بحـث
المواضيع الأخيرة
مرحبا بكم في منتدى زيان أحمد للمعرفة
نرحب بجميع الأعضاء و الزوار كما نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات معنا
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 674 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو iness la brune فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 2010 مساهمة في هذا المنتدى في 1421 موضوع
أثر الادارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة
2 مشترك
منتدى : زيان أحمد للمعرفة :: التربيـــــة و التعليـــم المهني :: التعليم العالي و البحث العلمي :: البحوث و الكتب الجامعية
صفحة 1 من اصل 1
أثر الادارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة
خطة البحث
مقدمة:
1.مفهوم القيم وأنواعها وتصنيفها وأهميتها:
2. الإدارة بالقيم نشأتها وتطورها مفهومها وخصائصها:
3. مفهوم وخصائص الإدارة بالقيم:
4. أثر الإدارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة:
5. صنع القرار في ظل القيم وأثره في التنمية البشرية:
الخاتمة
مقدمة:
يقول تعالى: “ولكل درجات مما عملوا”
الإنسان هو محور كل تنمية بشرية، وتنمية الإنسان عملية مستديمة لم تعرف التوقف منذ وجوده على
سطح هذه المعمورة، وهي وإن كانت تتعثر عند تقهقر الحضارات البشرية إلا أنها ما تلبث أن تعود لتنمو أكثر
معتمدة على ما تراكم من معرفة إنسانية سابقة، والسبب في ذلك ما كرم به الله هذا الإنسان بتلك الشعلة التي تنطفأ ولا تعرف المستحيل ولها القابلية على الاستدامة في النمو.
والإدارة في حضارتنا القائمة تعتبر المركز الرئيسي لنمو القدرات البشرية وتفجير الطاقات الهائلة التي أودعها الله فيها، وهذه الطاقة إذا لم تسيج بالقيم الإنسانية الفاضلة. فقد تكون سببا في فساد وهلاك ما توصل إليه البشر فتحد من تنميته وتسبب في شقائه.
وموضوع بحثنا هذا يتطرق لهذا المحور الحساس الذي كثيرا ما يهمل من طرف الباحثين والمتخصصين، ويحاول أن يبين الأثر الايجابي الذي تحدثه القيم الإنسانية الفاضلة في تسيير الموارد البشرية التي تؤدي إلى وجود تنمية بشرية مستدامة من شأنها أن تشكل نظاما متكاملا من القيم والمعايير والحقائق الثابتة، والخبرات والمهارات والمعارف الإنسانية المتغيرة والمتطورة باستمرار يقصد الوصول إلى بعض من درجات الكمال التي هيأها الله للبشر لتحقيق أهدافهم المنشودة.
1.مفهوم القيم وأنواعها وتصنيفها وأهميتها:
حتى يتسنى لنا بحث أثر القيم لابد من الإلماح إلى مفهومها وتصنيفها وسماتها وقياسها وذلك فيما يلي:
-1.1 مفهوم القيم:
لقد اهتم الكثير من الفلاسفة والمنظرين بدراسة القيم التي تعتبر أحد المحددات الهامة في السلوك
الإنساني بجميع جوانبه، حيث اعتبروها نتاج اهتمام نشاط الفرد والجماعة.
وتستمد القيم أهميتها لما لها من خصائص نفيسة واجتماعية فهي حالة مكتسبة يتعلمها الإنسان من عقيدته الدينية وبيئته الاجتماعية وفطرته الإنسانية وينظر إليها على أنها تحدد ماهو متوقع وماهو مرغوب فيه.
وقد عرفها الفلاسفة والمفكرين في السابق واللاحق وعيروا عليها بمصطلحات شتى من أهمها “الخير
الأسمى”، “والكمال”. ويعتقد بعض منظري الإدارة بأن القيم هي مجموعة من المعتقدات التي تشمل المقومات الأساسية أو المحور الذي تبنى عليه مجموعة الاتجاهات التي توجه الأشخاص نحو غايات أو وسائل تحقيقها أو أنماط سلوكية يختارها ويفضلها هؤلاء الأشخاص لأنهم يؤمنون بصحتها( 1).
والقيم هي أفكار الناس ومثلهم العليا، وهي الإطار المرجعي العام أو السائد الذي يربط الأفراد فيما بينهم، وهي بشكل أعم مجموعة الثوابت التي تشمل كل جوانب الحياة الإدارية والاجتماعية والاقتصادية، ويؤدي بها نحو تحقيق الهدف الأسمى، وتحظى بقبول الكثير من البشر حيث يتوحدوا على جعلها قيم مركزية تمثل جزءا هاما من دستور حياتهم.
-2.1 أنواع القيم:
تنقسم القيم إلى تقسيمات مختلفة تتبع الفكر المنبثقة عنه غير أننا سنتطرق إلى أهم هذه التقسيمات فيما يلي:
-1.2.1 القيم النهائية:
القيم النهائية هي تلك القيم التي تحدها حدود لا زمانية ولا مكانية، وهذا النوع يطلب لذاته، لاعتباره غاية لا وسيلة، ويسمى كذلك بالقيم الباطنية أو الكامنة، وأهمها الحرية، العدالة، الأمن، وغيرها( 2).
-2.2.1 القيم الأدائية:
وهذه القيم هي الأداة التي تستعمل لتحقيق القيم النهائية، وتسمى بالقيم الوسيلة، أو القيم الخارجية، مثل الشجاعة والإقدام، والنبل والشهامة وغيرها( 3).
-3.2.1 القيم الايجابية:
القيم الايجابية عند مجتمع ماهي التي تؤدي في نظرة إلى التنمية المستدامة وقد تختلف الايجابية والسلبية من مجتمع إلى آخر ومن عقيدة إلى أخرى، إلا أن هناك ما يجمع البشر حول قيم بعينها واعتبارها ايجابية مثل حب العمل، حرية الرّأي والتعبير، القوامة في الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، وغيره.
