منتدى : زيان أحمد للمعرفة
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة نرحب بكم كما نرجو منكم التكرم بالدخول إذا كنت عضو معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلينا وتقديم مساهماتك
**
مدير المنتدى زيان أحمد إبراهيم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى : زيان أحمد للمعرفة
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة نرحب بكم كما نرجو منكم التكرم بالدخول إذا كنت عضو معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلينا وتقديم مساهماتك
**
مدير المنتدى زيان أحمد إبراهيم
منتدى : زيان أحمد للمعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» مذكرة في التحرير الإداري " سكرتارية
كيف تنشأ المشكلة Empty2017-02-24, 03:12 من طرف hayet.malak.7

» البرنامج العملاق للإصلاح السيارات
كيف تنشأ المشكلة Empty2017-02-24, 03:07 من طرف hayet.malak.7

» الاتصال السياسي ودور الأحزاب السياسية في الجزائر
كيف تنشأ المشكلة Empty2016-08-21, 20:17 من طرف نورية

» معـالجــة قســـــوة القلـب
كيف تنشأ المشكلة Empty2016-05-14, 20:43 من طرف ibrahim

» [تم الحل]دور و أهمية المؤسسة العموةمية للصحة الجوارية
كيف تنشأ المشكلة Empty2016-03-04, 04:22 من طرف ibrahim

» www.elafak16.com
كيف تنشأ المشكلة Empty2016-03-03, 03:13 من طرف ibrahim

» الشهادة الطبية الخاصة بالتوقف عن العمل
كيف تنشأ المشكلة Empty2016-02-14, 03:06 من طرف ibrahim

» وثيقة طلب الحصول على التقاعد
كيف تنشأ المشكلة Empty2016-02-14, 02:55 من طرف ibrahim

» التقاعد و شروطه في الجزائر
كيف تنشأ المشكلة Empty2016-02-14, 02:26 من طرف ibrahim

مرحبا بكم في منتدى زيان أحمد للمعرفة
نرحب بجميع الأعضاء و الزوار كما نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات معنا 
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 674 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو iness la brune فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 2010 مساهمة في هذا المنتدى في 1421 موضوع

