بحـث
المواضيع الأخيرة
مرحبا بكم في منتدى زيان أحمد للمعرفة
نرحب بجميع الأعضاء و الزوار كما نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات معنا
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 674 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو iness la brune فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 2010 مساهمة في هذا المنتدى في 1421 موضوع
عبد العزيز بوتفليقة
صفحة 1 من اصل 1
عبد العزيز بوتفليقة
كشفت وثائق قامت وكالة الإستخبارات الأمريكية برفع السرية عنها، في 2006
، عن محادثات دارت بين وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، ونظيره للخارجية الجزائرية -سابقا- عبد العزيز بوتفليقة، اللذين اجتمعا في 17 ديسمبر 1975، بباريس، في إقامة السفير الأمريكي بباريس، بحضور محمد بجاوي سفير الجزائر بفرنسا، حيث دار النقاش- حسبما جاء في الوثائق التي تم تسريبها من طرف أحد الجواسيس-، حول قضية الصحراء الغربية، بالإضافة إلى قضية أنغولا والشرق الأوسط.
المحادثات دارت أساسا حول ملف الصحراء الغربية حيث دافع عبد العزيز بوتفليقة بشدة، عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وضرورة اللجوء إلى الإستفتاء من أجل الفصل في المسألة، مؤكدا على ضرورة معالجة القضية بكل شفافية وموضوعية، كونها هامة جدا بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، وشدد وزير الخارجية الجزائري آنذاك على قبول الجزائر بنتائج الإستفتاء مهما كانت، مشيرا إلى أنه من حق الشعب الصحراوي، اتخاذ قرار الإستقلال أو الإنضمام إلى المغرب أو موريتانيا. من جانبه، أوضح ممثل الخارجية الأمريكية، أنه من غير الممكن القيام بأشياء كبيرة فيما يخص ملف الصحراء، لالتزام الولايات المتحدة بسياسة الحياد، وعدم اتخاذها لمواقف وصفها بالبطولية، وحول مسألة الإستقلال الذاتي للصحراويين، ذكر كيسنجر أنه يتفهم المسألة بالنسبة للفلسطينيين ولكن بالنسبة الصحراء فلا يمكن ذلك،مستشهدا بأن دولة قطر يحكمها شيخ، كما أنه لديهم دولة مستقلة. وحول المواقف الجزائرية، قال كيسنجر إنه لا أحد يعاديها، وأن المسألة الوحيدة المطروحة تتعلق بتطبيقها، وذكر أن منع المسيرة الخضراء كان يعني تضرر العلاقات مع المغرب، كما أنهم ليسوا مهتمين بقضية الصحراء.
وفي هذا الشأن،رد بوتفليقة، أن الولايات المتحدة لديها اهتمامات في إسبانيا والمغرب، ولكن هناك تفضيل جهة على حساب جهة أخرى، لوجود تعاون عسكري مع المغرب، ما يعني استحالة اتخاذ مواقف حيادية، عندما تتعلق المسألة بالجزائر، وفيما يخص مسألة الشرق الأوسط، أكد بوتفليقة أن الوضعية تشهد مفاوضات عديدة، وأنه لا وجود لأسباب مقنعة لرفض الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية.
نص الحوار الذي دار بين كيسنجر وبوتفليقة
يكشف نص الحوار الذي دار بين وزير الخارجية الجزائري آنذاك ونظيره الأمريكي، عن تفاصيل مثيرة، حول دبلوماسية الجزائر الكبيرة في التعامل مع القضايا الكبرى، والتي أعجزت الطرف الأمريكي عن الرد عليها.
كيسنجر: بماذا تريد أن نبدأ الحديث؟
بوتفليقة: كما تشاء.
كيسنجر يستدير نحو المترجم الخاص به ويقول: عندما عرفته كان ثوريا، أما الآن فأصبح ثوريا دبلوماسيا.
بوتفليقة: في الحياة، من الضروري أحيانا تغيير المجريات، عند نهاية المرحلة التي تسبقها.
بعدها، طلب كيسنجر مناقشة لقاء باريس، دون نسيان التطرق إلى مواضيع أخرى، وأنه يود التعرف على الموقف الجزائري، مشيرا إلى أن حكومته لا يمكنها القيام بأشياء كثيرة من أجل حل مشكلة الصحراء الغربية، بعدها تساءل كيسنجر إذا ما كان خطابه شديدا نوعا ما.
رد بوتفليقة بضحكة خفيفة: كان كذلك، ولكن ليس بالشيء الكبير، كان هناك تطور منذ البداية ولكن كل شيء واضح.
كيسنجر: لنتكلم عن ملف الصحراء الغربية، أود أن أحيطكم علما أننا لم نمارس أية ضغوطات على إسبانيا من جانبنا، من أجل الوصول إلى حلول استثنائية، نحن نحاول جاهدين ردع الملك حسن الخامس، من أجل المضي فيها، هل سمعت أن موينحان قال: إذا وصل الروس إلى الصحراء الغربية وأمسكوا زمام الأمور هناك، ستكون ندرة حادة في الرمال.... ثم ضحك لبرهة، بصراحة نريد البقاء بعيدا عن هذا المشكل، لن تكون مسألة بطولية في حال تدخلنا.