-4.2.1 القيم السلبية:
وهي تلك القيم التي ينظر إليها على أنها معرقله لحركة تطور الفرد والمجتمع وتعوق التقدم مثل العجز والبطالة القابعة في النفس البشرية، والفوضى والجهل، والارتجال وغيرها.
-3.1 تصنيف القيم:
يختلف تصنيف القيم باختلاف الأطر الفكرية والفلسفية الذي ينطلق منه كل تصنيف، بالإضافة إلى تداخل القيم، فقد تصنف القيمة في أكثر من مجال، فالقيمة السياسية قد تكون اجتماعية وقد تكون اقتصادية ويمكن أن نوضح هذا بالالتجاء إلى بعض أهم التصانيف فيما يلي:
-1.3.1 تصنيف القيم حسب محتواها:
صنف المفكر “”سبنجر” ” Spranger ” أنماط الناس حسب المحتوى إلى مجموعة استنادا إلى محتوى القيم التي تمثل النشاطات الإنسانية نتطرق باختصار إلى بعضها فيما يلي( 5)
-1.3.1.1 القيم الجمالية:
وهي تتضمن الحكم على الخبرات من منظور الجمال والتناسق ويعبر عنها اهتمام الفرد وميوله إلى كل
ما هو جميل من ناحية الشكل والتوافق والتناسق ويتميز الأفراد الذين تسود عندهم هذه القيمة بالفن والابتكار وتذوق الجمال والإبداع الفني.
-2.1.3.1 القيم الاجتماعية:
وهي تتضمن محبة الناس وإدراكهم كغايات لا كوسائل ويعبر عنها اهتمام الفرد وميله إلى غيره من الناس، فهو يحبهم ويميل إلى مساعدتهم. ويجد في ذلك إشباعا له، ويتميز الأفراد الذين تسود عندهم هذه القيمة بالعطف والحنان وخدمة الغير.
-3.1.3.1 القيم الاقتصادية:
وتتضمن الاهتمام بالعملية الإنتاجية، والمنفعة وتعظيم الأرباح ويعبر عنها اهتمام الفرد إلى ما يزيد من ثروته، وتسود هذه القيمة عند الأشخاص ذوو النظرة العملية، وعادة ما يكونون من رجال المال والأعمال.
-4.1.3.1 القيم العقائدية:
وتهتم بشؤون العقيدة، ويعبر عنها رغبة الفرد في حق معرفة الخالق والتقيد بنواهيه والالتزام بتشريعات، وتذهب إلى التطلع إلى معرفة العالم الغيبي ومصير الإنسان، ويتميز معظم الأفراد التي تسود عندهم هذه القيمة بإتباع تعاليم الديانة التي يدينون بها في كل المجالات.
-4.1 أهمية القيم:
للقيم أهمية بالغة في حياة الشعوب والأمم، ولاسيما في توجيه سلوكهم العام والخاص، الذي يؤدي إلى إصدار الأحكام على الممارسات التي يقوم بها، وهي الأساس السليم لبناء منهج متميز، ويمكن أن نستعرض هذه الأهمية في النقاط التالية:
-1.4.1 أهمية القيم على المستوى الفردي:
تعتبر القيم المحرك والموجه للسلوك القويم للفرد، فإذا غابت هذه القيم فإن الإنسان يغترب عن ذاته وعن
مجتمعه ويفقد دوافعه للعمل ويضطرب.
فالقيم تلعب دورا هاما في تشكيل الشخصية الفردية وتحدد أهدافها، كما تساعد الفرد على فهم العالم
المحيط به وتوسع إطاره المرجعي على فهم حياته وعلاقاته، وهي كذلك تحكم العقل وتحد من ملذات النفس
وشهواتها، وتوحي له بكيفية التصرف الآتي والمستقبلي.
-2.4.1 أهمية القيم على المستوى الجماعي:
الشعوب والأمم عبارة عن تجمعات بشرية ارتضت أن تعيش وتتعايش مع بعضها ولذلك فهي تحتاج إلى
قيم ومعايير تضبط بها سلوكاتها وحركاتها بحيث يكون التعاون ايجابي يساعد على استمرار ويمنع سيادة قانون الغابة، وبذلك فالقيم تساعد على الحفاظ على المجتمع واستقراره وكيانه في إطار موحد، فالقيم والأخلاق الفاضلة هي بمثابة الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الحضارات، فإذا انهارت القيم الحميدة انهارت الحضارات، وصدق رسول الله إذ يقول: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
2. الإدارة بالقيم نشأتها وتطورها مفهومها وخصائصها:
الإدارة بالقيم هي ذلك الأسلوب الإنساني، الذي يعمل وفق معايير معينة وضوابط محددة بحيث يرسم ملامح السلوك الإنساني في الإدارة كما يجب أن يكون وسنوضح فيما يلي نشأتها وتطورها، وكذلك مفهومها وخصائصها في النقاط الآتية:
مقدمة:
1.مفهوم القيم وأنواعها وتصنيفها وأهميتها:
2. الإدارة بالقيم نشأتها وتطورها مفهومها وخصائصها:
3. مفهوم وخصائص الإدارة بالقيم:
4. أثر الإدارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة:
5. صنع القرار في ظل القيم وأثره في التنمية البشرية:
الخاتمة
مقدمة:
يقول تعالى: “ولكل درجات مما عملوا”
الإنسان هو محور كل تنمية بشرية، وتنمية الإنسان عملية مستديمة لم تعرف التوقف منذ وجوده على
سطح هذه المعمورة، وهي وإن كانت تتعثر عند تقهقر الحضارات البشرية إلا أنها ما تلبث أن تعود لتنمو أكثر
معتمدة على ما تراكم من معرفة إنسانية سابقة، والسبب في ذلك ما كرم به الله هذا الإنسان بتلك الشعلة التي تنطفأ ولا تعرف المستحيل ولها القابلية على الاستدامة في النمو.
