المجتمع الجزائري

دعا الأستاذ بلخضر عيسى إلى ضرورة توجيه وتأطير المجتمع المدني في الجزائر بما
يسمح من تطويره وتمكينه من ممارسة نشاط ميداني، حيث أشار إلى أهمية المجتمع المدني
في المساهمة في تطوير المجتمعات والحفاظ عل ى الأمن القومي لأي دولة من خلال تتبع
الأحداث والتأثير فيها، إضافة إلى مراقبة القنوات الرسمية والتكفل بانشغالات مختلف
الشرائح الاجتماعية دون اللجوء إلى المؤسسات الرسمية في البلاد.أوضح الأستاذ بلخضر،
خلال مداخلته التي عرضها تحت عنوان »المجتمع المدني في الجزائر: واقع وآفاق« بمركز
البحوث الإستراتيجية والأمنية ببن عكنون الذي يترأسه الدكتور امحند برقوق، أن مفهوم
المجتمع المدني ليس غريبا على الجزائر، لأنه يجد جذوره في الممارسات التقليدية
القديمة لأبناء هذا الوطن، انطلاقا من الممارسات التضامنية والتعاطي الاجتماعي في
بلد تعاقبت عليه الحضارات وزادت من ثرائه عبر مر الزمان.ومن هذا المنطلق، يرى
الأستاذ بلخضر، أن الجزائر كانت السباقة في نشأة هذا المجتمع المدني ويتضح ذلك جليا
من خلال الجمعيات المختلفة التي رأت النور منذ العهد الاستعماري وصولا إلى مرحلة ما
بعد الاستقلال، حيث عرفت الجزائر تجربة نوعية بداية من التسعينات والذي جاء في شكل
صدمة حضارية جعلت الجزائريين يستشعرون أهمية المجتمع المدني الذي أصبح حجرا أساسيا
في تطور أي مجتمع.وقد أعاب الدكتور على المجتمع المدني بالجزائر قدرته على تسجيل
حضور قوي بالمنتديات الدولية لتمثيل الجزائريين والتكلم باسم الجزائر على عكس ما
يقوم به جيراننا في المنطقة المغاربية بالرغم من أن الجزائر لها وزن إقليمي أكبر
بكثير من هذه الدول، كما انتقد عدم استغلال شخصيات سياسية، رياضية وثقافية وغيرها
من الوجوه التي لها سمعة وشهر لقيادة قاطرة المجتمع المدني مثل ما يحدث في الدول
المتطورة.وفي سياق حديثه عن طبيعة المجتمع المدني، أشار المتحدث إلى أهمية إرساء
ثقافة العمل التطوعي وتأصيلها في المجتمع، في وقت لا يزال فيه المجتمع المدني في
الجزائر دون المستوى المطلوب وبعيد كل البعد عن السلطة السياسية التي يفترض أن تعمل
بدورها على تأطيره وتوجيهه ليشغل مساحة أوسع في النشاط الميداني، خاصة وأن عدد
الجمعيات التي تنشط بالجزائر يتعارض مع الأرقام المصرح بها والتي تؤكد وجود أكثر من
70 ألف جمعية، في حين أن ثلثي هذه الجمعيات لم يرى النور وبقيت الملفات حبيسة
الأدراج.
المصدر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].