بوتفليقة: إذا قمنا بالتطرق إلى القضية بشكل موضوعي، فنحن مجبرون على التكلم بصراحة، مشكل الصحراء أمر هام جدا، للجميع، بالإضافة إلى الشرق الأوسط.
كيسنجر: لماذا الشرق الأوسط؟
بوتفليقة: إذا ما كان هناك اتفاق بين مصر، سوريا، الأردن وإسرائيل، هل تظن أن الدول العربية الأخرى ستتخلى عن فلسطين، المشكل نفسه، لا يمكنكم التخلي عن الشعب الصحراوي، كما لا يمكنكم القيام بذلك لنميبيا، لدينا المغرب وموريتانيا تريدان احتلاله، في الوقت الذي توجد فيه قرارات صادرة عن محكمة العدل الدولية.
كيسنجر: المسألة غامضة
بوتفليقة: لا، محكمة العدل الدولية تطرقت إلى المسألة من حيث التفاصيل، وفصلت من أجل اتخاذ حلول سلمية.
كيسنجر: لا أرى ما الذي يمكن أن يعنيه الإستقلال الذاتي بالنسبة صحراء، أتفهم القضية بالنسبة للفلسطينيين، ولكن الأمر مختلف بعض الشيء.
بوتفليقة: شعب قطر ليس أكثر أهمية.
كيسنجر: ولكن، لديهم شيخ، كما أنها دولة مستقلة.
بوتفليقة: ويمكنهم الإستقلال، هل ذهبت إلى دبي قبل ذلك؟.
كيسنجر: لا، ولكن المصالح التي تعمل على حمايتي، ترى أن استقبالي سيكون حارا جدا، لدرجة أنهم لن يتركوني....
بوتفليقة: لا أظن أن من يشجعك على الذهاب من عدمه، لديه الحق في ذلك، ولكني أؤكد لك، أنها بلدان تستحق عناء التنقل إليها.
كيسنجر: ما الذي سيحدث في الصحراء؟
بوتفليقة: أود أن أعرف إذا كنت ستقترح حلا لذلك لأنه أمر مهم جدا.
كيسنجر: أي حل؟
بوتفليقة: وجود حل واحد ممكن، إنها مسألة مبدأ، لابد من أن يكون هناك استفتاء، والجزائر ستقبل النتائج أيا كانت، سواء أراد الصحراويون الإنضمام إلى المغرب، أو موريتانيا أو الإستقلال، لا وجود لأية مشاكل.
كيسنجر: هل يمكن تنظيم استفتاء والمغربيون متواجدون في المنطقة؟
بوتفليقة: يجب فقط توفير الضمانات، لا يمكن تنظيم استفتاء في مثل هذه الظروف، ولا يمكن تنظيمه تحت غطاء الإسبان، لأنهم ذهبوا.
كيسنجر: الموريتانيون هناك أيضا، هل سيقتسمون الصحراء فيما بينهم؟
بوتفليقة: ممكن، ولكن المشكل معقد أكثر من ذلك، وهناك عدة نواحي سياسية، اقتصادية، وأخرى خاصة بالسيادة، من المستبعد جدا أن يطبق المغرب قرارات محكمة العدل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة.
كيسنجر: اذكر لي هيئة دولية واحدة لم تدخل إليها؟
بوتفليقة: الأمر نفسه بالنسبة للولايات المتحدة.
كيسنجر: أعيد وأكرر، ليس لدينا أية مصلحة في ذلك.
بوتفليقة: لنتكلم بصراحة هل تقفون وراء ذلك؟
كيسنجر: ولما لا تكونون أنتم وراء ذلك؟
بوتفليقة: نحن نقدر أن موقفكم أكثر أهمية، صحافتكم كالنيوز ويك، ونيويورك تايمز... كانت موضوعية جدا في كيفية تناولها للمسألة، ونقدر أن الولايات المتحدة، بإمكانها إيقاف المسيرة الخضراء.
كيسنجر: ليس صحيحا
بوتفليقة: فرنسا تعاملت بخشونة مع القضية، ما الذي بقي من نفوذ بورڤيبة وسنغور؟، هل أنتم في هذه الوضعية؟ ولكن أود أن أؤكد لكم، أن هناك مشاعر، ونحن متأثرون من معاداتكم للموقف الجزائري.
كيسنجر: ليست لدينا أية مواقف معادية للجزائر، القضية الوحيدة هي ما كان سيترتب عن منع المسيرة الخضراء، لأن ذلك يعني تضرر علاقتنا مع المغرب، وفرض حظر عليه.
بوتفليقة: كان بإمكانكم وقف الدعم الإقتصادي والعسكري.
كيسنجر: ولكن ذلك يعني المساس بعلاقتنا مع المغرب...