كيف تنشأ المشكلة

اذهب الى الأسفل

كيف تنشأ المشكلة Empty كيف تنشأ المشكلة

مُساهمة من طرف ibrahim 2011-01-19, 05:27

لنتأمّل في هذه الأسئلة أوّلاً :
ـ هل طريق الحياة مُعبّد ، بلا أشواك ولا عثرات ولا مطبّات ولا حفر ؟
ـ هل هناك انسان في الدّنيا يعيش حياته بلا مشاكل ؟
ـ هل المشكلة هي نهاية المطاف ، فإمّا أن تحلّ وإمّا أن تنتهي الحياة ؟ وهل هناك أصلاً مشكلة لا حلّ لها ؟!
ـ ماذا يمكن أن نأخذ من المشاكل كزاد في طريق حياتنا التي ستخلو في يوم من الأيّام من المشاكل ؟
ـ ما هي الأسباب التي تجعلنا نقع في شباك المشكلة ؟ هل هو جهلنا ؟ هل هم الآخرون ؟ هل هي أسباب ذاتيّة أم أ نّها أسباب موضوعية أيضاً ؟
هذه وغيرها من الأسئلة المتعلِّقة بطبيعة المشكلة وأسبابها
ومظاهرها ونتائجها والحلول المقترحة بشأنها ممّا يمكن أن نطرحه على أنفسنا ونحن نشقّ طريق الحياة بثقة وأمل وتوكّل على الله سبحانه وتعالى .
فممّا لا شكّ فيه أ نّنا لسنا أوّل مَن ابتُلي بالمشاكل صعبةً كانت أم بسيطة ، فطالما أنّ الانسان يريد أن يعيش حياته كلّها ، فقد تعترضه المعوّقات والمشاكل لتقوّي عوده وتنضج عقله وتثري تجربته وتجعله أكثر قدرة على مواجهة التحدِّيات المستقبليّة .
فمنذ أبينا آدم نشبت المشكلة الأولى في الاقتراب من الشجرة المحرّمة التي نهي وأمّنا حواء عن الأكل منها فوسوس لهما الشيطان أنّ النهي ما كان إلاّ لحرمانهما من بعض المزايا .. يومها وقعت المشكلة الأولى .. ومنذ فجر الخليقة أيضاً وقعت مشكلة الغيرة والحسد بين الإخوة ليتقاتل «قابيل» و «هابيل» لأنّ قربان أحدهما تُقبّل ولم يُتقبّل قربان الثاني .. وامتدّت الحياةُ على الأرض لتمتدّ المشاكل معها .
ولولا المشاكل لكانت الحياة غير الحياة ، ولكانت الأمور تسير على وتيرة واحدة ربّما كانت تبعث على السأم والرتابة والملل ، فهي ـ أي المشاكل ـ كما يصفها بعض الذين عاشوا تجارب الحياة وعركوا مرّها وحلوها تشبه التوابل في الطعام . أليست التوابل هي التي تعطي الطعام نكهته ومذاقه الذي نتلذّذ به ؟ أليس الطعام بدون ملح يبدو رديئاً لا نستسيغه إلاّ مكرهين .
إنّ المشاكل هي ملحُ الحياة ، وهي بهذا المنظور شيء لا يدعو إلى الجزع والفزع والنفور والعزلة والاكتئاب ، ذلك أنّ الناس ازاء المشاكل أحد اثنين :
فواحد يهرب من مشكلته فهو كالنعّامة التي تدفن رأسها بالرمال ظنّاً منها أ نّها تخفي كيانها كلّه عن أعين الصيّاد ، فلا هي أخفت نفسها ولا هي هربت من قبضة الصيّاد ، وإنّما أوهمت نفسها أ نّها في منجاة من المطاردة .
وواحد يواجه مشكلته بأساليب المواجهة المختلفة ، إمّا بإعمال العقل والتفكير ، وإمّا بالتعاون مع الآخرين على حلّها ، ولا يهدأ له بال حتّى يتمكّن من تسوية المشكلة ليواجه الحياة بعدها بروح واثقة قادرة على مواجهة الصعاب والعراقيل، كذاك الشاعر المؤمن بالله الذي يهزأ بالعقبات التي تنتصب في طريقه ، حيث يقول :
العراقيلُ في الطريق ونمضي***للشروق الجميل سعياً دؤوبا
نحن يا نسمة الحياة نشيدٌ***يملأ النفس عزّة والدروبا
وسنبقى مع الحياة ابتساماً***وهدى زاهياً وصوتاً طروبا
والعراقيل في الطريق ذروها***شأنها أن تزول أو أن تذوبا
