بحـث
المواضيع الأخيرة
مرحبا بكم في منتدى زيان أحمد للمعرفة
نرحب بجميع الأعضاء و الزوار كما نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات معنا
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 674 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو iness la brune فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 2010 مساهمة في هذا المنتدى في 1421 موضوع
لماذا يبتعد الأدباء العرب عن الكتابة للأطفال؟
منتدى : زيان أحمد للمعرفة :: التربيـــــة و التعليـــم المهني :: التعليم العالي و البحث العلمي :: البحوث و الكتب الجامعية :: قسم الثقافة العامة
صفحة 1 من اصل 1
لماذا يبتعد الأدباء العرب عن الكتابة للأطفال؟
يعاني أدب الأطفال في بلادنا العربية من مشكلات كثيرة.. حتى غدا -وهو أدب جديد يافع- مثقلاً بالعلل! أمراضه المبكِّرة تشبه حالةَ بعض الشبان الذين يمرضون وهم في أوج شبابهم!
لقد جرى الحديث مثلاً عن ضعف الروح الطفلية في هذا الأدب.. عن امتلائه بالمواعظ الجافة.. عن قلة مراعاته لاحتياجات الأطفال الحقيقية.. عن تخلُّف بنيته الفنية قياساً إلى نظيره في الدول المتقدمة.
سأتناول الآن من مشكلات أدب الأطفال مشكلةً جوهرية، لها تأثير -كما أعتقد- في ظهور كل المشكلات السابقة، وهي الإقبال الضعيف لدى كتَّابنا على العمل في مجال أدب الأطفال!
لا شك أنَّ وراء هذه الظاهرة أسباباً كبيرة، فلا شيء يأتي من لا شيء كما يقال. من أهم تلك الأسباب:
1 - ضآلة فرص النشر أمام هذا الأدب، فبعض البلاد العربية ليس فيها إلى يومنا هذا سوى مجلة واحدة أو مجلتين متخصصتين بهذا الأدب، بينما مجلات المكياج والرياضة والترفيه بالعشرات! ومعنى هذا ببساطة أن الأديب سيظهر اسمه مرتين أو ثلاثاً في العام، وأما في المساحة الطويلة العريضة المتبقية من العام فسيكون عاطلاً عن الظهور ميتَ الفعالية كشجرة يابسةَ!
2 - روح الشِّلة المتفشية في بعض المجلات، وهي تجعل النشرَ محتكَراً أو شبه محتكَر لأعضائها، وهذا يُضيِّق مرةً أخرى فرصَ النشر الضيقة أصلاً أو يزيد الطين بلة، ويضع كاتبَ الأطفال أمام تحدّ من العيار الثقيل هو أن يتشاطر ويمرَّ من ثقب الإبرة، أو يجرب وسيلةً جديدة لتقديم نفسه، هي: أن ينشر أدبه على أوراق الشجر، ويوشوش الريحَ كي تحمل تلك الأوراق إلى بيوت الأطفال!
3 - النظرة الدونية لدى عامة الناس، وحتى لدى بعض الأدباء إلى الأدب الموجَّه للأطفال. إنهم يضعونه في العربة الأخيرة من قطار الكتابة الأدبية، وأما ما يُدلي به بعضهم أمام كاميرا التلفزيون من تقديره أو تقديسه للنص المخصص للطفولة، فأكثره يدخل في باب الرياء الإعلامي!
أذكر حادثةً طريفة تلخص رأيَ العامة في أدب الأطفال، رواها لي صديق يكتب للصغار، فقد حمل إحدى قصصه الطفلية، وقرأها لعمه، والعم سمِّيع أدب وموسيقا، فقال العم وقد أعجبته القصة: مليحة، ولكنْ أتمنى أن تتشاطر وتكتب لنا قصة للكبار لنقول: صار في أسرتنا كاتب عن حق وحقيق!
4 - صعوبة هذا الأدب، فهو فن يحتاج إلى موهبة خاصة، وإلى لوازم أخرى بات نوالها أو الحفاظ عليها عسيراً في عصرنا المغرق في المادية والاستهلاك، هي: أن يمتلك الكاتب عند الكتابة براءةَ القلب وطفولةَ النظرة إلى الأشياء، وغرارةً حلوةً آسرة. هذه اللوازم تختلط بالموهبة، ومنهما معاً يتكوَّن صلصالُ الكتابة الطفلية.
5 - مكافآت النشر الصغيرة، وأحياناً التافهة التي تُقدَّم لكتَّاب الأطفال، فبعضها لا يكفي لشراء قميص أو وجبة طعام واحدة، مما يدفع زوجةَ الأديب للضحك منه، أو يدفعه هو إلى ذبح أوراقه فوق أقرب سلة مهملات!
أخيراً.. رغم هذه الظروف غير المريحة مازال بعض الأدباء يكتبون، وهذا راجع إلى طاقاتهم الروحية الاستثنائية، وإلى إيمانهم الراسخ برسالة أدبهم، غير أن الارتقاء بالحالة العامة لأدب الأطفال يتطلب من الجهات المعنية بالثقافة أن تتيح لأدبائنا العرب مناخاً أفضل للتشجيع على كتابة الأدب الطفلي ليكتبوا برغبة أدباً جميلاً حقيقياً يسعد الأطفال، ويبني عقولهم ويزيد ثقافتهم
لقد جرى الحديث مثلاً عن ضعف الروح الطفلية في هذا الأدب.. عن امتلائه بالمواعظ الجافة.. عن قلة مراعاته لاحتياجات الأطفال الحقيقية.. عن تخلُّف بنيته الفنية قياساً إلى نظيره في الدول المتقدمة.