بوتفليقة: ولكن ملك المغرب، لا يمكنه الوقوع بين أيدي السوفيات.
كيسنجر: ولكن ليس لدينا مصالح في الصحراء
بوتفليقة: ولكن لديكم مصالح في إسبانيا والمغرب.
كيسنجر: والجزائر...
بوتفليقة: أنتم تفضلون دولة على أخرى.
كيسنجر: لا أظن أننا فضلنا أي طرف، نفضل البقاء محايدين.
بوتفليقة: دوركم لا يمكن أن يكون هامشيا، أو دون مصلحة، لأنكم تتعاونون عسكريا مع المغرب، إذن لا يمكن أن يكون لديكم موقف حيادي فيما يخص الجزائر والمغرب، أتفهّم أن تكونوا حياديين على عدم تفضيلكم للمغرب.
كيسنجر يقول لمترجمه: كيف تترجم هذا؟ مما يشكو الوزير، وفي أي شق لم نقم بتفضيل الجزائر، لاتخاذ موقفه لابد من نفي مواقفنا كاملة.
بوتفليقة: ممكن أن يكون مبدأ الإستقلال الذاتي كنقطة انطلاق، الآن لا بد من التعامل مع دولة مجاورة لديها حدود، بعد 10 سنوات، لابد من قبول موريتانيا في المنطقة، إذا قام المغرب باحتلالها، ستكون سابقة خطيرة، وإذا كان في المنطقة اعتداء على الحدود مثل ذلك، ستكون هناك خلافات دون شك، ليس الوقت متأخرا من أجل المساعدة على إيجاد حلول، لابد من وجود ضمانات كثيرة من أجل تنظيم استفتاء الأمم المتحدة، والجزائر ستقبل بالنتائج أيا كانت، لا الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ستنفي حقوق المغرب وموريتانيا.
كيسنجر: دعني أفكر، وسأتصل بك عن طريق سفيرنا، هل ستعينون سفيرا لكم في واشنطن؟
بوتفليقة: نعم، ملاحظتكم جيدة، سنعين سفيرا بداية السنة، نعمل على اختيار الشخص المناسب، سأعالج المسألة بسرعة.
كيسنجر: سأكون أكثر فعالية، إذا كان هناك شخص من طرفكم في واشنطن.
بوتفليقة: سأعمل على إيجاد الشخص الملائم للمنصب.
كيسنجر: سيتم استقباله جيدا في واشنطن.
بوتفليقة: نعمل جاهدين لذلك، وسنقيم علاقات قائمة على التعاون المتبادل في المجال الاقتصادي، وفيما يتعلق بالشق السياسي، لن نشكو من الوضعية في الشرق الأوسط.
كيسنجر: لا، كنتم متعاونين جدا.
بوتفليقة: إذا كان لديكم مشكل مع كوبا، الفيتنام أو كمبوديا، سنساعدكم...
كيسنجر: رجالنا في الأمم المتحدة، لا يفهمون التقارير، ولكن أعترف أنه لدينا علاقات جد إيجابية.
بوتفليقة: نحن دولتان شقيقتان، وليس لدينا ما نخفيه، ولا نحضر لأي شيء، سوى أن نلتقي في هذه المائدة للتحاور.
كيسنجر: دعني أدرس مسألة الإستفتاء، والإنسحاب.
بوتفليقة: الإنسحاب ليس شرطا، ولكن لابد من التأكد من وجود الضمانات الكافية للشعب الصحراوي، حتى يقرر بحرية، أنتم تعلمون أنه من الممكن أن تكون اغتيالات، لا نريد التسبب في أية مشاكل.
كيسنجر: في الصحراء؟
بوتفليقة: نعم، أنا متأكد أنه مشكل مصالح، لا أفهم لماذا يريد الموريتانيون حدودا هكذا، كما لا أتفهم لماذا الجزائر تخيف لهذه الدرجة.
كيسنجر: لم نلعب دورا هاما، لأنه لدينا مشاكل كثيرة، للخوض مع جبهة أخرى، ولكن سأعمل على دراسة هذه النقطة.
بوتفليقة: فكر في ذلك.
كيسنجر: سأقوم بذلك.
بوتفليقة: لا تريدون دولة جديدة في المنطقة.
كيسنجر: إذا كانت ستتطور سنقبلها، كما قمنا مع غينيا، بيسو، الرأس الأخضر.
بوتفليقة: هناك ثروة كبيرة هناك، خلال 10 أو 12 سنة ستكون المنطقة هناك كالكويت.
كيسنجر: لكننا لم نعترض، ليست لدينا مصالح خاصة.
بوتفليقة: من المهم جدا، الحفاظ على توازن المنطقة.
كيسنجر: أتفق معك.
بوتفليقة: كنت مستغربا من رؤية فرنسا وتونس تعملان سويا كقوة متوسطية. في ظل المشاكل التي يتخبط فيها الشرق الأوسط وقبرص والمغرب، الحديث عن مشاكل المتوسط يعني التفاؤل.
