بحـث
المواضيع الأخيرة
مرحبا بكم في منتدى زيان أحمد للمعرفة
نرحب بجميع الأعضاء و الزوار كما نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات معنا
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 674 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو iness la brune فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 2010 مساهمة في هذا المنتدى في 1421 موضوع
التغير الاجتماعي و التغير الثقافي
منتدى : زيان أحمد للمعرفة :: التربيـــــة و التعليـــم المهني :: التعليم العالي و البحث العلمي :: البحوث و الكتب الجامعية
صفحة 1 من اصل 1
التغير الاجتماعي و التغير الثقافي
المبحث الأول : التغير الاجتماعي و التغير
الثقافي
المطلب الأول : مفهوم
التغير الاجتماعي وعوامله
مفهوم
التغير الاجتماعي :
التغير
الاجتماعي حقيقة وجودية ، فضلا عن انه ظاهرة عامة وخاصية أساسية تتميز بها نشاطات
ووقائع الحياة الاجتماعية بل انه ضرورة حياتية للمجتمعات البشرية فهو سبيل بقائها
ونموها ، فبالتغير يتهيأ لها التكيف مع واقعها ، وبالتغير يتحقق التوازن و
الاستقرار في أبنيتها وأنشطتها وعن طريق التغير الجماعات متطلبات أفرادها وحاجاتهم
المتعددة والمتجددة ، وقد لعب التغير دورا ايجابيا في نشأة الكثير من العلوم
الطبيعية و الدراسات الإنسانية ، فقد أخذت ظاهرة التغير انتباه الإنسان منذ بدا
يفكر في الوجود حيث لاحظها في حركت الإجرام السماوية ، وانتقالها من مكان إلى مكان
، ولمسها في تعاقب الليل والنهار فذهب خياله وفكره إلى تفسيرات ميثولوجية أسطورية
والى تعليلات ثيولوجية لاهوتية ، انتهت إلى إقامة علم الفلك والإجرام السماوية
.
وكان الإنسان يقف حائرا أمام ظاهرة
التغير الحياتي الذي ينطوي عليه التبدل المستمر للحياة و الفناء ، فيرجعها إلى قوة
خفية قاهرة ، أو إرادة ألاهية تارة أخرى حتى قنع بالتأمل في عمليتي ( البناء ، و
الفناء ) بطريقة موضوعية إلى أن استطاع أن يستكمل مقومات علوم الحياة
.
ثم ما لبث أن استدعت اهتماماته ظواهر
التغير في المجال الاجتماعي ، فقد راعه التغيرات الكثيرة التي ميزت الحياة
الاجتماعية لقد كان من اقرب الظواهر المتغيرة إلى ملاحظة الرجل البدائي العادي ما
تجسد منها في الدورات الرئيسية والمتواترة التي شهدا في تعاقب الأجيال وتبدل مظاهر
النشاط الاجتماعي على امتداد مفهوم الزمن الاجتماعي تلك الدورات التي تشمل الأعياد
و المواسم الدينية بما تتميز به من متطلبات الانقطاع عن العمل الروتيني والتفرغ
للنشاط الطقوسي مما بلور في الوجدان الإنساني مظاهر التغير بين الطبيعة العلمانية و
الطبيعة القدسية إن النظرة التبعية لأي تنظيم اجتماعي كفيلة بان تكشف النقاب عن مدى
ما أصابه من تغير كمي وتطوير نوعي ، فلقد اعتمدت المجتمعات التقليدية على الأسرة
والمؤسسات الدينية في تحقيق مطالبها وتنظيم شؤونها العمرانية وتنسيق أنشطتها
الاجتماعية ولم يكن تنظيمها السياسي قائما على سلطة مركزية .
وفيما يتعلق بمظاهر إنتاجها استغلالها للموارد الطبيعية فقد
استطاع ملايين البشر عبر العصور التاريخية المتلاحقة أن يغيروا من نمط معيشتهم ،
فتغيرت أدوات ومظاهر وعلاقات الإنتاج ، وتطورت وتنوعت الأفكار ، وتبدلت القيم
والمعايير الأخلاقية و الاجتماعية وتزايدت ونمت المهارات الإنسانية امتازت الحياة
بالحركة والديناميكية(1) .
ولزيادة الأمور
توضيحا وتبسيطا يكفي أن ترتد إلى المجتمعات البدائية التي عاشت في ترابطات متعاونة
لسد احتياجاتها الغذائية والدفاعية متنقلة من حياة اجتماعية تعتمد على قطف الثمار
والصيد البري و البحري و الرعي و الزراعة البدائية إلى مرحلة استقرارية تتميز
بتنظيم شؤونها العمرانية التي أمدتها بحقائق ومعلومات وتجارب وخبرات عن استئناس
الحيوان وتكوين مدخرات وصناعة أدوات منزلية ودفاعية إلى إن ظهر نظام الملكية –ملكية
الأرض الإتباع – واستقرت بصورة مستقطبة في ظل النظم الإقطاعية التي أحذت تتداعى بعد
أن نشأت وتقدمت الحركة الصناعية التي انبثقت عنها الطبقة البرجوازية الرأسمالية
التي اختفى في ظلها القنانة و العبودية ولكن ازدهر في كنفها صراع طبقة البروليتاريا
التي أقامت بناءا اجتماعيا جديدا في إطار الاشتراكية المعاصرة وإذ شئنا أن نضع
الخطوة الرئيسية لتطور القوى المنتجة منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا تراءت لنا
الأدوات الحجرية الغليظة والأقواس والسهام التي عاصرة عبور الإنسانية من مرحلة
الصيد وقذف الثمار إلى استئناس الحيوان وتربية المواشي بشكل بدائي
.
ثم تداعت لنا فترة الانتقال من الأدوات
الحجرية المعدنية –المحراث و الفأس الحديدية – التي تواكب الانتقال إلى غرس
النباتات و الزراعة وما تبع ذلك من تحسين على الأدوات المعدنية التي مكنت الإنسانية
من صناعة الأواني الفخارية وتطور الحرف اليدوية ثم تأتي مرحلة انفصال الحرف اليدوية
عن الزراعة وتقدم الحرف المستقلة مع تطور التجارة إلى المصانع اليدوية ثم الصناعة
الأولية وظهور الصناعة الميكانيكية و الكيماوية و البتروكمياوية واحتمالات إنتاج
الطاقة الذرية وكل هذه التغيرات لا يمكن أن تحدث بمنء أو استقلالية عن الناس
باعتبار أنهم عنصر أساسي في القوى المنتجة يتغيرون ويتطورون بتغير أدوات الإنتاج
وتطورها من حيث خبراتهم في الإنتاج ، وعاداتهم في العمل والتشكيلات التي تنظم
وجودهم الاجتماعي ، فاهتز كيان المجتمع القروي الذي لم يعد يقوم بدور قيادي في
النظام الاقتصادي ، وارتد دور النسق القرابي و العائلي في التنظيم الاجتماعي وتأثر
المنسق الديني بتزايد الفعالية الوظيفية للتشريع العلماني والتخطيط
العلمي.