فالعراقيل والمشاكل والصـعاب مثلها مثل الحجارة التي تعترض طريق الماء الجـاري في النهـر ، فلو أنّ الماء وقف عند كلّ حجارة لا يتجاوزها وانتظر حتّى تفسح له الطريق فلربّما ركد الماء وتأسّن ، ولكنّه يحلّ مشكلته بإزاحتها وجرفها تارة بحيث تندفع أمامه متقهقرة ذليلة ، أو يركنها إلى ضفة النهر خاسئة حسيرة ، أو أن يبحث له عن طريق آخر يواصل سيره من خلاله خاصّة عندما يتعذّر عليه اقتلاع صخرة كبيرة ، لكنّه وهو يتجاوزها مواصلاً سيره يفتتها مع الزمن وينحت فيها حتّى لاتقف حجرة عثرة في طريقه أو طريق المياه القادمة بعده .
وعلى ذلك ، يمكن الإجابة عن الأسئلة التي طرحناها :
فطريق الحياة لم ولن يكون في يوم من الأيّام معبّداً أو مفروشاً بالورود والرّياحين ، فالحياة كما وصفها أحد الشُّعراء :
طُبعت على كدر وأنت تريدها***صفواً من الأقذارِ والأكدار
ولن نجد في يوم من الأيّام شخصاً يدّعي أ نّه يحيا حياة خالية من المشاكل، فحتّى أولئك المنعّمون المترفون الأثرياء تجد أنّ لديهم مشاكل لا تخطر لك على بال وربّما بعضها بسبب الترف والبذخ والرفاهية .
ولا شكّ أنّ أيّة مشكلة مهما بلغت من الصعوبة والتعقيد لا بدّ وأن نعثر لها على حلّ إن كنّا جادين في حلّها، وباطمئنان نقول أنّ لا مشكلة بدون حل، فليس هناك ضحيّة للمشكلة (22) حسب التعبير الأميركي عن حالة الشخص الذي لا حلّ لمشكلته ، فالمشكلة (23) التي ترمز إلى أعقد مشكلة مستعصية هي مشكلة تحتاج ربّما إلى مزيد من إعمال الفكر أو إلى حل استثنائي خاص ، فنحن كمؤمنين بالله تبارك وتعالى لانرى أنّ ثمة مشكلة تبقى عالقة إلى الأبد، بل نرى ما يراه ذلك الشاعر الذي يقول :
وربّ نازلة يضيقُ بها الفتى***وعند الله منها المخرجُ
أوَلم يقل الله سبحانه وتعالى في سورة الإنشراح :
(فَإِنَّ مَعَ ا لْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ ا لْعُسْرِ يُسْراً ) ؟! ( الإنشراح / 7 ـ Cool
كان لدى الشاب (س) صديق مخلص وناصح ومثقّف وقد سمعه صديقه يقول لصديق آخر كان يعاني من مشكلة تؤرّقه : «لاتفكِّر .. لها مدبِّر» ! فقال الصديق الحكيم : لا يا أخي .. قل له : فكِّر لها مدبِّر !!
وبذلك يكون هذا الصديق قد أعطى لصديقه درساً مهمّاً في مواجهة وتذليل المشاكل . ولو رجعنا إلى مادّة (فكّر) في المعجم لرأينا أنّ من معانيها هذا المعنى الجميل : فكّر في المشكلة أعمل عقله فيها ليتوصّل إلى حلّها .
وأمّا الزاد الذي تتركه لنا المشاكل فهو غنيّ بالطاقة يمدّنا بروحية الماء المتدفق السائر نحو هدفه الذي لا تعيقه الصخور ، فلا نندب حظّنا ولا نكثر التبرّم والشكوى والتظلّم والاستيئاس ، فكلّ مشكلة تعمل فينا عمل اللِّقاح الذي يجنّبنا الإصابة بالمرض ذاته مرّة أخرى ، أو قد يمنحنا المناعة ضد أمراض أخرى ، فتوظيف تجربة المشكلة توظيفاً سليماً يستدر من الخسارة ربحاً ، أمّا إذا تكرّرت التجربة ووقعنا في المشكلة ذاتها فقد يصدق علينا القول « أجهل الجهلاء من عثر بحجر مرّتين » ذلك أنّ « المؤمن لا يلدغ من جحر مرّتين » فإذا ما لدغ مرّة أخذ العبرة فلا يعود يضع يده في الموضع الذي لدغ منه .
إنّها مدرسة الحياة نتعلّم من أخطائنا ومشاكلنا ومعاناتنا فيها أكثر ممّا نتعلّم من أيّامها الخالية من ذلك ، أمّا ما هي الأسباب التي تجعلنا نقع في شباك المشكلة ، وما هي الطرق التي نتقي بها ذلك ونعالجه ، فهذا ما نحاول الإجابة عنه في الأوراق التالية .
إنّ المشاكل التي تواجهنا كشبّان وشابّات إمّا أن تكون مشاكل طبيعية عامّة ، وإمّا أن تكون مشاكل خاصّة تقع لكلّ واحد منّا .