كيسنجر: في الحقيقة، نحن غير ناشطين في هذه المنطقة، ونتفادى اتخاذ أية مواقف لصالح أي طرف، لم نقم بمساعدتكم، ولم نقم بذلك للمغرب، دعني أفكر فيما يمكننا القيام به، لا أحبذ إعطاء وعود لا يمكنني الوفاء بها.
بوتفليقة: إذا كان ممكنا.
كيسنجر: لنتكلم عن أنغولا، ليست لدينا أية اهتمامات، ما لا نريده، هو ألا يقوم السوفيات وكوبا بوضع نظام سياسي، ندرس إمكانية الانسحاب لكل القوات الخارجية، وتوقيف السفن العسكرية، في الموزنبيق، فريلمو ليس صديقا للولايات إنه ماركسي.
بوتفليقة: لا، ولكن على اليسار.
كيسنجر: ولكننا لم نعترض على ذلك، وقمنا بإبرام علاقات دبلوماسية.
بوتفليقة: شيء جيد.
كيسنجر: أنا أفكر في زيارته، إذا ما صادف وزرت إفريقيا.
بوتفليقة: سيكون شيئا جيدا.
كيسنجر: ليست مسألة يسار، الإتحاد السوفياتي قام بشحن 20 ألف طن من التجهيزات العسكرية، نحن نعمل دائما على البقاء بعيدا.
بوتفليقة: لأول مرة، يوجد تمثيل للفلسطينيين في مجلس الأمن.
كيسنجر: صوتنا لذلك.
بوتفليقة: يمكنكم زيارة المنطقة، لابد من مواصلة الحديث، إنها فترة صعبة جدا، الجزائر تتفهم ذلك.
كيسنجر: أقدر ذلك.
مــــن هــو هنري كيسنجـــــر؟
هنري ألفريد كيسنجر دبلوماسي أمريكي وحائز على جائزة نوبل، يعد من ألمع السياسيين الأمريكيين، ومهندس السياسة الخارجية الأمريكية في عهد إدارتي كل من الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، عدا عن كونه مستشارا في السياسة الخارجية في إدارتي كل من الرئيسين كينيدي وجونسون، ولد في عام 1923 في مدينة فورث الألمانية، وينحدر من أسرة يهودية هاجرت في عام 1938 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خوفا من النازيين الألمان، حيث عمل خلال فترة الحرب العالمية الثانية (1945-1939) في الجيش الأمريكي، وحصل في العام 1943 على الجنسية الأمريكية.تخرج من جامعة هارفارد بدرجة الدكتوراة، التي درس فيها فيما بعد مقررات في العلاقات الدولية.
تقلد كيسنجر عدة مناصب حسّاسة، حيث شغل منصب مستشار الرئيس ريتشارد نيكسون لشؤون الأمن القومي في الفترة 1969 وحتى 1973، وخلال ذلك أجرى كيسنجر مفاوضات مع الدبلوماسيين الفيتناميين الشماليين، أفضت إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، الأمر الذي تم بناء عليه منح كيسنجر ولي دك ثو، المفاوض الرئيسي عن الجانب الفيتنامي الشمالي، جائزة نوبل للسلام لعام 1973، رغم تورطه في الإنقلاب على الرئيس التشيلي سلفادور الليندي وقتله في ذات العام.
كما شغل كيسنجر في الفترة 1977-1973، منصب وزير الخارجية لدى كل من نيكسون وفورد، وبقي حضوره مستمرا، حيث عينه الرئيس رونالد ريغان في عام 1983، رئيسا للهيئة الفيدرالية التي تم تشكيلها لتطوير السياسة الأمريكية تجاه أمريكا الوسطى. وأخيرا؛ قام الرئيس جورج بوش الإبن بتعيينه رئيسا للجنة المسؤولة عن التحقيق في أسباب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، أما في الوقت الحالي، فيعمل كيسنجر على رأس مؤسسته الخاصة في الإستشارات في مجال العلاقات الخارجية، والتي تقوم بالمفاوضات في العقود التجارية بين الدول، أما على صعيد الشرق الأوسط والعلاقات العربية الأمريكية، فقد عرف كيسنجر بدوره المؤثر على صعيد الصراع العربي-الإسرائيلي، من خلال جولاته المكوكية في المنطقة في أعقاب حرب أكتوبر 1973، في إطار سياسته المعروفة بسياسة الخطوة خطوة، وأفضت هذه الجولات، إلى التوصل إلى اتفاقيات الفصل بين القوات الإسرائيلية من جهة والسورية والمصرية من جهة أخرى.
، عن محادثات دارت بين وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، ونظيره للخارجية الجزائرية -سابقا- عبد العزيز بوتفليقة، اللذين اجتمعا في 17 ديسمبر 1975، بباريس، في إقامة السفير الأمريكي بباريس، بحضور محمد بجاوي سفير الجزائر بفرنسا، حيث دار النقاش- حسبما جاء في الوثائق التي تم تسريبها من طرف أحد الجواسيس-، حول قضية الصحراء الغربية، بالإضافة إلى قضية أنغولا والشرق الأوسط.