وأسرع التغير إلى ميدان الإنتاج
الاقتصادي والحقل السياسي الإداري و المجال الاجتماعي ونلخص قائلين أن التغير حقيقة
تاريخية تتناول كل مقومات الحياة الاجتماعية و تصيب النظم والعلاقات الإنسانية التي
تتفاعل وتترابط وتتكامل فيما بينها فكل صورة من صور تغير هذه الحقيقة الوجودية
البيولوجية و التاريخية و الاجتماعية يمكن لمسها في كل مجتمع من المجتمعات البشرية
(1).
الثقافي
المطلب الأول : مفهوم
التغير الاجتماعي وعوامله
مفهوم
التغير الاجتماعي :
التغير
الاجتماعي حقيقة وجودية ، فضلا عن انه ظاهرة عامة وخاصية أساسية تتميز بها نشاطات
ووقائع الحياة الاجتماعية بل انه ضرورة حياتية للمجتمعات البشرية فهو سبيل بقائها
ونموها ، فبالتغير يتهيأ لها التكيف مع واقعها ، وبالتغير يتحقق التوازن و
الاستقرار في أبنيتها وأنشطتها وعن طريق التغير الجماعات متطلبات أفرادها وحاجاتهم
المتعددة والمتجددة ، وقد لعب التغير دورا ايجابيا في نشأة الكثير من العلوم
الطبيعية و الدراسات الإنسانية ، فقد أخذت ظاهرة التغير انتباه الإنسان منذ بدا
يفكر في الوجود حيث لاحظها في حركت الإجرام السماوية ، وانتقالها من مكان إلى مكان
، ولمسها في تعاقب الليل والنهار فذهب خياله وفكره إلى تفسيرات ميثولوجية أسطورية
والى تعليلات ثيولوجية لاهوتية ، انتهت إلى إقامة علم الفلك والإجرام السماوية
.
وكان الإنسان يقف حائرا أمام ظاهرة
التغير الحياتي الذي ينطوي عليه التبدل المستمر للحياة و الفناء ، فيرجعها إلى قوة
خفية قاهرة ، أو إرادة ألاهية تارة أخرى حتى قنع بالتأمل في عمليتي ( البناء ، و
الفناء ) بطريقة موضوعية إلى أن استطاع أن يستكمل مقومات علوم الحياة
.
ثم ما لبث أن استدعت اهتماماته ظواهر
التغير في المجال الاجتماعي ، فقد راعه التغيرات الكثيرة التي ميزت الحياة
الاجتماعية لقد كان من اقرب الظواهر المتغيرة إلى ملاحظة الرجل البدائي العادي ما
تجسد منها في الدورات الرئيسية والمتواترة التي شهدا في تعاقب الأجيال وتبدل مظاهر
النشاط الاجتماعي على امتداد مفهوم الزمن الاجتماعي تلك الدورات التي تشمل الأعياد
و المواسم الدينية بما تتميز به من متطلبات الانقطاع عن العمل الروتيني والتفرغ
للنشاط الطقوسي مما بلور في الوجدان الإنساني مظاهر التغير بين الطبيعة العلمانية و
الطبيعة القدسية إن النظرة التبعية لأي تنظيم اجتماعي كفيلة بان تكشف النقاب عن مدى
ما أصابه من تغير كمي وتطوير نوعي ، فلقد اعتمدت المجتمعات التقليدية على الأسرة
والمؤسسات الدينية في تحقيق مطالبها وتنظيم شؤونها العمرانية وتنسيق أنشطتها
الاجتماعية ولم يكن تنظيمها السياسي قائما على سلطة مركزية .
وفيما يتعلق بمظاهر إنتاجها استغلالها للموارد الطبيعية فقد
استطاع ملايين البشر عبر العصور التاريخية المتلاحقة أن يغيروا من نمط معيشتهم ،
فتغيرت أدوات ومظاهر وعلاقات الإنتاج ، وتطورت وتنوعت الأفكار ، وتبدلت القيم
والمعايير الأخلاقية و الاجتماعية وتزايدت ونمت المهارات الإنسانية امتازت الحياة
بالحركة والديناميكية(1) .
ولزيادة الأمور
توضيحا وتبسيطا يكفي أن ترتد إلى المجتمعات البدائية التي عاشت في ترابطات متعاونة
لسد احتياجاتها الغذائية والدفاعية متنقلة من حياة اجتماعية تعتمد على قطف الثمار
والصيد البري و البحري و الرعي و الزراعة البدائية إلى مرحلة استقرارية تتميز
بتنظيم شؤونها العمرانية التي أمدتها بحقائق ومعلومات وتجارب وخبرات عن استئناس
الحيوان وتكوين مدخرات وصناعة أدوات منزلية ودفاعية إلى إن ظهر نظام الملكية –ملكية
الأرض الإتباع – واستقرت بصورة مستقطبة في ظل النظم الإقطاعية التي أحذت تتداعى بعد
أن نشأت وتقدمت الحركة الصناعية التي انبثقت عنها الطبقة البرجوازية الرأسمالية
التي اختفى في ظلها القنانة و العبودية ولكن ازدهر في كنفها صراع طبقة البروليتاريا
التي أقامت بناءا اجتماعيا جديدا في إطار الاشتراكية المعاصرة وإذ شئنا أن نضع
الخطوة الرئيسية لتطور القوى المنتجة منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا تراءت لنا
الأدوات الحجرية الغليظة والأقواس والسهام التي عاصرة عبور الإنسانية من مرحلة
الصيد وقذف الثمار إلى استئناس الحيوان وتربية المواشي بشكل بدائي
.
ثم تداعت لنا فترة الانتقال من الأدوات
الحجرية المعدنية –المحراث و الفأس الحديدية – التي تواكب الانتقال إلى غرس
النباتات و الزراعة وما تبع ذلك من تحسين على الأدوات المعدنية التي مكنت الإنسانية
من صناعة الأواني الفخارية وتطور الحرف اليدوية ثم تأتي مرحلة انفصال الحرف اليدوية
عن الزراعة وتقدم الحرف المستقلة مع تطور التجارة إلى المصانع اليدوية ثم الصناعة
الأولية وظهور الصناعة الميكانيكية و الكيماوية و البتروكمياوية واحتمالات إنتاج
الطاقة الذرية وكل هذه التغيرات لا يمكن أن تحدث بمنء أو استقلالية عن الناس
باعتبار أنهم عنصر أساسي في القوى المنتجة يتغيرون ويتطورون بتغير أدوات الإنتاج
وتطورها من حيث خبراتهم في الإنتاج ، وعاداتهم في العمل والتشكيلات التي تنظم
وجودهم الاجتماعي ، فاهتز كيان المجتمع القروي الذي لم يعد يقوم بدور قيادي في
النظام الاقتصادي ، وارتد دور النسق القرابي و العائلي في التنظيم الاجتماعي وتأثر
المنسق الديني بتزايد الفعالية الوظيفية للتشريع العلماني والتخطيط
العلمي.
وأسرع التغير إلى ميدان الإنتاج
الاقتصادي والحقل السياسي الإداري و المجال الاجتماعي ونلخص قائلين أن التغير حقيقة
تاريخية تتناول كل مقومات الحياة الاجتماعية و تصيب النظم والعلاقات الإنسانية التي
تتفاعل وتترابط وتتكامل فيما بينها فكل صورة من صور تغير هذه الحقيقة الوجودية
البيولوجية و التاريخية و الاجتماعية يمكن لمسها في كل مجتمع من المجتمعات البشرية
(1).
