بحـث
المواضيع الأخيرة
مرحبا بكم في منتدى زيان أحمد للمعرفة
نرحب بجميع الأعضاء و الزوار كما نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات معنا
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 674 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو iness la brune فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 2010 مساهمة في هذا المنتدى في 1421 موضوع
الهوية: شرط اللغة وإمكانيات التحويل
صفحة 1 من اصل 1
الهوية: شرط اللغة وإمكانيات التحويل
الهوية: شرط اللغة وإمكانيات التحويل | |
ما هي طبيعة الهوية؟ وهل هي جاهزة مسبقا أن أنها صيرورة ومتحولة؟ وما هي علاقة المعايير الاجتماعية ووظيفتها وسلطتها ببناء الهوية؟ وهل صحيح بأن الهوية هي مجرد انطباعاتنا وإدراكاتنا التي تتغير دائما كما يقول الفيلسوف التجريبي ديفد هيوم؟ ثم هل الاعتقاد في الهوية الكاملة والتامة مجرد تخيل، أو وهم؟ تلك هي المشكلات التي يناقشها المفكر الهندي مدان صاروب في بحثه الموسوم ''الهوية والاختلاف''. ونظرا لحيوية هذه المناقشة وملاءمتها لحالنا في الجزائر، فإنني سأحاول الانخراط معه في المناقشة بقصد النظر في علاقة اللغة ببناء الهوية سواء أكانت فردية، أو جماعية. في نص مدان صاروب المذكور آنفا محاولة لتعريف الهوية وتحديد مفهومها كالتالي: ''الهوية هي السردية أو القصة التي نرويها عن أنفسنا. فالماضي غير موجود إلا على أساس أننا نؤول حوادثه، وبذلك نخلق التاريخ. لقد تم التفكير تقليديا في الهوية على أنها ثابتة، ومستقلة، كما أعتبر الإنسان الديكارتي (أفكر إذن فأنا موجود) وحدة. ولكننا نعيش الآن في العالم ما بعد الديكارتي. وهكذا فإن كلا من كوبرنيكوس، وداروين، وماركس، وفرويد قد زحزحوا، وذلك بطرق مختلفة، الإنسان عن المركز، وأعني بزحزحة الإنسان عن المركز أن الوعي الفردي لم يعد بعد يُرى كأصل للمعنى والمعرفة والفعل''. ماذا يعني ما يقوله المفكر مدان صاروب؟ إنه يؤكد بوضوح بأن الهوية ليست واحدة وموحدة، كما أن الفكر القديم الذي يعتبرها هكذا قد تجاوزه الزمان. فالتطور الفكري سواء في فهم تكوينات الكون، وبنياته، أو فهم النفسية، أو إدراك الثقافة وعلم الاقتصاد، قد بيّن بالملموس بأن التغير هو سيد الموقف بخصوص الإنسان الذي ليس بمركز للكون، كما أنه يتميز بأن له الوعي، واللاوعي، وأنه في آن واحد نتاج للخطابات السياسية، والثقافية، واللغوية، وكما أن هويته مرهونة، ومشروطة بكثير من العوامل المتصلة بالبنيات الفوقية، والبنيات التحتية، وبحركة التاريخ الاجتماعي أيضا. نعم، فالإنسان كموقع في المجال المدعو بالاجتماعي لا يكوّن هويته بمعزل عن الآخرين، وبمعزل عن الشروط المركبة التي تجمع الثقافي، والديني، والسياسي، والاقتصادي، وهلم جرا. إن فهم كينونة الهوية، وبنيتها مرتبط بإدراك هذه الشروط والعناصر المذكورة، ودون ذلك، فإن فهمنا لها لن يكون فهما تاريخيا. يوضح مدان صاروب قائلا: ''فالإنسان لم يعد أبدا وحدة، بل هو منقسم. إنه يمكننا أن نفكر أو نحس على نحو مختلف عما نعتقد أو نقول؟؟ ويشير في هذا السياق إلى دور اللغة في تشكيل الهوية. فهو يرى بأن اللغة هي التي تتكلمنا، وتبني شخصيتنا، وتؤسس لوعينا وللاوعينا. إن اللغة التي يتحدث عنها مدان صاروب لا تختزل في الكلمات والجمل، أو لنقل في المنظومة اللغوية البحتة والمجردة. فالذي يقصده هو السجل الرمزي بكامله، أي منظومة الثقافة، والأيديولوجية، والقيم، وأشكال ومضامين الفن. هذه هي اللغة باعتبارها منظومة اجتماعية معقدة ومركبة. فالبعد اللغوي بهذا المعنى يلعب دورا محوريا في بناء هوياتنا. فكيف يتم إذا ذلك؟ فنحن نولد دون أن تكون لنا الشفرات والرموز الاجتماعية، والقيم، والمعتقدات. إنه بمجرد أن نشرع في إقامة علاقة تواصل مع المجتمع فإننا نبدأ في الحين في اكتساب تلك الشفرات، والقيم، والعادات، والموروث، والسلوكيات، والمعتقدات وغيرها. وهكذا، فإن اللغة المنطوقة هي حامل لهذه السلسلة من العناصر المذكورة، وهي إلى جانب عناصر أخرى، ما ندعوه بالموقع المجتمعي أو الاجتماعي. ولقد بينت الدراسات الألسنية المعاصرة بأن الإشارات، والعلامات التي تلقن للصم والبكم ليست خالية من المضامين الاجتماعية، والعقائدية، بل فإنها مشحونة لحما وعظما بها. وبسبب ذلك فإن الأبكم يُعلم بواسطة التلقين الإشاري قيم المجتمع الذي يعيش فيه. ففي المجتمعات الطبقية في أوروبا الغرب، فإن اللغة المتكلمة لها دلالات ورمزيات طبقية، وبخصوص هذا يعبر مدان صاروب هكذا: ''إنه من خلال اكتساب اللغة نصبح بشرا وكائنات اجتماعية. فالكلمات التي نتكلمها تضعنا في سياق ''النوع'' و''الطبقة'' اللذين ننتمي إليهما. إننا عبر اللغة نعرف من نحن''. ثم يبرز بأن الهوية ''تبنى في اللغة ومن خلال اللغة''. ما معنى هذا الكلام بالتحديد؟ إنه لابد من ضرب بعض الأمثلة حتى تتضح الأمور: فالطفل الذي يولد في مجتمع إقطاعي، وينتمي إلى عائلة إقطاعية تكون مفرداته، ونفسيته، تعبيرا عن وضعه، أي موقعه الطبقي الإقطاعي. كما أن الشعوب المستعمرة لا تبقى سجلاتها الرمزية الأصلية صافية كما كانت قبل الاستعمار، بل فإن لقاءها بأشكال السجلات الرمزية وأنظمة العيش فضلا عن أشكال إدارة المجتمع الوافدة عليها سيؤثر على حياتها ولغتها. وهكذا، فإن اللغة شرط لبناء التاريخ، وأن الوعي الفاعل بذلك هو نقطة الانطلاق في تشكيل التاريخ الجديد. |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2017-02-24, 03:12 من طرف hayet.malak.7
» البرنامج العملاق للإصلاح السيارات
2017-02-24, 03:07 من طرف hayet.malak.7
» الاتصال السياسي ودور الأحزاب السياسية في الجزائر
2016-08-21, 20:17 من طرف نورية
» معـالجــة قســـــوة القلـب
2016-05-14, 20:43 من طرف ibrahim
» [تم الحل]دور و أهمية المؤسسة العموةمية للصحة الجوارية
2016-03-04, 04:22 من طرف ibrahim
» www.elafak16.com
2016-03-03, 03:13 من طرف ibrahim
» الشهادة الطبية الخاصة بالتوقف عن العمل
2016-02-14, 03:06 من طرف ibrahim
» وثيقة طلب الحصول على التقاعد
2016-02-14, 02:55 من طرف ibrahim
» التقاعد و شروطه في الجزائر
2016-02-14, 02:26 من طرف ibrahim