المحادثات دارت أساسا حول ملف الصحراء الغربية حيث دافع عبد العزيز بوتفليقة بشدة، عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وضرورة اللجوء إلى الإستفتاء من أجل الفصل في المسألة، مؤكدا على ضرورة معالجة القضية بكل شفافية وموضوعية، كونها هامة جدا بالنسبة إلى منطقة الشرق الأوسط، وشدد وزير الخارجية الجزائري آنذاك على قبول الجزائر بنتائج الإستفتاء مهما كانت، مشيرا إلى أنه من حق الشعب الصحراوي، اتخاذ قرار الإستقلال أو الإنضمام إلى المغرب أو موريتانيا. من جانبه، أوضح ممثل الخارجية الأمريكية، أنه من غير الممكن القيام بأشياء كبيرة فيما يخص ملف الصحراء، لالتزام الولايات المتحدة بسياسة الحياد، وعدم اتخاذها لمواقف وصفها بالبطولية، وحول مسألة الإستقلال الذاتي للصحراويين، ذكر كيسنجر أنه يتفهم المسألة بالنسبة للفلسطينيين ولكن بالنسبة الصحراء فلا يمكن ذلك،مستشهدا بأن دولة قطر يحكمها شيخ، كما أنه لديهم دولة مستقلة. وحول المواقف الجزائرية، قال كيسنجر إنه لا أحد يعاديها، وأن المسألة الوحيدة المطروحة تتعلق بتطبيقها، وذكر أن منع المسيرة الخضراء كان يعني تضرر العلاقات مع المغرب، كما أنهم ليسوا مهتمين بقضية الصحراء.
وفي هذا الشأن،رد بوتفليقة، أن الولايات المتحدة لديها اهتمامات في إسبانيا والمغرب، ولكن هناك تفضيل جهة على حساب جهة أخرى، لوجود تعاون عسكري مع المغرب، ما يعني استحالة اتخاذ مواقف حيادية، عندما تتعلق المسألة بالجزائر، وفيما يخص مسألة الشرق الأوسط، أكد بوتفليقة أن الوضعية تشهد مفاوضات عديدة، وأنه لا وجود لأسباب مقنعة لرفض الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية.
نص الحوار الذي دار بين كيسنجر وبوتفليقة
يكشف نص الحوار الذي دار بين وزير الخارجية الجزائري آنذاك ونظيره الأمريكي، عن تفاصيل مثيرة، حول دبلوماسية الجزائر الكبيرة في التعامل مع القضايا الكبرى، والتي أعجزت الطرف الأمريكي عن الرد عليها.
كيسنجر: بماذا تريد أن نبدأ الحديث؟
بوتفليقة: كما تشاء.
كيسنجر يستدير نحو المترجم الخاص به ويقول: عندما عرفته كان ثوريا، أما الآن فأصبح ثوريا دبلوماسيا.
بوتفليقة: في الحياة، من الضروري أحيانا تغيير المجريات، عند نهاية المرحلة التي تسبقها.
بعدها، طلب كيسنجر مناقشة لقاء باريس، دون نسيان التطرق إلى مواضيع أخرى، وأنه يود التعرف على الموقف الجزائري، مشيرا إلى أن حكومته لا يمكنها القيام بأشياء كثيرة من أجل حل مشكلة الصحراء الغربية، بعدها تساءل كيسنجر إذا ما كان خطابه شديدا نوعا ما.
رد بوتفليقة بضحكة خفيفة: كان كذلك، ولكن ليس بالشيء الكبير، كان هناك تطور منذ البداية ولكن كل شيء واضح.
كيسنجر: لنتكلم عن ملف الصحراء الغربية، أود أن أحيطكم علما أننا لم نمارس أية ضغوطات على إسبانيا من جانبنا، من أجل الوصول إلى حلول استثنائية، نحن نحاول جاهدين ردع الملك حسن الخامس، من أجل المضي فيها، هل سمعت أن موينحان قال: إذا وصل الروس إلى الصحراء الغربية وأمسكوا زمام الأمور هناك، ستكون ندرة حادة في الرمال.... ثم ضحك لبرهة، بصراحة نريد البقاء بعيدا عن هذا المشكل، لن تكون مسألة بطولية في حال تدخلنا.
بوتفليقة: إذا قمنا بالتطرق إلى القضية بشكل موضوعي، فنحن مجبرون على التكلم بصراحة، مشكل الصحراء أمر هام جدا، للجميع، بالإضافة إلى الشرق الأوسط.
كيسنجر: لماذا الشرق الأوسط؟
بوتفليقة: إذا ما كان هناك اتفاق بين مصر، سوريا، الأردن وإسرائيل، هل تظن أن الدول العربية الأخرى ستتخلى عن فلسطين، المشكل نفسه، لا يمكنكم التخلي عن الشعب الصحراوي، كما لا يمكنكم القيام بذلك لنميبيا، لدينا المغرب وموريتانيا تريدان احتلاله، في الوقت الذي توجد فيه قرارات صادرة عن محكمة العدل الدولية.