رد: التغير الاجتماعي و التغير الثقافي
قبل المتابعة نتمنى منكم و لو رد بسيط
المطلب الثاني : عوامل التغير الاجتماعي
1)العامل الثقافي وأثر الاتصالات
الفكرية:
قد تختلف نظرة كل امة للحياة
عن نظرة غيرها من الأمم ولهذا كانت قيم الحياة تختلف من مجتمع للأخر ولما كانت
القيم تتولد عن ثقافة المجتمع ونظرة أفراده لطبيعة الحياة التي يعيشونها ...لذا
كانت القيم الاجتماعية عاملا من عوامل التغير الاجتماعي .
ويؤدي الانتشار الثقافي عن طريق تقديم وسائل الاتصال
الفكرية إلى كثير من التغيرات في نظم المجتمع وأفكار أفراده ، مما ينعكس على البناء
الاجتماعي في ذاته في انتشار فكرة الحرية و الديمقراطية في مجتمعات كثيرة ساعد على
إيجاد تغيير في حياة هاته المجتمعات ونظمها السياسية والاقتصادية والتعليمية
والتاريخ حافل بالحركات الفكرية(1). مثل حركة النهضة الأوروبية ، وفلسفة الثورة الفرنسية ،
ثورة 23 يوليو 1952 ، في المجتمع المصري عالم تنظيم اجتماعي جديدا يرتكز على
المفاهيم الاشتراكية الديمقراطية التعاونية ، يتم على أساس تغير جوهري في العلاقات
الأساسية التي تقوم بين أفراد المجتمع كذلك فان الثقافة عامل المنافسة الاجتماعية
بما تخلقه من صراع فكري يقوم على أساس تعارض أفكار الجماعات و الهيئات و المؤسسات
المختلفة التي يتكون منها المجتمع.
2)
العامل الإيديولوجي :
تعتبر
الإيديولوجية قوة فكرية تعمل على تطوير النماذج الاجتماعية الواقعية وفقا لسياسة
متكاملة تتخذ أساليب ووسائل هادفة ، وتساندها عادة تبريرات الاجتماعية أو نظريات
فلسفية أو أحكام عقائدية أو أفكار تقليدية(2) ... ومن هنا ترتبط الإيديولوجية بالحركة الاجتماعية فهي
ليست مجرد مجموعة من الأفكار والمعتقدات والاتجاهات التي تصور جمعا معينا من الناس
سواء كان هذا المجتمع امة من الأمم أو طبقة من الطبقات الاجتماعية أو مذهبا من
المذاهب أو مهنة من المهن أو حزبا من الأحزاب وإنما هي فكرة هادفة لها فعالية
ايجابية في البيئة الاجتماعية، وفي العلاقات الاجتماعية وتنعكس روحها على التنشئة
الاجتماعية لما يحدث تغييرا في القيم الاجتماعية وفي النظرة الطبيعية والتدرجات
الطبقية والعمليات الاجتماعية المختلفة و أن انتشار المذهب الاجتماعية والتيارات
الفكرية المتعددة أدى ويؤدي إلى تشريعات جديدة وتنميط لأساليب الحياة الاجتماعية ،
وتقدير لعلاقة الفرد بغيره وبالجماعات التي يعيش فيها ، وبالمؤسسات التي يتعامل
معها و بالتالي يمكن تقدير علاقة الفرد بمجتمعه العام ومن هنا يكون انبثاق الأفكار
والآراء المحركة من الوضعيات و الفئات الاجتماعية الصادرة عنها عاملا محركا لكثير
من التغيرات في المجتمع .
3) العمل
الاقتصادي :
يعتبر العمل الاقتصادي ذو
اثر كبير في إحداث التغير الاجتماعي حيث يرى ماركس إن عملية الإنتاج الاجتماعي تجعل
الأفراد يدخلون في علاقات محددة معينة من مراحل تطور القوى المادية للإنتاج وهي
تحوي الكيان الاقتصادي للمجتمع وهي الأساس للبناء القانوني و السياسي و الذي يعرف
بالبناء الفوقي أي بعبارة أخرى يعتبر ماركس الكيان الاقتصادي كقاعدة أساسية يقوم
عليها القانون والسياسة وغيرهما من الظواهر الاجتماعية الأخرى(1).
ولذلك فشكل الإنتاج
في الحياة المادية هو الذي يقوي الطبيعة العامة للعمليات الروحية و الاجتماعية
والسياسية في المجتمع كما تؤكد نظريته على أن أي تغير في الأساس الاقتصادي إلى تغير
في الظواهر الاجتماعية الأخرى أي أن تغير وسائل الإنتاج يؤدي إلى في تغير الكيان
الاجتماعي ويلعب الهيكل العامل الاقتصادي الرئيسي في المجتمع دورا بالغ الأهمية في
تطلعات المجتمع وإمكانياته ومشكلاته النوعية فهناك بلاد ذات هيكل زراعي غالب حيث
تمثل الزراعة نسبا هامة من نشاطها الاقتصادي وهناك بلاد يمثل الهيكل الصناعي الدور
الغالب في نشاطها الاقتصادي بحيث أن البلاد الأخرى تمثل الثروة المعدنية - وعلى
الأخص البترول والفحم والحديد أو غيرها من مصادر الطاقة – مكانا رئيسيا في
اقتصادياتها وتؤثر عدالة التوزيع أو انعدام العدالة في العلاقات الاجتماعية و في
سيطرة أو المنافسة أو الصراع بين فئات المجتمع وطبقاته وفي تذويب الطبقات الطبيعية
أو في تعميق الهوة التي تفصل بين الطبقات .
4) نمو الوعي القومي :
تعتبر القومية من العوامل المحركة الرافعة للتغير فهي تعد
قوة كبيرة لتشكيل اتجاهات الأفراد و الجماعات بما توفره لها من الحماية والأمن و
الولاء وما تنميه فيها من شعور الجماعة بكيانها متميزا عن كيانات الجماعات الأخرى
وما يفرضه هذا الإحساس من التصدي لعوامل التحدي الداخلية و الخارجية وما يؤدي إليه
الوعي بهذا الشعور من احتدام الصدام بين أفكار قديمة جديدة تظهر في الصراع بين
الاستعمار والاستغلال من ناحية و بين التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها واستثمار
مواردها من اجل تقدمها وارتفاع مستوى مواطنها من ناحية أخرى ومن المعروف أن
التغيرات السريعة الشاملة التي تسود مجتمعنا وتسود في كثير من المجتمعات الأسيوية
والإفريقية يمكن أن يكون لنمو الوعي القومي فيها نصيب في إحداثها
.
5) العامل التكنولوجي
:
تظهر الأبحاث والتجارب المقارنة إن
الصناعة عامل رئيسي في تحديد حجم المناطق السكنية من جهة وفي تشكيل الإطار الرئيسي
للتكوين المهني من جهة أخرى ، كما تؤكد اثر الصناعة في شكل و وضع البنيان الخاص
بالمجتمع في كافة منظوراته الاقتصادية والثقافية والأخلاقية فالتكوين الصناعي يشكل
البناء المهني للمجتمع وهذا الأخير يؤثر على مستويات الدخل والتعليم الصحة الإسكان
وغيرها .