سأتناول الآن من مشكلات أدب الأطفال مشكلةً جوهرية، لها تأثير -كما أعتقد- في ظهور كل المشكلات السابقة، وهي الإقبال الضعيف لدى كتَّابنا على العمل في مجال أدب الأطفال!
لا شك أنَّ وراء هذه الظاهرة أسباباً كبيرة، فلا شيء يأتي من لا شيء كما يقال. من أهم تلك الأسباب:
1 - ضآلة فرص النشر أمام هذا الأدب، فبعض البلاد العربية ليس فيها إلى يومنا هذا سوى مجلة واحدة أو مجلتين متخصصتين بهذا الأدب، بينما مجلات المكياج والرياضة والترفيه بالعشرات! ومعنى هذا ببساطة أن الأديب سيظهر اسمه مرتين أو ثلاثاً في العام، وأما في المساحة الطويلة العريضة المتبقية من العام فسيكون عاطلاً عن الظهور ميتَ الفعالية كشجرة يابسةَ!
2 - روح الشِّلة المتفشية في بعض المجلات، وهي تجعل النشرَ محتكَراً أو شبه محتكَر لأعضائها، وهذا يُضيِّق مرةً أخرى فرصَ النشر الضيقة أصلاً أو يزيد الطين بلة، ويضع كاتبَ الأطفال أمام تحدّ من العيار الثقيل هو أن يتشاطر ويمرَّ من ثقب الإبرة، أو يجرب وسيلةً جديدة لتقديم نفسه، هي: أن ينشر أدبه على أوراق الشجر، ويوشوش الريحَ كي تحمل تلك الأوراق إلى بيوت الأطفال!
3 - النظرة الدونية لدى عامة الناس، وحتى لدى بعض الأدباء إلى الأدب الموجَّه للأطفال. إنهم يضعونه في العربة الأخيرة من قطار الكتابة الأدبية، وأما ما يُدلي به بعضهم أمام كاميرا التلفزيون من تقديره أو تقديسه للنص المخصص للطفولة، فأكثره يدخل في باب الرياء الإعلامي!
أذكر حادثةً طريفة تلخص رأيَ العامة في أدب الأطفال، رواها لي صديق يكتب للصغار، فقد حمل إحدى قصصه الطفلية، وقرأها لعمه، والعم سمِّيع أدب وموسيقا، فقال العم وقد أعجبته القصة: مليحة، ولكنْ أتمنى أن تتشاطر وتكتب لنا قصة للكبار لنقول: صار في أسرتنا كاتب عن حق وحقيق!
4 - صعوبة هذا الأدب، فهو فن يحتاج إلى موهبة خاصة، وإلى لوازم أخرى بات نوالها أو الحفاظ عليها عسيراً في عصرنا المغرق في المادية والاستهلاك، هي: أن يمتلك الكاتب عند الكتابة براءةَ القلب وطفولةَ النظرة إلى الأشياء، وغرارةً حلوةً آسرة. هذه اللوازم تختلط بالموهبة، ومنهما معاً يتكوَّن صلصالُ الكتابة الطفلية.
5 - مكافآت النشر الصغيرة، وأحياناً التافهة التي تُقدَّم لكتَّاب الأطفال، فبعضها لا يكفي لشراء قميص أو وجبة طعام واحدة، مما يدفع زوجةَ الأديب للضحك منه، أو يدفعه هو إلى ذبح أوراقه فوق أقرب سلة مهملات!
أخيراً.. رغم هذه الظروف غير المريحة مازال بعض الأدباء يكتبون، وهذا راجع إلى طاقاتهم الروحية الاستثنائية، وإلى إيمانهم الراسخ برسالة أدبهم، غير أن الارتقاء بالحالة العامة لأدب الأطفال يتطلب من الجهات المعنية بالثقافة أن تتيح لأدبائنا العرب مناخاً أفضل للتشجيع على كتابة الأدب الطفلي ليكتبوا برغبة أدباً جميلاً حقيقياً يسعد الأطفال، ويبني عقولهم ويزيد ثقافتهم
مواضيع مماثلة
» أكبر كذبة صدقها العرب: الشعر ديوان العرب
» لماذا يضطرب الإنسان في الكلام
» لماذا اشعلوا نار الفتنة بين الشعب العربي المصري والجزائري
» لماذا يضطرب الإنسان في الكلام
» لماذا اشعلوا نار الفتنة بين الشعب العربي المصري والجزائري
منتدى : زيان أحمد للمعرفة :: التربيـــــة و التعليـــم المهني :: التعليم العالي و البحث العلمي :: البحوث و الكتب الجامعية :: قسم الثقافة العامة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2017-02-24, 03:12 من طرف hayet.malak.7
» البرنامج العملاق للإصلاح السيارات
2017-02-24, 03:07 من طرف hayet.malak.7
» الاتصال السياسي ودور الأحزاب السياسية في الجزائر
2016-08-21, 20:17 من طرف نورية
» معـالجــة قســـــوة القلـب
2016-05-14, 20:43 من طرف ibrahim
» [تم الحل]دور و أهمية المؤسسة العموةمية للصحة الجوارية
2016-03-04, 04:22 من طرف ibrahim
» www.elafak16.com
2016-03-03, 03:13 من طرف ibrahim
» الشهادة الطبية الخاصة بالتوقف عن العمل
2016-02-14, 03:06 من طرف ibrahim
» وثيقة طلب الحصول على التقاعد
2016-02-14, 02:55 من طرف ibrahim
» التقاعد و شروطه في الجزائر
2016-02-14, 02:26 من طرف ibrahim