والإدارة في حضارتنا القائمة تعتبر المركز الرئيسي لنمو القدرات البشرية وتفجير الطاقات الهائلة التي أودعها الله فيها، وهذه الطاقة إذا لم تسيج بالقيم الإنسانية الفاضلة. فقد تكون سببا في فساد وهلاك ما توصل إليه البشر فتحد من تنميته وتسبب في شقائه.
وموضوع بحثنا هذا يتطرق لهذا المحور الحساس الذي كثيرا ما يهمل من طرف الباحثين والمتخصصين، ويحاول أن يبين الأثر الايجابي الذي تحدثه القيم الإنسانية الفاضلة في تسيير الموارد البشرية التي تؤدي إلى وجود تنمية بشرية مستدامة من شأنها أن تشكل نظاما متكاملا من القيم والمعايير والحقائق الثابتة، والخبرات والمهارات والمعارف الإنسانية المتغيرة والمتطورة باستمرار يقصد الوصول إلى بعض من درجات الكمال التي هيأها الله للبشر لتحقيق أهدافهم المنشودة.
1.مفهوم القيم وأنواعها وتصنيفها وأهميتها:
حتى يتسنى لنا بحث أثر القيم لابد من الإلماح إلى مفهومها وتصنيفها وسماتها وقياسها وذلك فيما يلي:
-1.1 مفهوم القيم:
لقد اهتم الكثير من الفلاسفة والمنظرين بدراسة القيم التي تعتبر أحد المحددات الهامة في السلوك
الإنساني بجميع جوانبه، حيث اعتبروها نتاج اهتمام نشاط الفرد والجماعة.
وتستمد القيم أهميتها لما لها من خصائص نفيسة واجتماعية فهي حالة مكتسبة يتعلمها الإنسان من عقيدته الدينية وبيئته الاجتماعية وفطرته الإنسانية وينظر إليها على أنها تحدد ماهو متوقع وماهو مرغوب فيه.
وقد عرفها الفلاسفة والمفكرين في السابق واللاحق وعيروا عليها بمصطلحات شتى من أهمها “الخير
الأسمى”، “والكمال”. ويعتقد بعض منظري الإدارة بأن القيم هي مجموعة من المعتقدات التي تشمل المقومات الأساسية أو المحور الذي تبنى عليه مجموعة الاتجاهات التي توجه الأشخاص نحو غايات أو وسائل تحقيقها أو أنماط سلوكية يختارها ويفضلها هؤلاء الأشخاص لأنهم يؤمنون بصحتها( 1).
والقيم هي أفكار الناس ومثلهم العليا، وهي الإطار المرجعي العام أو السائد الذي يربط الأفراد فيما بينهم، وهي بشكل أعم مجموعة الثوابت التي تشمل كل جوانب الحياة الإدارية والاجتماعية والاقتصادية، ويؤدي بها نحو تحقيق الهدف الأسمى، وتحظى بقبول الكثير من البشر حيث يتوحدوا على جعلها قيم مركزية تمثل جزءا هاما من دستور حياتهم.
-2.1 أنواع القيم:
تنقسم القيم إلى تقسيمات مختلفة تتبع الفكر المنبثقة عنه غير أننا سنتطرق إلى أهم هذه التقسيمات فيما يلي:
-1.2.1 القيم النهائية:
القيم النهائية هي تلك القيم التي تحدها حدود لا زمانية ولا مكانية، وهذا النوع يطلب لذاته، لاعتباره غاية لا وسيلة، ويسمى كذلك بالقيم الباطنية أو الكامنة، وأهمها الحرية، العدالة، الأمن، وغيرها( 2).
-2.2.1 القيم الأدائية:
وهذه القيم هي الأداة التي تستعمل لتحقيق القيم النهائية، وتسمى بالقيم الوسيلة، أو القيم الخارجية، مثل الشجاعة والإقدام، والنبل والشهامة وغيرها( 3).
-3.2.1 القيم الايجابية:
القيم الايجابية عند مجتمع ماهي التي تؤدي في نظرة إلى التنمية المستدامة وقد تختلف الايجابية والسلبية من مجتمع إلى آخر ومن عقيدة إلى أخرى، إلا أن هناك ما يجمع البشر حول قيم بعينها واعتبارها ايجابية مثل حب العمل، حرية الرّأي والتعبير، القوامة في الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، وغيره.
-4.2.1 القيم السلبية:
وهي تلك القيم التي ينظر إليها على أنها معرقله لحركة تطور الفرد والمجتمع وتعوق التقدم مثل العجز والبطالة القابعة في النفس البشرية، والفوضى والجهل، والارتجال وغيرها.
-3.1 تصنيف القيم:
يختلف تصنيف القيم باختلاف الأطر الفكرية والفلسفية الذي ينطلق منه كل تصنيف، بالإضافة إلى تداخل القيم، فقد تصنف القيمة في أكثر من مجال، فالقيمة السياسية قد تكون اجتماعية وقد تكون اقتصادية ويمكن أن نوضح هذا بالالتجاء إلى بعض أهم التصانيف فيما يلي:
-1.3.1 تصنيف القيم حسب محتواها:
صنف المفكر “”سبنجر” ” Spranger ” أنماط الناس حسب المحتوى إلى مجموعة استنادا إلى محتوى القيم التي تمثل النشاطات الإنسانية نتطرق باختصار إلى بعضها فيما يلي( 5)
-1.3.1.1 القيم الجمالية:
وهي تتضمن الحكم على الخبرات من منظور الجمال والتناسق ويعبر عنها اهتمام الفرد وميوله إلى كل
ما هو جميل من ناحية الشكل والتوافق والتناسق ويتميز الأفراد الذين تسود عندهم هذه القيمة بالفن والابتكار وتذوق الجمال والإبداع الفني.
-2.1.3.1 القيم الاجتماعية:
وهي تتضمن محبة الناس وإدراكهم كغايات لا كوسائل ويعبر عنها اهتمام الفرد وميله إلى غيره من الناس، فهو يحبهم ويميل إلى مساعدتهم. ويجد في ذلك إشباعا له، ويتميز الأفراد الذين تسود عندهم هذه القيمة بالعطف والحنان وخدمة الغير.