فالتغير التكنولوجي له أثار واسعة
النطاق في تحديد شكل ووظيفة المجتمع سواء من النواحي الاقتصادية أو الاجتماعية ، أو
العمرانية ولقد أسفرت المدينة الصناعية عن قيام تكنولوجيا آلية واقتصاد تسويق
ومجتمع صناعي كما أدى الأسلوب الصناعي في الإنتاج إلى قيام تنظيم اقتصادي يؤثر على
جميع أجزاء المجتمع فلم يكن هناك مفر أي مؤسسة اجتماعية من الخضوع لتأثير التغير
التكنولوجي و الاقتصادي للمجتمع فالمدرسة والمنزل وغيرها تتأثر جميعا بالإطار
المادي التي تتركه التكنولوجيا الحديثة .
الفصل الثاني :التغير الاجتماعي و التغير
الثقافي
تمهيد:
يشهد مجتمعنا العربي المعاصر تغيرات
واسعة النطاق، من حيث عمقها واتجاهاتها ونتائجها .
ومع نهاية الألفية الثانية بأحداثها وتطورها مر المجتمع
العربي بتغيرات وتحولات اجتماعية ،اقتصادية وسياسية وثقافية متعددة ظهر في ظلها
كثير من المشكلات كنتاج تأثيراتها المختلفة على المجتمع وانعكاس هذه التأثيرات على
الشباب خاصة ،باعتبارهم أكثر الفئات في المجتمع معاناة وتأثرا بنتائجها
.
المبحث الأول : التغير الاجتماعي
وتأثيره على الشباب
الواقع أننا عندما
نتحدث عن التغير الاجتماعي إنما نعني بشكل واضح التغير الثقافي ، بمعنى أن التغير
الثقافي أوسع نطاقا من التغيرات في البناء ، والتنظيم الاجتماعي ، ونقصد بتلك
التغيرات، تلك التي تطرأ على كافة جوانب الحياة في المجتمع، ويتضمن ذلك الأسرة و
الدين والفن ، وقضاء وقت الفراغ والترويح على النفس والتكنولوجيا الخ...(1)، وهذا النوع من التغيرات إنما ينطوي على درجة عالية من
التشابه الاعتماد المتبادل ، بمعنى أن التغير في الجزء يؤدي إلى تغيرات في البناء
الكلي ، فاختراع السيارة على سبيل المثال، قد أدى تحول أساسي في الصناعة ، كما أنه
عمل أيضا على رفع معدلات الحراك الاجتماعي ، فان ذلك يعني تحولات جذرية في نواحي
الحياة المختلفة التي يعيشها الناس في مجتمع ما¹ .
المطلب الأول :اتجاهات التغير الاجتماعي
إن الزعم بان التغير في العالم العربي
يشير في اتجاه واحد ، هو التقدم المستمر إلى ما هو أفضل لا تسانده حقائق علمية ،
فلم يعد بأن نظرية التقدم والتطور تصلح لتفسير اتجاهات التغير الاجتماعي ، وكذلك
نظرا لتعقد العوامل المرتبطة بالتغيرات الاجتماعية والثقافية ومع ذلك يمكن أن نقول
إن هناك تيارا عاما أو اتجاها عاما يتمثل في زيادة معدلات الانفتاح على العلم
الخارجي ، أو ما نعبر عنه بالعولمة بمعنى تعدد شبكة علاقاته بالمجتمعات الأخرى وهذا
يجعل اتجاهات التغير الاجتماعي متباينة ويعكس بصورة مختلفة كنماذج التبعية التي يقع
في شباكها الوطن العربي ، مما يؤثر على الشباب وينعكس هذا التأثير في تباين اتجاهات
الشباب ونزعاتهم السياسية الثقافية و الاجتماعية المختلفة .
المطلب الثاني : عوامل التغير الاجتماعي
1)العامل الثقافي وأثر الاتصالات
الفكرية:
قد تختلف نظرة كل امة للحياة
عن نظرة غيرها من الأمم ولهذا كانت قيم الحياة تختلف من مجتمع للأخر ولما كانت
القيم تتولد عن ثقافة المجتمع ونظرة أفراده لطبيعة الحياة التي يعيشونها ...لذا
كانت القيم الاجتماعية عاملا من عوامل التغير الاجتماعي .
ويؤدي الانتشار الثقافي عن طريق تقديم وسائل الاتصال
الفكرية إلى كثير من التغيرات في نظم المجتمع وأفكار أفراده ، مما ينعكس على البناء
الاجتماعي في ذاته في انتشار فكرة الحرية و الديمقراطية في مجتمعات كثيرة ساعد على
إيجاد تغيير في حياة هاته المجتمعات ونظمها السياسية والاقتصادية والتعليمية
والتاريخ حافل بالحركات الفكرية(1). مثل حركة النهضة الأوروبية ، وفلسفة الثورة الفرنسية ،
ثورة 23 يوليو 1952 ، في المجتمع المصري عالم تنظيم اجتماعي جديدا يرتكز على
المفاهيم الاشتراكية الديمقراطية التعاونية ، يتم على أساس تغير جوهري في العلاقات
الأساسية التي تقوم بين أفراد المجتمع كذلك فان الثقافة عامل المنافسة الاجتماعية
بما تخلقه من صراع فكري يقوم على أساس تعارض أفكار الجماعات و الهيئات و المؤسسات
المختلفة التي يتكون منها المجتمع.
2)
العامل الإيديولوجي :
تعتبر
الإيديولوجية قوة فكرية تعمل على تطوير النماذج الاجتماعية الواقعية وفقا لسياسة
متكاملة تتخذ أساليب ووسائل هادفة ، وتساندها عادة تبريرات الاجتماعية أو نظريات
فلسفية أو أحكام عقائدية أو أفكار تقليدية(2) ... ومن هنا ترتبط الإيديولوجية بالحركة الاجتماعية فهي
ليست مجرد مجموعة من الأفكار والمعتقدات والاتجاهات التي تصور جمعا معينا من الناس
سواء كان هذا المجتمع امة من الأمم أو طبقة من الطبقات الاجتماعية أو مذهبا من
المذاهب أو مهنة من المهن أو حزبا من الأحزاب وإنما هي فكرة هادفة لها فعالية
ايجابية في البيئة الاجتماعية، وفي العلاقات الاجتماعية وتنعكس روحها على التنشئة
الاجتماعية لما يحدث تغييرا في القيم الاجتماعية وفي النظرة الطبيعية والتدرجات
الطبقية والعمليات الاجتماعية المختلفة و أن انتشار المذهب الاجتماعية والتيارات
الفكرية المتعددة أدى ويؤدي إلى تشريعات جديدة وتنميط لأساليب الحياة الاجتماعية ،
وتقدير لعلاقة الفرد بغيره وبالجماعات التي يعيش فيها ، وبالمؤسسات التي يتعامل
معها و بالتالي يمكن تقدير علاقة الفرد بمجتمعه العام ومن هنا يكون انبثاق الأفكار
والآراء المحركة من الوضعيات و الفئات الاجتماعية الصادرة عنها عاملا محركا لكثير
من التغيرات في المجتمع .
