلك الباطن خلال الليل… خطط وأحسن الظن.. خطط واحلم، إن أحداث اليوم كانت أحلام وظنون الأمس، ركز في تحقيق خطتك، إن التركيز سر من أسرار الانجاز والنجاح والسعادة، إن الحياة تحب الشخص الذي يركز.. أما المشتت فالحياة لا تلقى له بالا، إذا عشت بدون تخطيط وأردت أن تحقق كل شئ فلن تحقق شيئا.
لابد أن تبدأ من اليوم أن تتحمل مسئولية نفسك، وتبدأ في التخطيط، تذكر دائما انه إذا كنت أنت المسئول عن الماضي، فأنت المسئول عن الحاضر والمستقبل، تقدم وقم بكتابة سيناريو حياتك، وضع خطة عمل لتحقيق أهدافك في الحياة، ركز دائما على أهدافك، والباقي سوف يتحقق تلقائيا، يقول ستيفن كوفي- أحد أكبر مدربي التنمية البشرية – " الملكات الإنسانية الأربعة المتفردة هي إدراك الذات والخيال والضمير والإرادة الحرة" تذكر دائما الحكمة الدنمركية " ما أنت عليه الآن هو هبة الحياة لك، وأما ما تفعله بنفسك فهو هبتك إلى الحياة