-3.1.3.1 القيم الاقتصادية:
وتتضمن الاهتمام بالعملية الإنتاجية، والمنفعة وتعظيم الأرباح ويعبر عنها اهتمام الفرد إلى ما يزيد من ثروته، وتسود هذه القيمة عند الأشخاص ذوو النظرة العملية، وعادة ما يكونون من رجال المال والأعمال.
-4.1.3.1 القيم العقائدية:
وتهتم بشؤون العقيدة، ويعبر عنها رغبة الفرد في حق معرفة الخالق والتقيد بنواهيه والالتزام بتشريعات، وتذهب إلى التطلع إلى معرفة العالم الغيبي ومصير الإنسان، ويتميز معظم الأفراد التي تسود عندهم هذه القيمة بإتباع تعاليم الديانة التي يدينون بها في كل المجالات.
-4.1 أهمية القيم:
للقيم أهمية بالغة في حياة الشعوب والأمم، ولاسيما في توجيه سلوكهم العام والخاص، الذي يؤدي إلى إصدار الأحكام على الممارسات التي يقوم بها، وهي الأساس السليم لبناء منهج متميز، ويمكن أن نستعرض هذه الأهمية في النقاط التالية:
-1.4.1 أهمية القيم على المستوى الفردي:
تعتبر القيم المحرك والموجه للسلوك القويم للفرد، فإذا غابت هذه القيم فإن الإنسان يغترب عن ذاته وعن
مجتمعه ويفقد دوافعه للعمل ويضطرب.
فالقيم تلعب دورا هاما في تشكيل الشخصية الفردية وتحدد أهدافها، كما تساعد الفرد على فهم العالم
المحيط به وتوسع إطاره المرجعي على فهم حياته وعلاقاته، وهي كذلك تحكم العقل وتحد من ملذات النفس
وشهواتها، وتوحي له بكيفية التصرف الآتي والمستقبلي.
-2.4.1 أهمية القيم على المستوى الجماعي:
الشعوب والأمم عبارة عن تجمعات بشرية ارتضت أن تعيش وتتعايش مع بعضها ولذلك فهي تحتاج إلى
قيم ومعايير تضبط بها سلوكاتها وحركاتها بحيث يكون التعاون ايجابي يساعد على استمرار ويمنع سيادة قانون الغابة، وبذلك فالقيم تساعد على الحفاظ على المجتمع واستقراره وكيانه في إطار موحد، فالقيم والأخلاق الفاضلة هي بمثابة الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الحضارات، فإذا انهارت القيم الحميدة انهارت الحضارات، وصدق رسول الله إذ يقول: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
2. الإدارة بالقيم نشأتها وتطورها مفهومها وخصائصها:
الإدارة بالقيم هي ذلك الأسلوب الإنساني، الذي يعمل وفق معايير معينة وضوابط محددة بحيث يرسم ملامح السلوك الإنساني في الإدارة كما يجب أن يكون وسنوضح فيما يلي نشأتها وتطورها، وكذلك مفهومها وخصائصها في النقاط الآتية:
رد: أثر الادارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة
-1.2 نشأة وتطور الإدارة بالقيم:
القيم الإنسانية وجدت مع وجود الإنسان الذي ميزه الله عن بقية المخلوقات وكرمه على كثير ممن خلق، حيث وهبه العقل الذي يستطيع التمييز بين الخير والشر، والصالح والطالح، وبين الايجابي والسلبي، ولقد عرفت
البشرية في الحضارات القديمة نموذجا رائعا للإدارة بالقيم، أقامه يوسف ابن يعقوب –عليهما السلام- في عهد مصر القديمة، واستطاع يوسف وضع إستراتيجية إدارية تخطيطية قام هو بصفته المدير الاستراتيجي على تنفيذها وكانت نتائجها أن جنب مصر ومن حولها من المدن مجاعة دامت سبع سنين: قال تعالى واصفا الخطة الإستراتيجية التي وضعها يوسف وكان هو المدير التنفيذي لها:
“تزرعون سبع سنين دأبا، فما حصدتموه فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون، ثم تأتي من بعد ذلك سبع عجاب يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون”( 5).
وهكذا يتبين لنا أن هذه الخطة الإستراتيجية بعيدة المدى والمتمثلة في سبع سنين عجاف لا ماء ولا زرع ولا ضرع، كل شيء يبس ومات، لم تكن لتنجح لولا أنها اعتمدت على القيم وأهمها هي الحفظ المتمثل في أرقى أساليب التقنية العلمية والأمانة وقد جاء ذلك في قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: “اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم”( 6).
ويمكن أن نستخلص بأن الإدارة بالقيم قد ظهرت في أشكالها الأولى مع ظهور الإنسان وترسخت مع ترسخ القيم التي جاء بها الأنبياء والرسل وطورها الفلاسفة والمفكرون.
ولعل أهم تطور عرفته البشرية للإدارة بالقيم كان نتيجة ظهور العقيدة الإسلامية التي رسمت القيم
الإنسانية الفاضلة في شتى مجالات الحياة، وأهمها الإدارة باعتبارها محور التنمية البشرية المستدامة فقد أجمل
صلى الله عليه وسلم رسالته السماوية في القيم فقال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، ومكارم الأخلاق هي عينها القيم الإنسانية السامية.
وقد مر تطور الإدارة بالقيم في الإسلام بمراحل نوجزها فيما يلي( 7):
-1.2 مرحلة التخطيط:
وقد بدأت هذه المرحلة من مكة المكرمة بداية النبوة حيث كانت عبارة عن إعداد وزرع للقيم التي تقوم عليها إدارة الدولة القادمة وكان المدير الاستراتيجي فيها رسول الله صلى الله وسلم وكان مصدر هذا التخطيط هو الوحي الذي كان ينزل عليه من المولى عز وجل.