3) العمل
الاقتصادي :
يعتبر العمل الاقتصادي ذو
اثر كبير في إحداث التغير الاجتماعي حيث يرى ماركس إن عملية الإنتاج الاجتماعي تجعل
الأفراد يدخلون في علاقات محددة معينة من مراحل تطور القوى المادية للإنتاج وهي
تحوي الكيان الاقتصادي للمجتمع وهي الأساس للبناء القانوني و السياسي و الذي يعرف
بالبناء الفوقي أي بعبارة أخرى يعتبر ماركس الكيان الاقتصادي كقاعدة أساسية يقوم
عليها القانون والسياسة وغيرهما من الظواهر الاجتماعية الأخرى(1).
ولذلك فشكل الإنتاج
في الحياة المادية هو الذي يقوي الطبيعة العامة للعمليات الروحية و الاجتماعية
والسياسية في المجتمع كما تؤكد نظريته على أن أي تغير في الأساس الاقتصادي إلى تغير
في الظواهر الاجتماعية الأخرى أي أن تغير وسائل الإنتاج يؤدي إلى في تغير الكيان
الاجتماعي ويلعب الهيكل العامل الاقتصادي الرئيسي في المجتمع دورا بالغ الأهمية في
تطلعات المجتمع وإمكانياته ومشكلاته النوعية فهناك بلاد ذات هيكل زراعي غالب حيث
تمثل الزراعة نسبا هامة من نشاطها الاقتصادي وهناك بلاد يمثل الهيكل الصناعي الدور
الغالب في نشاطها الاقتصادي بحيث أن البلاد الأخرى تمثل الثروة المعدنية - وعلى
الأخص البترول والفحم والحديد أو غيرها من مصادر الطاقة – مكانا رئيسيا في
اقتصادياتها وتؤثر عدالة التوزيع أو انعدام العدالة في العلاقات الاجتماعية و في
سيطرة أو المنافسة أو الصراع بين فئات المجتمع وطبقاته وفي تذويب الطبقات الطبيعية
أو في تعميق الهوة التي تفصل بين الطبقات .
4) نمو الوعي القومي :
تعتبر القومية من العوامل المحركة الرافعة للتغير فهي تعد
قوة كبيرة لتشكيل اتجاهات الأفراد و الجماعات بما توفره لها من الحماية والأمن و
الولاء وما تنميه فيها من شعور الجماعة بكيانها متميزا عن كيانات الجماعات الأخرى
وما يفرضه هذا الإحساس من التصدي لعوامل التحدي الداخلية و الخارجية وما يؤدي إليه
الوعي بهذا الشعور من احتدام الصدام بين أفكار قديمة جديدة تظهر في الصراع بين
الاستعمار والاستغلال من ناحية و بين التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها واستثمار
مواردها من اجل تقدمها وارتفاع مستوى مواطنها من ناحية أخرى ومن المعروف أن
التغيرات السريعة الشاملة التي تسود مجتمعنا وتسود في كثير من المجتمعات الأسيوية
والإفريقية يمكن أن يكون لنمو الوعي القومي فيها نصيب في إحداثها
.
5) العامل التكنولوجي
:
تظهر الأبحاث والتجارب المقارنة إن
الصناعة عامل رئيسي في تحديد حجم المناطق السكنية من جهة وفي تشكيل الإطار الرئيسي
للتكوين المهني من جهة أخرى ، كما تؤكد اثر الصناعة في شكل و وضع البنيان الخاص
بالمجتمع في كافة منظوراته الاقتصادية والثقافية والأخلاقية فالتكوين الصناعي يشكل
البناء المهني للمجتمع وهذا الأخير يؤثر على مستويات الدخل والتعليم الصحة الإسكان
وغيرها .
فالتغير التكنولوجي له أثار واسعة
النطاق في تحديد شكل ووظيفة المجتمع سواء من النواحي الاقتصادية أو الاجتماعية ، أو
العمرانية ولقد أسفرت المدينة الصناعية عن قيام تكنولوجيا آلية واقتصاد تسويق
ومجتمع صناعي كما أدى الأسلوب الصناعي في الإنتاج إلى قيام تنظيم اقتصادي يؤثر على
جميع أجزاء المجتمع فلم يكن هناك مفر أي مؤسسة اجتماعية من الخضوع لتأثير التغير
التكنولوجي و الاقتصادي للمجتمع فالمدرسة والمنزل وغيرها تتأثر جميعا بالإطار
المادي التي تتركه التكنولوجيا الحديثة .
الفصل الثاني :التغير الاجتماعي و التغير
الثقافي
تمهيد:
يشهد مجتمعنا العربي المعاصر تغيرات
واسعة النطاق، من حيث عمقها واتجاهاتها ونتائجها .
ومع نهاية الألفية الثانية بأحداثها وتطورها مر المجتمع
العربي بتغيرات وتحولات اجتماعية ،اقتصادية وسياسية وثقافية متعددة ظهر في ظلها
كثير من المشكلات كنتاج تأثيراتها المختلفة على المجتمع وانعكاس هذه التأثيرات على
الشباب خاصة ،باعتبارهم أكثر الفئات في المجتمع معاناة وتأثرا بنتائجها
.
المبحث الأول : التغير الاجتماعي
وتأثيره على الشباب
الواقع أننا عندما
نتحدث عن التغير الاجتماعي إنما نعني بشكل واضح التغير الثقافي ، بمعنى أن التغير
الثقافي أوسع نطاقا من التغيرات في البناء ، والتنظيم الاجتماعي ، ونقصد بتلك
التغيرات، تلك التي تطرأ على كافة جوانب الحياة في المجتمع، ويتضمن ذلك الأسرة و
الدين والفن ، وقضاء وقت الفراغ والترويح على النفس والتكنولوجيا الخ...(1)، وهذا النوع من التغيرات إنما ينطوي على درجة عالية من
التشابه الاعتماد المتبادل ، بمعنى أن التغير في الجزء يؤدي إلى تغيرات في البناء
الكلي ، فاختراع السيارة على سبيل المثال، قد أدى تحول أساسي في الصناعة ، كما أنه
عمل أيضا على رفع معدلات الحراك الاجتماعي ، فان ذلك يعني تحولات جذرية في نواحي
الحياة المختلفة التي يعيشها الناس في مجتمع ما¹ .
المطلب الأول :اتجاهات التغير الاجتماعي
إن الزعم بان التغير في العالم العربي
يشير في اتجاه واحد ، هو التقدم المستمر إلى ما هو أفضل لا تسانده حقائق علمية ،
فلم يعد بأن نظرية التقدم والتطور تصلح لتفسير اتجاهات التغير الاجتماعي ، وكذلك
نظرا لتعقد العوامل المرتبطة بالتغيرات الاجتماعية والثقافية ومع ذلك يمكن أن نقول
إن هناك تيارا عاما أو اتجاها عاما يتمثل في زيادة معدلات الانفتاح على العلم
الخارجي ، أو ما نعبر عنه بالعولمة بمعنى تعدد شبكة علاقاته بالمجتمعات الأخرى وهذا
يجعل اتجاهات التغير الاجتماعي متباينة ويعكس بصورة مختلفة كنماذج التبعية التي يقع
في شباكها الوطن العربي ، مما يؤثر على الشباب وينعكس هذا التأثير في تباين اتجاهات
الشباب ونزعاتهم السياسية الثقافية و الاجتماعية المختلفة .
رد: التغير الاجتماعي و التغير الثقافي
المطلب الثالث : العوائق الاجتماعية للتغير
هناك عدة عوامل سوف نتناولها تعمل
كمعوق للتغير و من بينها :
1)
المصالح المستقرة :
ونعني هذا
أن التغير تقاومه جماعة أو أفراد تخشى على سلطتها من الفقدان أي ثروتها من الاندثار
أو الضياع إذا حدث داخل المجتمع تغير أو تجديد ما ." فالعقبة العملية أمام أي تغير
هي معارضة التجديد بواسطة جماعات قوية منظمة تخشى من الخسارة من التغير ومثل هذه
الجماعات تسمى أصحاب المصالح المستقرة . و يحتاج البيان الواقعي لمصادر مقاومة
التغير الاجتماعي إلى إبقاء واستمرار المصلح المستقرة "(1).
و من هذا التعريف
يمكن اعتبار كل شخص في هذا العالم صاحب مصلحة بدءا من الأغنياء وصولا إلى الفقراء .
فالمحامي مثلا الذي يترافع في قضايا الطلاق وما شابه ذلك صاحب مصلحة في أن لا
يتغيروا يتم إصلاح قوانين الطلاق وكذلك الأطباء يقاومون
اكتشافا طبيا معينا لأنه يتعارض مع مصالحهم المستقرة وقس
على ذلك من الأشخاص
حيث يقول ريتشارد
لبيير" انه لا يوجد إنسان يقبل التغير يحطم قيمة المهارات و المعرفة التي اكتسبها
وان المطالب التي يحصل عليها هي تعقيد للمهارات الجديدة و المختلفة إذ تمسك بما
يملكه ". وهكذا في كثير من الأحوال فان الذين يجب أن يتبنوا ابتكارا جديدا يحددون
أنهم بمرور الزمن سيخسرون الكثير بهذا التبني .
2 مصالح المكانة :
التغير سوف يؤثر على مكانة بعض الأفراد في المجتمع فعندما
تصبح مكانتهم في خطر يبدأ تحركهم لمقاومة هذا التغير حيث انه في اغلب المجتمعات و
على مر الزمان يقوم الفرد بترقية مكانته داخل المجتمع حيث يصل إلى رقي اجتماعي
معين، لكن في المجتمعات السريعة التغير لا يكون للخبرة أي اثر أو قيمة فتتهدد قيمة
هؤلاء الأفراد ونتيجة لهذا فهم يقاومون هذا التجديد في الأفكار و الابتكارات
الحديثة فالسن لم يعد له ارتباط بالمكانة الوظيفية فالأعمال الحديثة تفضل استخدام
الشباب المتعلمين تعليما عاليا واستبدال المهارات التقليدية بالآلات الحديثة
.
3 الطبقة الاجتماعية
:
إن أنماط الطبقة والطائفة الصارم
يميل عموما إلى تعويق قبول التغير وبالرغم من ذلك فان هناك طبقات اجتماعية معينة
تميل إلى أن تتفاعل مع التغير وتحول مجراه بطرق مختلفة .
ففي المجتمعات الطبقية فان المتوقع من الأفراد أن يطيعوا
أوامر من هؤلاء الذين يشغلون الأوضاع العالية سواء في السلطة ، ولا يقبلون التغير
الذي يطيح بمقامتهم وسلطتهم.
4 المقاومة الإيديولوجية :
لعل من أوضح المقاومات ضد التغير تتجلى في الجانب
الإيديولوجي و أهم رجال المقاومة هم رجال الدين خاصة فيما يتعلق بتحديد النسل أو
تنظيم الأسرة مثلا وعموما فان المفاهيم العقلية والدينية وتفسيراتها بالنسبة للقوة
القائمة والرعاية و الأخلاق و الأمن تميل إلى اسمرار على نفس الوتيرة والى معارضة
التغير
5 تضامن الجماعة
:
يتجلى في المجتمعات الريفية و
الشعبية شعور قوي بالتماسك والتضامن و ينعكس على الروابط المتبادلة داخل نطاق
الأسرة و الصداقة ، التضامن بلا شك هو شيء مفضل لدى الجماعات الصغيرة ، وبالتالي
فهم ينقدون أي شخص يحيد عن المبادئ المألوفة وعندما يكون أفراد المجتمع في نفس
المستوى الاقتصادي وخاصة الرخاء فأنهم يميلون بوجه عام إلى إبقاء المجتمع على مل هو
عليه والحفاظ عليه .
6 السلطة
:
إن السلطة في كثير من المجتمعات أهم
العوامل الفاعلة في التغير ، إلى انه في كثير من المجتمعات تبدو كمؤسسة لم تتم
بصورة كافية لكي تقود قرارات الجماعة و توجهها من اجل القيام بمتغيرات ضخمة فغالبا
ما يكون الشخص الذي يتحدث عن مشروع فكرة معينة أو تبرع بخدمات محلا للنقد أكثر مما
يمتدح على هذه الخدمة أو المشروع وقد يشك في محاولته لانتهاز الفرصة لأجل مكاسب
شخصية .
7 الخوف من المجهول
:
هو عامل ينتج عن المقاومة الأولية
لأي تجديد فهو الخوف من المجهول أو غير المألوف أو المعتاد فمثلا بعض الأفراد إن لم
نقل المجتمعات لا تستخدم الطائرة خوفا منها.
ويفضلون السفر بالسيارة رغم نسبة التي تسجل في السيارة أكثر
منها في الطائرة ."وبهذا يعتبر الخوف من المجهول احد العوامل مقاومة التغير الذي
يهدد حلة الإفراد ودخلهم وسلطتهم "(1).
8 الآراء
الأخلاقية :
إن التغير غالبا في نظر
المجتمعات يعكس خوفا على المقدسات الأخلاقية فيهم فينتج مقاومة شديدة إذا تعارض هذا
التغير مع الأخلاق السائدة إن من الضروري الإبقاء على الأخلاق السائدة فمثلا الكثير
من المجتمعات تعارض تحديد النسل أو منع الحمل لأنه تعدي على قداسة وحرية الحياة .
حيث انه الكثير من أشكال المقاومة تتأتى من التمسك بالقيم الأخلاقية و الجمالية
المعتادة و المألوفة . فهناك الكثير من الابتكارات و الاختراعات تعرضت للمقاومة
لأنها في نظرهم تحرمهم من الأصوات والروائح والمناظر التي اعتادوا عليها
.