فالمشاكل العامّة التي نمرّ بها في أوائل هذه المرحلة من العمر لها أسباب مشتركة لايكاد ينجو منها إلاّ مَن تلقّى تربية صالحة في بدايات حياته بحـيث ينتقل بعدها انتقالة هادئة تندر فيها بعض المشاكل والمتاعب .
فمن بين الأسباب التي تنجم عنها المشاكل نقص التجربة ، فطالما أ نّنا في مطلع حياتنا العملية فمن البديهي أن نصطدم بالعقبات ، وأن نقع في الخطأ ، وأن نعاني من أكثر من مشكلة ، وهذا أمر طبيعي لا نلام عليه ، ذلك أنّ الحـياة معلّم من الدرجة الأولى لمواجهة مشاكلنا المستقبلية .
كما أنّ مشكلة القلق الناتج عن التغيّرات البدنية والنفسية التي ترافق عملية الانتقال إلى سنّ الرُّشد وما يتبعها من نمو الغدد التناسلية وبروز علامات الرجولة على الشبان والأنوثة على الشابّات ، وظهور البثور على بشرة الوجه ممّا يشوّهه مؤقتاً ، قد يوجد حالة من الاضطراب الطبيعي أيضاً الذي ما من رجل ولا امرأة إلاّ وقد مرّا به ، حيث تنشط أحلام اليقظة والشعور بالحياء وسرعة الانفعال والخوف من النقد ، وهذه وإن بدت لنا على أ نّها مشاكل لكنّها ليست من نوع المشاكل التي تتعبنا في البحث عن الحلّ ، فالأمر لا يحتاج إلى أكثر من معرفتنا بأنفسـنا وما طرأ عليها ، ومعرفة المحيطين بنا من والدين ومربّين
بخصائص هذه المرحلة حتّى يمكن التعامل مع حاجاتها ومتطلّباتها بما يجعلها تمرّ بسلام شأنها شأن أيّة مرحلة عمرية أخرى .
فالمشاكل في مرحلة المراهقة ـ تحديداً ـ غالباً ما تنجم عن سوء فهم وتفاهم بين جيلين أو نمطين من التعامل مع الحياة ، ولذا فإنّ الاُسر التي تعي طبيعة هذه المرحلة تتقلّص بين أبنائها تلك المشاكل إلى حدّ كبير .
ومن أسباب بروز المشاكل في هذه المرحلة هو ضعف التكيّف الاجتماعي ، أي أنّ علاقات الشاب أو الشابّة ما تزال غضّة فتية لم تصل إلى مرحلة التعامل الناضج بعد، وهذا أمر لا عيب فيه لأ نّنا جميعاً مررنا به ، وهو سوف لن يبقى غضاً فتياً إلى الأبد ، فمع الأيّام واتّساع شبكة العلاقات وتنوّعها يصل التكيّف إلى مرحلة النضج ، فالمشكلة إنّما تنفجر من جرّاء الجهل بطبيعة المجتمع وأشخاصه ومؤسّساته ممّا يؤدّي أحياناً إلى الانكماش والعزلة ، وهو بالتأكيد ليس الحلّ الأمثل لمشكلة التكيّف ، فالانخراط في المجتمع والتفاعل معه وتحمّل صدماته يبني الشخصية الشابّة فيجعل منها شجرة بريّة تتحمّل العواصف ، أمّا العزلة والتقوقع فيجعلان منها شجيرة هشّة تنحني لأبسط ريح .
إنّ الانكماش لا يحلّ المشكلة إنّما يضيف إليها مشكلة أخرى ، ولذلك فنحن حينما ندعو إلى مواجهة مشاكلنا إنّما ننطلق من الترحيب بأيّة مشكلة تعصف بنا لأ نّها ـ كما سبقت الاشارة ـ تستنفر أنبل وأفضل ما فينا من قوى روحيّة ونفسية وبدنية كامنة ، وفي الحديث : « من خالط الناس وصبر على أذاهم خير ممّن لم يخالط الناس ولم يصبر على أذاهم » .
ومن بين الأسباب التي تؤدّي إلى مشاكل عامّة مشتركة ـ والكلام بطبيعة الحال ليس بالمطلق ـ هو شعور بعض الشبّان والشابّات بأنّ النظام السّائد ينطوي على أخطاء كثيرة وتعقيدات كثيرة وأزمات كثيرة فيحاولون أن يعبِّروا عن رفضهم له في نقده وتجاوز بعض قواعده وأعرافه لدرجة قيام البعض منهم بسلوكيات منافية للعرف والنظام ، وهذا بحدّ ذاته مدعاة لنشوء أكثر من مشكلة .
كما أنّ ميل الشباب إلى الكتمان الشديد والسرية المغلقة يجعلهم يخفون بعض ممارساتهم الخاطئة عن ذوي الخبرة والتجربة ممّا يتسبّب في معاناة نفسية حادّة، الأمر الذي كان يمكن تفاديه فيما لو كانت أجواء الصراحة مفتوحة بين الأبناء والبنات وبين ذويهم أو من يثقون بهم .