-2.2 مرحلة التنظيم:
وقد برزت هذه المرحلة بشكل أكبر من المدينة المنورة، حيث توفرت الشروط الأولية لقيام الدولة
الإسلامية، وقد كانت كل العمليات الإدارية مبنية أساسا على القيم حيث كان صلى الله عليه وسلم يمثل السلطة التشريعية والتنفيذية.
-3.2 تطور الإدارة بالقيم بعد عهد النبوة:
عرفت الإدارة بالقيم تطورا كبيرا بعد عهد النبوة وبالأخص في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب الذي رسخ الفكر الإداري القائم على القيم ولاسيما الشورى وتفويض السلطة والعلاقات الإنسانية، ثم تطورت أكثر في العهود اللاحقة وبعدها بدأت تظهر الانحرافات والابتعاد عن أسلوب القيم مما كان سببا في تراجع التنمية البشرية المستدامة وفقا لتراجع الإدارة بالقيم.
3. مفهوم وخصائص الإدارة بالقيم:
للإدارة بالقيم مفهوم وخصائص تختلف عن الإدارة بالأشكال الأخرى تستعرضها فيما يلي:
-1.3 مفهوم الإدارة بالقيم:
الإدارة بالقيم هي تلك الإدارة المتجردة من الانحياز، وتتسم بالموضوعية والتوجيه السليم والنية
الخالصة، وإتقان العمل والمراقبة المزدوجة الذاتية والخارجية وهي أساس تنظيم السلوك البشري الفعال الذي يؤدي إلى استثارة الهمم وتفجير الطاقات لإحداث التنمية البشرية المستدامة.
ومن هذا فإن الإدارة بالقيم تعتبر منهجا متميزا ومتفردا بكل الكمال والفضائل والايجابيات التي يمكن التصرف من خلالها جميعا بما يحقق أعلى الأداءات، وأكفئ المهارات مما يؤدي إلى تطوير القدرات البشرية. التي تنتج أكبر المنافع مما ينعكس على ترفيه الفرد والجماعة ويتسيب في تطوير الحياة وازدهارها.(
وهكذا فإن المفاهيم السابقة للإدارة بالقيم تبين بأن فلسفتها تنطلق من القيم كأساس لتنظيم السلوك البشري . وتعظم منافعها بتجسيد ما آمنت به من قيم الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق التنمية البشرية المستدامة المرسومة والمنشودة.
-2.3 خصائص الإدارة بالقيم:
للإدارة بالقيم أثر كبير على السلوك الإداري في المؤسسة يتمثل في البعد القيمي والأخلاقي وقد أكسب هذا الأخير الإدارة بصفة عامة بعدا اجتماعيا هاما، وسنختصر أهم خصائص الإدارة بالقيم في النقاط الآتية:
أ- الإدارة بالقيم هي ثمرة المجتمع الذي يرتبط بأخلاقيات سامية فاضلة.
ب- تتميز الإدارة بالقيم على الاهتمام بالجانب المادي والروحي على حد سواء.
ج- تختص الإدارة بالقيم بتمنية الجانب الروحي وتعامل الفرد بإنسانية سامية تشركه في اتخاذ القرار حسب الاستعداد الفكري والمقدرة العقلية.
د- تعمل الإدارة بالقيم على احترام النظام وتحديد المسؤوليات، كما تحترم السلطة الرسمية والتنظيم الرسمي، والهيكل التنظيمي، وتعمل على تحقيق الطاعة.( 9)
ومن هذا يتبين بأن اعتماد أسلوب الإدارة بالقيم يضمن الاستخدام الأمثل للموارد ويفجر الطاقة البشرية، ويوجه السلوك الإنساني نحو تحديد الأهداف المنشودة مما يؤدي حتما إلى أحداث تنمية بشرية مستدامة.
-3 أثر الإدارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة:
تعتبر الإدارة بالقيم من أهم المناهج ترشيدا وتوجيها للسلوك الإداري وذلك لاعتمادها على القيم
الإدارية الفاضلة، التي تصقل نفسية العاملين وتجنبها المفاسد التي تشكل المعرقلات الرئيسية للتنمية البشرية المستدامة، ولهذا فإن أثر القيم في الإدارة يساعد على إيجاد إدارة نموذجية يكون العنصر البشري فيها هو المستفيد الأكبر لما ينعكس عليه من منفعة على حياته وحياة أسرته ووطنه والبشرية جمعاء. وسنحاول أن تقدم حسب ما تقتضيه طبيعة هذا البحث أهم العوامل والمناهج للإدارة بالقيم التي تؤدي إلى إحداث أثر كبير في التنمية البشرية المستدامة وذلك فيما يلي:
-1.3 أثر تنظيم الإدارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة:
إن هدف أي وحدة إنتاجية أو مؤسسة هو تحقيق تنمية مستدامة عن طريق البرامج التي تحمل الأهداف المرجوة، وحتى تصل إلى تحقيق هذه الأهداف يتطلب انجاز مجموعة من الأعمال بواسطة قوى بشرية معينة، ولكي يكون تحقيق هذه الأهداف ذو أثر فعال في تنمية الوحدة لابد من توزيع القوى البشرية العاملة على مسؤوليات محددة وتخصصات مختلفة وقيم ثابتة وعادة ما تنعث هذه العملية من تحرير الهدف إلى توزيع المسؤوليات وفق قيم ثابتة بعملية إعداد التنظيم الإداري المنشأة. ويمكن أن نميز في التأثير الذي ينشأ عن القيم في مبادئ التنظيم ومراحله والذي نوضحه باختصار فيما يلي:
-1.1.3 مبادئ التنظيم الإداري القيمي وأثره على التنمية البشرية المستدامة.