كيسنجر: المسألة غامضة
بوتفليقة: لا، محكمة العدل الدولية تطرقت إلى المسألة من حيث التفاصيل، وفصلت من أجل اتخاذ حلول سلمية.
كيسنجر: لا أرى ما الذي يمكن أن يعنيه الإستقلال الذاتي بالنسبة صحراء، أتفهم القضية بالنسبة للفلسطينيين، ولكن الأمر مختلف بعض الشيء.
بوتفليقة: شعب قطر ليس أكثر أهمية.
كيسنجر: ولكن، لديهم شيخ، كما أنها دولة مستقلة.
بوتفليقة: ويمكنهم الإستقلال، هل ذهبت إلى دبي قبل ذلك؟.
كيسنجر: لا، ولكن المصالح التي تعمل على حمايتي، ترى أن استقبالي سيكون حارا جدا، لدرجة أنهم لن يتركوني....
بوتفليقة: لا أظن أن من يشجعك على الذهاب من عدمه، لديه الحق في ذلك، ولكني أؤكد لك، أنها بلدان تستحق عناء التنقل إليها.
كيسنجر: ما الذي سيحدث في الصحراء؟
بوتفليقة: أود أن أعرف إذا كنت ستقترح حلا لذلك لأنه أمر مهم جدا.
كيسنجر: أي حل؟
بوتفليقة: وجود حل واحد ممكن، إنها مسألة مبدأ، لابد من أن يكون هناك استفتاء، والجزائر ستقبل النتائج أيا كانت، سواء أراد الصحراويون الإنضمام إلى المغرب، أو موريتانيا أو الإستقلال، لا وجود لأية مشاكل.
كيسنجر: هل يمكن تنظيم استفتاء والمغربيون متواجدون في المنطقة؟
بوتفليقة: يجب فقط توفير الضمانات، لا يمكن تنظيم استفتاء في مثل هذه الظروف، ولا يمكن تنظيمه تحت غطاء الإسبان، لأنهم ذهبوا.
كيسنجر: الموريتانيون هناك أيضا، هل سيقتسمون الصحراء فيما بينهم؟
بوتفليقة: ممكن، ولكن المشكل معقد أكثر من ذلك، وهناك عدة نواحي سياسية، اقتصادية، وأخرى خاصة بالسيادة، من المستبعد جدا أن يطبق المغرب قرارات محكمة العدل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة.
كيسنجر: اذكر لي هيئة دولية واحدة لم تدخل إليها؟
بوتفليقة: الأمر نفسه بالنسبة للولايات المتحدة.
كيسنجر: أعيد وأكرر، ليس لدينا أية مصلحة في ذلك.
بوتفليقة: لنتكلم بصراحة هل تقفون وراء ذلك؟
كيسنجر: ولما لا تكونون أنتم وراء ذلك؟
بوتفليقة: نحن نقدر أن موقفكم أكثر أهمية، صحافتكم كالنيوز ويك، ونيويورك تايمز... كانت موضوعية جدا في كيفية تناولها للمسألة، ونقدر أن الولايات المتحدة، بإمكانها إيقاف المسيرة الخضراء.
كيسنجر: ليس صحيحا
بوتفليقة: فرنسا تعاملت بخشونة مع القضية، ما الذي بقي من نفوذ بورڤيبة وسنغور؟، هل أنتم في هذه الوضعية؟ ولكن أود أن أؤكد لكم، أن هناك مشاعر، ونحن متأثرون من معاداتكم للموقف الجزائري.
كيسنجر: ليست لدينا أية مواقف معادية للجزائر، القضية الوحيدة هي ما كان سيترتب عن منع المسيرة الخضراء، لأن ذلك يعني تضرر علاقتنا مع المغرب، وفرض حظر عليه.
بوتفليقة: كان بإمكانكم وقف الدعم الإقتصادي والعسكري.
كيسنجر: ولكن ذلك يعني المساس بعلاقتنا مع المغرب...
بوتفليقة: ولكن ملك المغرب، لا يمكنه الوقوع بين أيدي السوفيات.
كيسنجر: ولكن ليس لدينا مصالح في الصحراء
بوتفليقة: ولكن لديكم مصالح في إسبانيا والمغرب.
كيسنجر: والجزائر...
بوتفليقة: أنتم تفضلون دولة على أخرى.
كيسنجر: لا أظن أننا فضلنا أي طرف، نفضل البقاء محايدين.
بوتفليقة: دوركم لا يمكن أن يكون هامشيا، أو دون مصلحة، لأنكم تتعاونون عسكريا مع المغرب، إذن لا يمكن أن يكون لديكم موقف حيادي فيما يخص الجزائر والمغرب، أتفهّم أن تكونوا حياديين على عدم تفضيلكم للمغرب.
كيسنجر يقول لمترجمه: كيف تترجم هذا؟ مما يشكو الوزير، وفي أي شق لم نقم بتفضيل الجزائر، لاتخاذ موقفه لابد من نفي مواقفنا كاملة.