إحدى المجلاّت الشبابية المتخصّصة أجرت ذات مرّة تحقيقاً تحت عنوان « لمن يبوح الشباب بأسرارهم ؟ وممّن يطلبون النصيحة ؟ » وكانت خلاصة ما خرج به التحقيق الذي أجري بين الشباب من الجنسين أ نّهم يبوحون بأسرارهم ـ بدرجات متفاوتة ـ إلى :
ـ الأصدقاء القدامى نتيجة التجربة الطويلة .
ـ الأصدقاء الذين يتفهمونهم ، أي أولئك الذين هم أقرب لفهم هواجسهم وآرائهم وأمزجتهم .
ـ الأصدقاء الاُمناء الذين لا يبوحون بالأسرار .
ـ الأشقّاء أو الإخوة الكبار والأخوات الكبيرات ، وإذا لم يوجد هؤلاء فأبناء العم أو أبناء الخال ، أي الذين تربطهم بهم قرابة حميمة .
ـ وهناك الكثير من الشبّان والشّابات قالوا : لم نتعوّد أن نبوح لوالدينا بأسرارنا، الأمر الذي يعكس ضعف التواصل الاجتماعي المبني على الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء ، ويتسبّب في خسارة الطرفين لبعضهما البعض .
التحقيق المذكور يرجع إلى بعض علماء النفس والاجتماع ليرى رأيهم في هذا الأمر ، ففسّروا ميل الشباب إلى البوح بأسرارهم إلى من يشعرون بأ نّهم سوف يصونون هذه الأسرار ، ويبدون لهم النصيحة ، دون أن يشعروهم بالذّنب . ولذا فهم يفضّلون الأصدقاء المقرّبين على الكبار، ولو أنّ الآباء عوّدوا أبناءهم على المصارحة بمشاكلهم وأسرارهم في وقت مبكر لكانوا أكثر اطمئناناً عليهم، ولكان الأبناء أفضَل سلوكاً وأصوَب رأياً .
وبالإضافة إلى تلك المشاكل ، يعتبر العناد والتحدّي وحبّ الجدل ورفض الإذعان للمطالب والقيام بالمسؤوليّات مشكلة عامّة ممّا يسبّب في مضايقة الآخرين وانزعاجهم ، ولعلّ ميل الشباب إلى الاستقلال والحرِّيّة واصرار الوالدين على إبقاء القيود القديمة وربّما اضافة قيود جديدة عليها ، ممّا يعقّد المسألة ، وبدلاً من أن تُفهم على أ نّها إفراز طبيعي للمرحلة الانتقالية إلى عالم الإحساس بالكيان والشخصية ، يُنظر إلى الشاب والشابّة على أ نّهما ما يزالان طفلين رغم تجاوزهما مرحلة الطفولة :
لم تزل ليلى بعيني طفلةً***لم تزد عن أمسِ إلاّ إصبعا
تضاف إلى ذلك كلّه مشكلة الإفراط والتفريط كميزتين من مزايا هذه المرحلة . فقد يسرف الشباب في بعض الأمور لدرجة المغالاة والخروج عن الحدّ الطبيعي ، وقد يهملانه إلى درجة التقصير المخلّ ، ممّا يربك التصوّر المتكوّن لدى الوالدين أو الأقربين عن تصرّفات الأبناء والبنات التي تغلّفها الحيرة والشك والوساوس والقلق وعدم التوازن .
من ذلك نفهم أنّ الشاب سواء كان في أوّل مرحلة البلوغ أو في سنواته المتقدِّمة ليس عدوانياً بطبيعته ، بل هو رقيق الطبع والفؤاد ، ولكنّه يعيش الانتقال من ( الشخص ) إلى ( الشخصية ) وهذا يتطلّب أن يؤكّد ذاته ويركّز قناعاته ويكوّن رؤاه عن الحياة وعن الدين وعن الناس ، فالتصرّفات التي تبدو غريبة ـ وهي في واقع الأمر ليست غريبة ـ إنّما تنشأ بوحي التطوّرات الحاصلة في بدن الشاب وعقله وإحساسه وشعوره ، وليست بدوافع شريرة تبعث على الخوف والقلق.
ibrahim
ibrahim
المدير

عدد المساهمات : 1565
تاريخ التسجيل : 01/04/2010
العمر : 43

بطاقة الشخصية
ibrahim: مرحبا بكم في منتدى زيان احمد للمعرفة نتمنى منكم الإفادة و الإستفادة

https://taougrite.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى