الرأي و الرأي الآخر

<table class="MsoNormalTable" style="width: 98%;" width="98%" border="0" cellpadding="0">
<tr style="">
<td style="padding: 0cm;"> <table class="MsoNormalTable" style="width: 98%; border-collapse: collapse;" width="98%" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0">
<tr style="">
<td style="padding: 3pt;" valign="top">
مرة أخرى تصنع قناة الجزيرة
القطرية
الجدل بسبب الصراع الذي دخلت فيه السلطات اليمنية، وهو ما جعل
القناة القطرية تصرخ من القمع والظلم الذي تقول
بأنها تعرضت له من السلطات اليمنية، التي اقتحمت
مكتبها واحتجزت بعض التسجيلات، وهذه بالتأكيد فرصة قفزت
عليها القناة من أجل المزيد من الدعاية المجانية.
غضبة السلطات اليمنية على الجزيرة لها علاقة
مباشرة بظهور "قاعدة" جديدة
في اليمن، وحيثما تكون القاعدة تكون الجزيرة حاضرة، ويكفي
أنها أصبحت القناة التي تحتكر إذاعة وبث التسجيلات
الصوتية لأسامة بن لادن، وكذا كل التنظيمات الإرهابية من
المحيط إلى الخليج.
صحيح أن من طبيعة الإعلام يبحث عن الإثارة وعن
المواضيع التي تشد الاهتمام،
لكن يجب للإعلام أن يعرف أين يتوقف، وأين يبدأ تشجيع ومساندة
الإرهاب والتطرف الإسلامي وتغذيته عبر الدعاية غير المباشرة،
لأن ذلك قد يضرب أمن دول، ويهدد مستقبل شعوب بأكملها.

لقد جعلت القناة القطرية من الإسلام السياسي سجلا
تجاريا وسلعة رائجة، لأن هناك
طلبا على هذه المادة، وساهمت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تعميق
الهوة بين الفلسطينيين، وقلبت السكين في الجرح العراقي، وكذلك
حاولت في الجزائر، فالشعار المرفوع هو الرأي والرأي
الآخر، لكن هذا الشعار ينطبق على الجميع إلا على قطر.

منذ بضعة أيام تناقل رواد الشبكة العنكبوتية فيديو
لوزير خارجية قطر على ما
أظن في زيارة لإسرائيل، الغريب أن الجزيرة لم تذع الخبر، ولم تظهر صورة
الوزير القطري رفقة المسؤولين الإسرائيليين، أين هو الرأي
الآخر، وأين هي الاحترافية التي تفرض
نقل الخبر أيا كان، وبالتالي ليس تلفزيوننا فقط الذي يمارس
التعتيم على بعض القضايا، فها هي الجزيرة أيضا تفعل.

كما أن القناة القطرية "طبّعت" بشكل
غريب علاقاتها مع الكثير من الأنظمة
العربية التي "تغض الطرف" عنها بشكل يدعو للحيرة،
مثل النظام الليبي مثلا، في حين تظل تصطاد في
المياه العكرة بالنسبة لأنظمة أخرى..
تذكرت أيضا حادثة وقعت عندما كنت في بريطانيا قبل
أسابيع، فقد نشرت الصحف خبر
اعتقال أمير سعودي قام بقتل خادمه في بريطانيا، ورغم أن كل الصحف
ووسائل الإعلام نشرت وأذاعت الخبر، إلا أن صحيفة "الحياة"
اللندنية لم تنشر شيئا عن الواقعة،
لمجرد أن المعني بالأمر أمير سعودي، فماذا لو كان من
جنسية أخرى؟ الأكيد أن الفضيحة كانت ستصور على أنها فضيحتان. وللأمانة
القول إن الإعلام الأمريكي أو حتى الفرنسي لا يمارسان الحرية
المطلقة كما يتصور البعض هنا. صحيح
أن هامش الحرية واسع جدا، لكن الحدود موجودة دائما، حتى
وإن لم تر بالعين المجردة، وحتى وإن كانت الاحترافية تجعلها شفافة في
كثير من الأحيان، بل إن الصحافة هناك أيضا تلعب أدوارا محددة
في أوقات معينة، وإن كان الفرق بين الإعلام الغربي
والعربي قائما ولا يمكن التغاضي عنه.

الإعلام العربي لا يزال في حاجة إلى المزيد من
الوقت والكثير من الاحترافية،
بعيدا عن الشعارات البراقة، وعن الجدل المفتعل من أجل المزيد
من الدعاية، فالحرية كل لا يتجزأ ولا تقبل القسمة على حسابات
سياسية ضيقة، لأن الذي يدعي الدفاع
عن الديمقراطية في العالم العربي يجب أن يبدأ بالتنظيف
أمام بيته أولا، كما أنه من الضروري الابتعاد عن اللعب بالنار،
خاصة لما تهدد بحرق أصابع الآخرين.

وأعتقد أخيرا أن المشاهد أو القارئ ذكي مهما
استغفلته وسائل الإعلام ومهما أخذ
بالمؤثرات الخاصة والألوان البراقة، لأنه أضحى يعرف أن الصراخ والضجيج
لا يعني بالضرورة الاحترافية والمهنية، وأن الشعارات مهما
كانت براقة فإنها تفقد لمعانها وأضواءها ما لم تتبع
بأفعال، بل وتصبح نقمة ومدعاة للسخرية.
كمال زايت
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]*

نشر بتاريخ 24-03-2010
</td>
</tr>
</table>


</td>
</tr>
</table>