بوتفليقة: ممكن أن يكون مبدأ الإستقلال الذاتي كنقطة انطلاق، الآن لا بد من التعامل مع دولة مجاورة لديها حدود، بعد 10 سنوات، لابد من قبول موريتانيا في المنطقة، إذا قام المغرب باحتلالها، ستكون سابقة خطيرة، وإذا كان في المنطقة اعتداء على الحدود مثل ذلك، ستكون هناك خلافات دون شك، ليس الوقت متأخرا من أجل المساعدة على إيجاد حلول، لابد من وجود ضمانات كثيرة من أجل تنظيم استفتاء الأمم المتحدة، والجزائر ستقبل بالنتائج أيا كانت، لا الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ستنفي حقوق المغرب وموريتانيا.
كيسنجر: دعني أفكر، وسأتصل بك عن طريق سفيرنا، هل ستعينون سفيرا لكم في واشنطن؟
بوتفليقة: نعم، ملاحظتكم جيدة، سنعين سفيرا بداية السنة، نعمل على اختيار الشخص المناسب، سأعالج المسألة بسرعة.
كيسنجر: سأكون أكثر فعالية، إذا كان هناك شخص من طرفكم في واشنطن.
بوتفليقة: سأعمل على إيجاد الشخص الملائم للمنصب.
كيسنجر: سيتم استقباله جيدا في واشنطن.
بوتفليقة: نعمل جاهدين لذلك، وسنقيم علاقات قائمة على التعاون المتبادل في المجال الاقتصادي، وفيما يتعلق بالشق السياسي، لن نشكو من الوضعية في الشرق الأوسط.
كيسنجر: لا، كنتم متعاونين جدا.
بوتفليقة: إذا كان لديكم مشكل مع كوبا، الفيتنام أو كمبوديا، سنساعدكم...
كيسنجر: رجالنا في الأمم المتحدة، لا يفهمون التقارير، ولكن أعترف أنه لدينا علاقات جد إيجابية.
بوتفليقة: نحن دولتان شقيقتان، وليس لدينا ما نخفيه، ولا نحضر لأي شيء، سوى أن نلتقي في هذه المائدة للتحاور.
كيسنجر: دعني أدرس مسألة الإستفتاء، والإنسحاب.
بوتفليقة: الإنسحاب ليس شرطا، ولكن لابد من التأكد من وجود الضمانات الكافية للشعب الصحراوي، حتى يقرر بحرية، أنتم تعلمون أنه من الممكن أن تكون اغتيالات، لا نريد التسبب في أية مشاكل.
كيسنجر: في الصحراء؟
بوتفليقة: نعم، أنا متأكد أنه مشكل مصالح، لا أفهم لماذا يريد الموريتانيون حدودا هكذا، كما لا أتفهم لماذا الجزائر تخيف لهذه الدرجة.
كيسنجر: لم نلعب دورا هاما، لأنه لدينا مشاكل كثيرة، للخوض مع جبهة أخرى، ولكن سأعمل على دراسة هذه النقطة.
بوتفليقة: فكر في ذلك.
كيسنجر: سأقوم بذلك.
بوتفليقة: لا تريدون دولة جديدة في المنطقة.
كيسنجر: إذا كانت ستتطور سنقبلها، كما قمنا مع غينيا، بيسو، الرأس الأخضر.
بوتفليقة: هناك ثروة كبيرة هناك، خلال 10 أو 12 سنة ستكون المنطقة هناك كالكويت.
كيسنجر: لكننا لم نعترض، ليست لدينا مصالح خاصة.
بوتفليقة: من المهم جدا، الحفاظ على توازن المنطقة.
كيسنجر: أتفق معك.
بوتفليقة: كنت مستغربا من رؤية فرنسا وتونس تعملان سويا كقوة متوسطية. في ظل المشاكل التي يتخبط فيها الشرق الأوسط وقبرص والمغرب، الحديث عن مشاكل المتوسط يعني التفاؤل.
كيسنجر: في الحقيقة، نحن غير ناشطين في هذه المنطقة، ونتفادى اتخاذ أية مواقف لصالح أي طرف، لم نقم بمساعدتكم، ولم نقم بذلك للمغرب، دعني أفكر فيما يمكننا القيام به، لا أحبذ إعطاء وعود لا يمكنني الوفاء بها.
بوتفليقة: إذا كان ممكنا.
كيسنجر: لنتكلم عن أنغولا، ليست لدينا أية اهتمامات، ما لا نريده، هو ألا يقوم السوفيات وكوبا بوضع نظام سياسي، ندرس إمكانية الانسحاب لكل القوات الخارجية، وتوقيف السفن العسكرية، في الموزنبيق، فريلمو ليس صديقا للولايات إنه ماركسي.
بوتفليقة: لا، ولكن على اليسار.
كيسنجر: ولكننا لم نعترض على ذلك، وقمنا بإبرام علاقات دبلوماسية.
بوتفليقة: شيء جيد.
كيسنجر: أنا أفكر في زيارته، إذا ما صادف وزرت إفريقيا.