يمكن أن نوجز أهم هذه القواعد في النقاط الآتية:
أ- الشمولية:
يتسم التنظيم الإداري القيمي بالشمولية، أي أن القيم الايجابية والأخلاقية والإنسانية النبيلة لابد أن تسير مع بعضها البعض، فلا يمكن أن نأخذ بقيمة الحرص على الوقت وحسن استغلاله ونسمح بالتبذير في المنتجات أو إتلافها، فالتنظيم الإداري القيمي يعمل على تنظيم الجانب الإداري من العملية الإنتاجية بشكل خاص والحياة البشرية بشكل عام في تناسق وتكامل تام نتيجة تكامل، وشمول الأصل المتفرع منه، فلا يجوز أخذ الجزء والتفريط في جزء آخر. وشمولية القيم وتوحيدها لها أثر فعال على تربية الفرد تربية إدارية ايجابية فعالة.
ب- مبدأ التخصص وتقسيم العمل:
إن مبدأ التخصص يعتبر من أهم القيم التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج والإنتاجية وقد أدى تقسيم العمل إلى ظهور نتائج ايجابية لهذه القيمة التي أكد عليها رائد الاقتصاد الغربي آدم سميث ومن قبله مؤسس الاقتصاد ابن خلدون، فإذا سيج هذا المبدأ بالقيم الفاضلة والمتمثلة في قناعه المستخدمين بقيمة التسخير التي جعلها الله سبحانه وتعالى آلية ليقسم بها حياة البشر، أدى ذلك إلى تفاني كل عامل في مستواه الإداري في عمله وإتقانه وتفعليه وهذا إيمانا بقوله تعالى: “نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ
بعضهم بعضا سخريا”( 9).
ويتبين من هذه الآية بأن الاختلاف والتباين من طبيعة البشر وهو روح مبدأ التخصص وتقسيم العمل كل حسب طاقته وقدرته وخبرته، كما أن المنهج الإداري القيمي يقسم الناس إلى درجات كل درجة مسخرة للأخرى وهي مرتبطة ارتباط إيماني لما فطروا عليه من قوة وضعف، وفطنة وذكاء، وعلم وجهل وجد وخمول وما إليه من طبائع البشر.
ج- العمل أساس الترقية الإدارية:
إن الترقية إلى الدرجات المختلفة هي قيمة من قيم الإدارة، وهي فطرة إلهية وطبيعة بشرية “ورفعنا
بعضكم فوق بعض درجات”، غير أن هذه الدرجات لابد أن يكون الارتقاء إليها نتيجة العمل، والعمل وحده هو المقياس الذي يمكن بواسطته تدرج المراتب، لأن بلوغ الدرجات المتميزة بعيدا عن مقياس العمل كالمحسوبية، والجاه والنسب يؤدي إلى عرقلة التنمية البشرية وتجعل ما تحقق منها عرضة للفناء. وهذا مصداقا لقوله تعالى: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”( 10 ).
د- العلم هو أساس التفاضل في الدرجات:
إذا كان العمل هو المقياس للوصول إلى أي درجة من الدرجات فإن أساس التفاضل بين المستخدمين هو العلم، والعلم كان ومازال وسيبقى هو الأساس في الرفعة والمفاضلة، وعندما يؤمن منتسبوا الإدارة بهذه القيمة فإن ذلك دليل على بلوغ مستوى من التنمية، فالعلم هو الطريق الصحيح لبلوغ التنمية المستدامة، فإذا بلغت قيمة العلم مبلغ الإيمان تنافس الناس على تحصيله وتفاضلوا عن طريقة فيصبح هو دافعهم للإبداع والاختراع وهذا ما يجعل أثره بالغا في التنمية البشرية المستدامة. يقول تعالى: “يرفع من نشاء درجات، وفوق كل ذي علم عليم”( 11 ).
هـ- الأجر بقدر العمل المبذول:
لكل درجة تعويض يسمى أجر، والأجر يختلف من عامل إلى آخر حسب طبيعة العمل المؤدى، فإذا سادت هذه القيمة وكانت تعبر بصورة صحيحة عن العمل المبذول أدى ذلك إلى ظهور النمو وزيادته، وإذا فسدت هذه القيمة وأصبح التعويض لا يتبع العمل وإنما يؤخذ حسب أساليب
القيم الإنسانية وجدت مع وجود الإنسان الذي ميزه الله عن بقية المخلوقات وكرمه على كثير ممن خلق، حيث وهبه العقل الذي يستطيع التمييز بين الخير والشر، والصالح والطالح، وبين الايجابي والسلبي، ولقد عرفت
البشرية في الحضارات القديمة نموذجا رائعا للإدارة بالقيم، أقامه يوسف ابن يعقوب –عليهما السلام- في عهد مصر القديمة، واستطاع يوسف وضع إستراتيجية إدارية تخطيطية قام هو بصفته المدير الاستراتيجي على تنفيذها وكانت نتائجها أن جنب مصر ومن حولها من المدن مجاعة دامت سبع سنين: قال تعالى واصفا الخطة الإستراتيجية التي وضعها يوسف وكان هو المدير التنفيذي لها:
“تزرعون سبع سنين دأبا، فما حصدتموه فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون، ثم تأتي من بعد ذلك سبع عجاب يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون”( 5).
وهكذا يتبين لنا أن هذه الخطة الإستراتيجية بعيدة المدى والمتمثلة في سبع سنين عجاف لا ماء ولا زرع ولا ضرع، كل شيء يبس ومات، لم تكن لتنجح لولا أنها اعتمدت على القيم وأهمها هي الحفظ المتمثل في أرقى أساليب التقنية العلمية والأمانة وقد جاء ذلك في قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: “اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم”( 6).
ويمكن أن نستخلص بأن الإدارة بالقيم قد ظهرت في أشكالها الأولى مع ظهور الإنسان وترسخت مع ترسخ القيم التي جاء بها الأنبياء والرسل وطورها الفلاسفة والمفكرون.
ولعل أهم تطور عرفته البشرية للإدارة بالقيم كان نتيجة ظهور العقيدة الإسلامية التي رسمت القيم
الإنسانية الفاضلة في شتى مجالات الحياة، وأهمها الإدارة باعتبارها محور التنمية البشرية المستدامة فقد أجمل
صلى الله عليه وسلم رسالته السماوية في القيم فقال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، ومكارم الأخلاق هي عينها القيم الإنسانية السامية.
وقد مر تطور الإدارة بالقيم في الإسلام بمراحل نوجزها فيما يلي( 7):
-1.2 مرحلة التخطيط:
وقد بدأت هذه المرحلة من مكة المكرمة بداية النبوة حيث كانت عبارة عن إعداد وزرع للقيم التي تقوم عليها إدارة الدولة القادمة وكان المدير الاستراتيجي فيها رسول الله صلى الله وسلم وكان مصدر هذا التخطيط هو الوحي الذي كان ينزل عليه من المولى عز وجل.
-2.2 مرحلة التنظيم:
وقد برزت هذه المرحلة بشكل أكبر من المدينة المنورة، حيث توفرت الشروط الأولية لقيام الدولة
الإسلامية، وقد كانت كل العمليات الإدارية مبنية أساسا على القيم حيث كان صلى الله عليه وسلم يمثل السلطة التشريعية والتنفيذية.
-3.2 تطور الإدارة بالقيم بعد عهد النبوة:
عرفت الإدارة بالقيم تطورا كبيرا بعد عهد النبوة وبالأخص في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب الذي رسخ الفكر الإداري القائم على القيم ولاسيما الشورى وتفويض السلطة والعلاقات الإنسانية، ثم تطورت أكثر في العهود اللاحقة وبعدها بدأت تظهر الانحرافات والابتعاد عن أسلوب القيم مما كان سببا في تراجع التنمية البشرية المستدامة وفقا لتراجع الإدارة بالقيم.
3. مفهوم وخصائص الإدارة بالقيم:
للإدارة بالقيم مفهوم وخصائص تختلف عن الإدارة بالأشكال الأخرى تستعرضها فيما يلي:
-1.3 مفهوم الإدارة بالقيم:
الإدارة بالقيم هي تلك الإدارة المتجردة من الانحياز، وتتسم بالموضوعية والتوجيه السليم والنية
الخالصة، وإتقان العمل والمراقبة المزدوجة الذاتية والخارجية وهي أساس تنظيم السلوك البشري الفعال الذي يؤدي إلى استثارة الهمم وتفجير الطاقات لإحداث التنمية البشرية المستدامة.
ومن هذا فإن الإدارة بالقيم تعتبر منهجا متميزا ومتفردا بكل الكمال والفضائل والايجابيات التي يمكن التصرف من خلالها جميعا بما يحقق أعلى الأداءات، وأكفئ المهارات مما يؤدي إلى تطوير القدرات البشرية. التي تنتج أكبر المنافع مما ينعكس على ترفيه الفرد والجماعة ويتسيب في تطوير الحياة وازدهارها.(
وهكذا فإن المفاهيم السابقة للإدارة بالقيم تبين بأن فلسفتها تنطلق من القيم كأساس لتنظيم السلوك البشري . وتعظم منافعها بتجسيد ما آمنت به من قيم الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق التنمية البشرية المستدامة المرسومة والمنشودة.
-2.3 خصائص الإدارة بالقيم:
للإدارة بالقيم أثر كبير على السلوك الإداري في المؤسسة يتمثل في البعد القيمي والأخلاقي وقد أكسب هذا الأخير الإدارة بصفة عامة بعدا اجتماعيا هاما، وسنختصر أهم خصائص الإدارة بالقيم في النقاط الآتية:
أ- الإدارة بالقيم هي ثمرة المجتمع الذي يرتبط بأخلاقيات سامية فاضلة.
ب- تتميز الإدارة بالقيم على الاهتمام بالجانب المادي والروحي على حد سواء.
ج- تختص الإدارة بالقيم بتمنية الجانب الروحي وتعامل الفرد بإنسانية سامية تشركه في اتخاذ القرار حسب الاستعداد الفكري والمقدرة العقلية.
د- تعمل الإدارة بالقيم على احترام النظام وتحديد المسؤوليات، كما تحترم السلطة الرسمية والتنظيم الرسمي، والهيكل التنظيمي، وتعمل على تحقيق الطاعة.( 9)
ومن هذا يتبين بأن اعتماد أسلوب الإدارة بالقيم يضمن الاستخدام الأمثل للموارد ويفجر الطاقة البشرية، ويوجه السلوك الإنساني نحو تحديد الأهداف المنشودة مما يؤدي حتما إلى أحداث تنمية بشرية مستدامة.
-3 أثر الإدارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة:
تعتبر الإدارة بالقيم من أهم المناهج ترشيدا وتوجيها للسلوك الإداري وذلك لاعتمادها على القيم
الإدارية الفاضلة، التي تصقل نفسية العاملين وتجنبها المفاسد التي تشكل المعرقلات الرئيسية للتنمية البشرية المستدامة، ولهذا فإن أثر القيم في الإدارة يساعد على إيجاد إدارة نموذجية يكون العنصر البشري فيها هو المستفيد الأكبر لما ينعكس عليه من منفعة على حياته وحياة أسرته ووطنه والبشرية جمعاء. وسنحاول أن تقدم حسب ما تقتضيه طبيعة هذا البحث أهم العوامل والمناهج للإدارة بالقيم التي تؤدي إلى إحداث أثر كبير في التنمية البشرية المستدامة وذلك فيما يلي:
-1.3 أثر تنظيم الإدارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة:
إن هدف أي وحدة إنتاجية أو مؤسسة هو تحقيق تنمية مستدامة عن طريق البرامج التي تحمل الأهداف المرجوة، وحتى تصل إلى تحقيق هذه الأهداف يتطلب انجاز مجموعة من الأعمال بواسطة قوى بشرية معينة، ولكي يكون تحقيق هذه الأهداف ذو أثر فعال في تنمية الوحدة لابد من توزيع القوى البشرية العاملة على مسؤوليات محددة وتخصصات مختلفة وقيم ثابتة وعادة ما تنعث هذه العملية من تحرير الهدف إلى توزيع المسؤوليات وفق قيم ثابتة بعملية إعداد التنظيم الإداري المنشأة. ويمكن أن نميز في التأثير الذي ينشأ عن القيم في مبادئ التنظيم ومراحله والذي نوضحه باختصار فيما يلي:
-1.1.3 مبادئ التنظيم الإداري القيمي وأثره على التنمية البشرية المستدامة.
يمكن أن نوجز أهم هذه القواعد في النقاط الآتية:
أ- الشمولية:
يتسم التنظيم الإداري القيمي بالشمولية، أي أن القيم الايجابية والأخلاقية والإنسانية النبيلة لابد أن تسير مع بعضها البعض، فلا يمكن أن نأخذ بقيمة الحرص على الوقت وحسن استغلاله ونسمح بالتبذير في المنتجات أو إتلافها، فالتنظيم الإداري القيمي يعمل على تنظيم الجانب الإداري من العملية الإنتاجية بشكل خاص والحياة البشرية بشكل عام في تناسق وتكامل تام نتيجة تكامل، وشمول الأصل المتفرع منه، فلا يجوز أخذ الجزء والتفريط في جزء آخر. وشمولية القيم وتوحيدها لها أثر فعال على تربية الفرد تربية إدارية ايجابية فعالة.
ب- مبدأ التخصص وتقسيم العمل:
إن مبدأ التخصص يعتبر من أهم القيم التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج والإنتاجية وقد أدى تقسيم العمل إلى ظهور نتائج ايجابية لهذه القيمة التي أكد عليها رائد الاقتصاد الغربي آدم سميث ومن قبله مؤسس الاقتصاد ابن خلدون، فإذا سيج هذا المبدأ بالقيم الفاضلة والمتمثلة في قناعه المستخدمين بقيمة التسخير التي جعلها الله سبحانه وتعالى آلية ليقسم بها حياة البشر، أدى ذلك إلى تفاني كل عامل في مستواه الإداري في عمله وإتقانه وتفعليه وهذا إيمانا بقوله تعالى: “نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ
بعضهم بعضا سخريا”( 9).
ويتبين من هذه الآية بأن الاختلاف والتباين من طبيعة البشر وهو روح مبدأ التخصص وتقسيم العمل كل حسب طاقته وقدرته وخبرته، كما أن المنهج الإداري القيمي يقسم الناس إلى درجات كل درجة مسخرة للأخرى وهي مرتبطة ارتباط إيماني لما فطروا عليه من قوة وضعف، وفطنة وذكاء، وعلم وجهل وجد وخمول وما إليه من طبائع البشر.
ج- العمل أساس الترقية الإدارية:
إن الترقية إلى الدرجات المختلفة هي قيمة من قيم الإدارة، وهي فطرة إلهية وطبيعة بشرية “ورفعنا
بعضكم فوق بعض درجات”، غير أن هذه الدرجات لابد أن يكون الارتقاء إليها نتيجة العمل، والعمل وحده هو المقياس الذي يمكن بواسطته تدرج المراتب، لأن بلوغ الدرجات المتميزة بعيدا عن مقياس العمل كالمحسوبية، والجاه والنسب يؤدي إلى عرقلة التنمية البشرية وتجعل ما تحقق منها عرضة للفناء. وهذا مصداقا لقوله تعالى: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”( 10 ).
د- العلم هو أساس التفاضل في الدرجات:
إذا كان العمل هو المقياس للوصول إلى أي درجة من الدرجات فإن أساس التفاضل بين المستخدمين هو العلم، والعلم كان ومازال وسيبقى هو الأساس في الرفعة والمفاضلة، وعندما يؤمن منتسبوا الإدارة بهذه القيمة فإن ذلك دليل على بلوغ مستوى من التنمية، فالعلم هو الطريق الصحيح لبلوغ التنمية المستدامة، فإذا بلغت قيمة العلم مبلغ الإيمان تنافس الناس على تحصيله وتفاضلوا عن طريقة فيصبح هو دافعهم للإبداع والاختراع وهذا ما يجعل أثره بالغا في التنمية البشرية المستدامة. يقول تعالى: “يرفع من نشاء درجات، وفوق كل ذي علم عليم”( 11 ).
هـ- الأجر بقدر العمل المبذول:
لكل درجة تعويض يسمى أجر، والأجر يختلف من عامل إلى آخر حسب طبيعة العمل المؤدى، فإذا سادت هذه القيمة وكانت تعبر بصورة صحيحة عن العمل المبذول أدى ذلك إلى ظهور النمو وزيادته، وإذا فسدت هذه القيمة وأصبح التعويض لا يتبع العمل وإنما يؤخذ حسب أساليب
رد: أثر الادارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة
السلام عليكم اخي العزيز اين تكملة موضوع البحث مع الشكر الجزيل
ناصر السعيدي- عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 21/11/2011
منتدى : زيان أحمد للمعرفة :: التربيـــــة و التعليـــم المهني :: التعليم العالي و البحث العلمي :: البحوث و الكتب الجامعية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2017-02-24, 03:12 من طرف hayet.malak.7
» البرنامج العملاق للإصلاح السيارات
2017-02-24, 03:07 من طرف hayet.malak.7
» الاتصال السياسي ودور الأحزاب السياسية في الجزائر
2016-08-21, 20:17 من طرف نورية
» معـالجــة قســـــوة القلـب
2016-05-14, 20:43 من طرف ibrahim
» [تم الحل]دور و أهمية المؤسسة العموةمية للصحة الجوارية
2016-03-04, 04:22 من طرف ibrahim
» www.elafak16.com
2016-03-03, 03:13 من طرف ibrahim
» الشهادة الطبية الخاصة بالتوقف عن العمل
2016-02-14, 03:06 من طرف ibrahim
» وثيقة طلب الحصول على التقاعد
2016-02-14, 02:55 من طرف ibrahim
» التقاعد و شروطه في الجزائر
2016-02-14, 02:26 من طرف ibrahim