9 تحكيم العقل
:
و هنا يظهر لنا أن مقاومة التغير
تنشا من أسباب معقولة تظهر نتائجها أضرار قد تمس أو تضر النسق الاجتماعي السائد و
تكون نتائجه غير عملية ، وأحيانا تكون الأسباب المنطقية و العقلية للمعارضة هي أي
شيء إلا أن تكون أسباب منطقية فعندما كانت معارضة السرعة التي يسير بها القطار لا
تتجاوز 30 ميلا على أنها تضر بالإنسان و لا يستطيع تحمل هذه السرعة إلا انه اثبت
بعد مرور الزمن أن الإنسان تحمل أضعاف هذه السرعة .
المطلب الرابع : العوائق الثقافية للتغير
وتظهر المقاومة في هذه الناحية أي
الثقافية عندما يتعلق الأمر بالمعتقدات و القيم التقليدية وهنك عدة عوائق نذكر منها
:
1 القدرية :
تعتبر القدرية جزءا من مقاومة التغير حيث يقول "لبيير"
(( ففي جزءأجزاء كثيرة من العالم نجد ثقافات يعتقد أصحابها بان الإنسان ليس
له تأثير في مستقبله أو مستقبل الأرض، وأن كل شيء يرجع إلى مشيئة الله فالله وليس
الإنسان هو الذي يستطيع أن يحسن حاله.))
فأحيانا تسهم المعتقدات الدينية و المقدسات و الكتب الدينية
في الاتجاهات القدرية وتغذيها ويحدد "فوستر" بعض هذه الصور ففي الريف البرازيلي حيث
وجد وزير الصحة البرازيلي صعوبة في إقناع الأمهات في شهر مايو بطلب المساعدة الطبية
لأطفالهن لأنه في المعتقد الكاثوليكي أن من يموت هذا الشهر و هو شهر "شهر العذراء
مريم " فإنها تناديه ليذهب إليها ، أي الميت في هذا الشهر .
2 العرقية :
و
تنشا المقاومة للتغير من إحساس الشعوب أنها متفوقة عرقيا وهذا ما ينشأ لدى الكثير
من الشعوب قبل اختلاطها بالشعوب الغربية الو الأخرى حيث يقول "فوستر" أن الجوهر
الحقيقي للثقافة كما نعتقد جميعا هو ما نفكر فيه و نعمله وهي الذي غير متقبل
للأفكار وطرق حياة أخرى . ونتيجة لذلك فان العرقية غالبا ما تشكل حصنا منيعا من أي
تغير(1) .
3 معايير
التواضع :
أن الأفكار الخاصة بالتواضع
تشبه الأفكار المتعلقة بأي شيء في حالتها الثقافية يقول
" بوك فيليب ": (( السلوك اللائق في موقف ما قد يكون سلوكا
شائنا في موقف آخر)) (2).
وقد تظهر
المقاومة للفحص الطبي في كثير من الثقافات وخاصة إذا كان الطبيب رجلا حيث يعارض
الرجل أن تظهر زوجته أمام رجل غريب ولو كان طبيبا في حين أن العري أو نصف العري في
مجتمعات أخرى قد يكون مقبولا ولا يرتبط الحشمة على إخفاء الأعضاء الجنسية .
4 التكامل الثقافي
:
يستخدم " فانزر " عالم
الأنثروبولوجيا استعارة هامة وذلك بمقارنة الثقافات العالية التكامل بأنها آلية
الساعة فالإدخال السريع لعناصر التجديد في مثل هذه الثقافة هو بمثابة إسقاط حبة رمل
في آلية الساعة فتتحرك ببطء أو يقل بتنظيمها نتيجة دخول هذا العنصر الجديد وهكذا
فحسب رأيه أن الثقافات المتكاملة تميل إلى مقاومة أكثر من الأقل تكاملا حيث تميل
الأخيرة إلى التأثر بالتغير إذا لم يكن متأصلا أو مفاجئا .
5 أنماط الحركية :
تتكيف الأنماط الحركية وأوضاع الجسم المعتادة بالثقافة
والتعلم في الطفولة يقول:
" فانزر" ((
الثقافة هي التي تقرر الأوضاع التي ننام ونجلس و نسترخي والثقافة تقرر الحركات التي
نستعملها ، وكيف نتعامل مع أجسامنا في عدة مواقف ". فغالبا الحركات الغير مألوفة
لدينا و الجديدة تتعرض للرفض حيث أن من الصعب تغيير الأنماط السلوكية الثابتة .
فمثلا في جزر" الكوك " فقد اخترع موقد للطبخ يحمي الطعام من التراب و الحيوانات و
يحمي النساء من الانحناء طوال الوقت أثناء الطهي إلا انه قوبل بالرفض لأنه في نظرهن
مرتفع ويتطلب الوقوف على القدمين أثناء الطهي .
6 الخرافات :
هي القبول لمعتقد لا يمكن استبداله بحقائق فهي الكثير من
العوائق في طريق التغيير .
ففي " روسيا "
مثلا قوبلت المجهودات الخاصة بالتربية الغذائية بمقامة و يرجع ذلك إلى اعتقاد
النساء أن أكل البيض يؤدي إلى عدم الخصوبة و إصابة الأطفال بالصلع . وفي الفلبين
يوجد معتقد أن أكل الدجاج مع الهريس في الوقت نفسه ينتج عنه مرض الجذام ، وبعض
المناطق يعتبر تناول اللبن في الأشهر الأخيرة من الحمل يسبب ضررا بالغا و هناك من
يعتقد أن تناول الطفل للماء عند شهور ولادته الأولى يسبب له البرودة و يؤدي إلى خلل
في توازن حرارته و في" غانا " يعتقدون أن تناول الأطفال للحم و السمك يسبب لهم
ديدان معوية . و من الواضح انه حيث تسود مثل هذه الخرافات فان القبول بالجديد الذي
يعرض الآراء التقليدية ، يكون محلا للمقاومة و الرفض
.
المبحث الثاني : الثقافة وأثرها في التنشئة الاجتماعية
للشباب
الثقافة كاصطلاح علم اجتماعي هي
كل مدخلات عقول الأفراد في المجتمع ، مما فيه من ماديات ذات أشكال مختلفة و
استعمالات محددة ووسائل و أساليب و معدات معينة لإنتاجها و ما فيه من حيوان ونبات و
ظواهر طبيعية مميزة كالأنهار و الوديان و الجبال و البحيرات و ما تنتشر فيه أيضا من
أفكار و أراء و قيم ومعتقدات و معايير و معتقدات وعادات اجتماعية وأعراف و تقاليد و
بدع وممارسات ، فضلا عن وسائل الاتصال و المواصلات و غير ذلك المخلات الدينية و
الخلقية التي تشكل مع المدخلات من عناصر الثقافية من عناصر بنوعيها المادي و
المعنوي و التي تخترها عقول أفراد المجتمع ، فتجعل لهم شخصية وطنية تميزهم في
مجموعة كشعب من شعوب المجتمعات الأخرى ، التي تنتقل إليهم بواسطة الوالدين و الكبار
في الأسرة و المدرسين في المدرسة و الأساتذة و في الجامعات ، و الفنيين في معاهد
التدريب و العلماء في مراكز البحث العلمي ، و الإعلاميين في الصحافة والإعلام
والإذاعة والتلفزيون وربما كان لكل مرحلة من المراحل النمو الداخلات الثقافية التي
يراها القائمون مناسبة لعقول و حاجات أفرادها ، فان مرحلة الشباب مداخلاتها
الثقافية الناسبة لعقولهم و حاجاتهم .