بوتفليقة: سيكون شيئا جيدا.
كيسنجر: ليست مسألة يسار، الإتحاد السوفياتي قام بشحن 20 ألف طن من التجهيزات العسكرية، نحن نعمل دائما على البقاء بعيدا.
بوتفليقة: لأول مرة، يوجد تمثيل للفلسطينيين في مجلس الأمن.
كيسنجر: صوتنا لذلك.
بوتفليقة: يمكنكم زيارة المنطقة، لابد من مواصلة الحديث، إنها فترة صعبة جدا، الجزائر تتفهم ذلك.
كيسنجر: أقدر ذلك.
مــــن هــو هنري كيسنجـــــر؟
هنري ألفريد كيسنجر دبلوماسي أمريكي وحائز على جائزة نوبل، يعد من ألمع السياسيين الأمريكيين، ومهندس السياسة الخارجية الأمريكية في عهد إدارتي كل من الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، عدا عن كونه مستشارا في السياسة الخارجية في إدارتي كل من الرئيسين كينيدي وجونسون، ولد في عام 1923 في مدينة فورث الألمانية، وينحدر من أسرة يهودية هاجرت في عام 1938 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خوفا من النازيين الألمان، حيث عمل خلال فترة الحرب العالمية الثانية (1945-1939) في الجيش الأمريكي، وحصل في العام 1943 على الجنسية الأمريكية.تخرج من جامعة هارفارد بدرجة الدكتوراة، التي درس فيها فيما بعد مقررات في العلاقات الدولية.
تقلد كيسنجر عدة مناصب حسّاسة، حيث شغل منصب مستشار الرئيس ريتشارد نيكسون لشؤون الأمن القومي في الفترة 1969 وحتى 1973، وخلال ذلك أجرى كيسنجر مفاوضات مع الدبلوماسيين الفيتناميين الشماليين، أفضت إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، الأمر الذي تم بناء عليه منح كيسنجر ولي دك ثو، المفاوض الرئيسي عن الجانب الفيتنامي الشمالي، جائزة نوبل للسلام لعام 1973، رغم تورطه في الإنقلاب على الرئيس التشيلي سلفادور الليندي وقتله في ذات العام.
كما شغل كيسنجر في الفترة 1977-1973، منصب وزير الخارجية لدى كل من نيكسون وفورد، وبقي حضوره مستمرا، حيث عينه الرئيس رونالد ريغان في عام 1983، رئيسا للهيئة الفيدرالية التي تم تشكيلها لتطوير السياسة الأمريكية تجاه أمريكا الوسطى. وأخيرا؛ قام الرئيس جورج بوش الإبن بتعيينه رئيسا للجنة المسؤولة عن التحقيق في أسباب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، أما في الوقت الحالي، فيعمل كيسنجر على رأس مؤسسته الخاصة في الإستشارات في مجال العلاقات الخارجية، والتي تقوم بالمفاوضات في العقود التجارية بين الدول، أما على صعيد الشرق الأوسط والعلاقات العربية الأمريكية، فقد عرف كيسنجر بدوره المؤثر على صعيد الصراع العربي-الإسرائيلي، من خلال جولاته المكوكية في المنطقة في أعقاب حرب أكتوبر 1973، في إطار سياسته المعروفة بسياسة الخطوة خطوة، وأفضت هذه الجولات، إلى التوصل إلى اتفاقيات الفصل بين القوات الإسرائيلية من جهة والسورية والمصرية من جهة أخرى.
nabile- مشرف عام
- عدد المساهمات : 324
تاريخ التسجيل : 10/05/2010
العمر : 38
مواضيع مماثلة
» بوتفليقة الريس
» لا أحب الرئيس بوتفليقة لكني لا أجرؤ على سبّه
» لقاء مرتقب بين الرئيس بوتفليقة وسعداني لتشكيل الحكومة
» لا أحب الرئيس بوتفليقة لكني لا أجرؤ على سبّه
» لقاء مرتقب بين الرئيس بوتفليقة وسعداني لتشكيل الحكومة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2017-02-24, 03:12 من طرف hayet.malak.7
» البرنامج العملاق للإصلاح السيارات
2017-02-24, 03:07 من طرف hayet.malak.7
» الاتصال السياسي ودور الأحزاب السياسية في الجزائر
2016-08-21, 20:17 من طرف نورية
» معـالجــة قســـــوة القلـب
2016-05-14, 20:43 من طرف ibrahim
» [تم الحل]دور و أهمية المؤسسة العموةمية للصحة الجوارية
2016-03-04, 04:22 من طرف ibrahim
» www.elafak16.com
2016-03-03, 03:13 من طرف ibrahim
» الشهادة الطبية الخاصة بالتوقف عن العمل
2016-02-14, 03:06 من طرف ibrahim
» وثيقة طلب الحصول على التقاعد
2016-02-14, 02:55 من طرف ibrahim
» التقاعد و شروطه في الجزائر
2016-02-14, 02:26 من طرف ibrahim