وعملية نقل المداخلات الثقافية إلى عقول الأفراد في كل
مرحلة من مراحل النمو بما في ذلك مرحلة الشباب ذاتها ، هي التنشئة الاجتماعية
بعينها ، هذه العملية النفسية الاجتماعية على الرغم من أهميتها و خطورتها ، تتم من
قبل الوالدين و الكبار في الأسرة من على شاكلتهم في اتجاههم التقليدي و يختلف
الشباب العربي عن الشباب الأجنبي من عدة وجوه فالشباب العربي ينشئون في أسرة تحيطهم
برعاية اكبر و حنان أكثر تتخلى عنهم مهما كبروا و حتى حينما يتزوجون و يصبحون
بدورهم أرباب اسر و الشباب العربي يربون منذ نعومة أظفارهم على الإيمان بالله ، ذلك
أنهم يتلقون توجيهات دينية في أسرهم ، و يتعلمون دينهم في مدارسهم و يتغير من الماء
في نفوسهم و يعصمهم من الانحراف خاصة الإناث من الزلل و الانحراف و من أهم العوامل
التي تقوي تأثير الدين في أنفسهم و بروزها في سلوكهم ، ممارستهم للشعائر الدينية من
الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج كما تهتم الدولة في الوطن العربي بتوجيه الروح
الدينية و الاحتفال بالمناسبات الدينية من تاريخ إسلامي يرتكز على سيرة الرسول
الكريم وسير الخلفاء الراشدين و الصحابة و علماء الدين.
1) مفهوم مرحلة الشباب :
تعني مرحلة الشباب مرحلة الإعداد السليم بإتباع كافة
الحاجات وتهيئة الفرص التي تحقق له التنشئة الاجتماعية ، والقدرة على تحمل
المسؤوليات " الشباب مرحلة من مراحل العمر تمر بالإنسان وتتميز بالحيوية وهي طاقة
متجددة تضفي على المجتمع طابعا مميزا وترتبط بالقدرة على التعلم و المرونة في
العلاقات الإنسانية و تحمل المسؤولية و الشباب طاقة قومية ، مما تحويه من قدرات و
أفكار و انفعالات منطقية و تعتبر هذه القدرات الاجتماعية ، تعتبر هذه الطاقة
الإنسانية خلاصة المهارات و الخبرات التي يكتسبها و يتشبع بها من خلال تجاربه و
علاقاته بالمجتمع "(1). تعتبر هذه القدرات الإنسانية خلاصة مجموع القدرات الجسمية
و العقلية و النفسية التي يولد بها و التي تشكل و تأخذ أشكال متفاوتة بين مرحلة و
أخرى من مراحل العمر وتختلف من فرد لأخر في ضوء اختلافات هذه الخبرات و العلاقات
الاجتماعية وتتكيف نتيجة ظروف تعليمية و اقتصادية في المجتمع .
2) ماهية رعاية الشباب :
رعاية الشباب هي مصطلح حديث و لم نستخدمه في بلادنا إلا بعد
قيام الثورة و يرى البعض أن رعاية الشباب لا تعدو لن تكون الأنشطة المختلفة التي
يمارسها الشباب في وقت فراغه بغرض استغلال هذا الوقت و الاستفادة منه في مزاولة
الأنشطة المحببة لنفس كل فرد منهم و لكن إذا نظرنا إلى مراكز توجيه الشباب و مكاتب
الخدمة الاجتماعية نجد أنها ترعى الشباب بتفسيره باحتياجاته و توجيهه للطريق
المناسب لقدراتهم وميولهم ، أي أن هذه المراكز و المكاتب لا تعتمد في رعايتها
للشباب على الألوان المختلفة من النشاط الرياضي و الثقافي و الاجتماعية و الفني
وغيرها ، بل تعتمد في تحقيق أغراضها على التوجيه و الإرشاد والإقناع كوسيلة يتفهم
بها الشباب الطريق الذي يناسب إمكاناته و تحقق به رغباته و اقتصار رعاية الشباب على
مفهوم الأنشطة التي يمارسها الشباب في وقت فراغه هو فصل للرعاية التي ينالها الفرد
في كل وقت من وقت عمله ووقت فراغه ،و حيث إننا نعلم أن الفرد كل لا يتجزأ و أن كل
العمليات التربوية و الاجتماعية للشباب ما هي إلا عملية متصلة و مستمرة تهدف إلى
نمو الفرد و تقدمه بما يتناسب مع قدراته و ميوله كأن كل الخدمات التعليمية و الصحية
و الاجتماعية و الرياضية و الثقافية و الفنية و غيرها و التي تقدم للفرد في مجال
عمله أو خارجه و في وقت فراغه و التي تقوم بها المؤسسات المختلفة تهدف في مجموعها
رعاية شخصيا الشباب كوحدة أي أنها عملية متكاملة تخدم نمو الفرد و متكاملة(1) .
المطلب الأول
: التحليل العلمي للثقافة
الثقافة
مصطلح شائع الاستخدام في الدراسات السوسيولوجي و الانثروبولوجية ، و هو يدل على
كافة أنماط السلوك المتعلم الذي تكتسبه من خلال عضو في المجتمع ، ولعل من أشهر
تعريفات الثقافة ، ذلك التعريف الذي صاغه " تايلور": إذا أخذنا المفهوم بالمعنى
الاثنوغرافي الواسع ، فان الثقافة هي ذلك الكل المعقد الذي يشتمل على المعرفة و
الاعتقاد و الفن و الأخلاق ، والقانون و العادة و كل القدرات و العادات الأخرى ،
التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في المجتمع ، و إذا كنا نعتبر الثقافة عامة رئيسيا
من عوامل تجاذب و ارتباطهم ببعضهم البعض و ثم فهي تحقق التكامل ، فإننا بالمثل
نستطيع القول أن الثقافة قد تحقق التفكك و الصراع ، و الواقع انه كلما زاد المجتمع
تعقيدا و تركيبا ، تزايد معدلات التباين والتنوع الثقافي ، يرجع ذلك إلى أن المجتمع
المعقد ينطوي إلى العديد من الجماعات الفرعية ، و الثقافات المختلفة التي تتصارع من
اجل إكساب سلوك أعضائها ، وقيمهم وأساليب حياتهم و لقد " سونيجوود" هذه الحالة
المتميزة للثقافة بقوله :
(( أن الأنظمة
الاجتماعية الرئيسية مثل الأسرة و الدين و التعليم و السياسة و المنظمات الاجتماعية
تعمل على نقل القيم الثقافية و المعايير و المطامح ،و تبلورها في تحديد السلوك و
العمل و المعرفة و الثقافة على مستوى المعرفي و ربما توجد في المجتمع طبقة مسيطرة
لها كيانها المتميز ودورها في توجيه الحياة الاجتماعية إلا أننا لا نستطيع نتحدث
بنفس الدرجة عن ثقافة مسيطرة لها نفس الطبيعة ، ولا نعني ذلك بالطبع أننا نتجاهل
وجود نسق قيمة مسيطرة تعتقد الجماعات المختلفة أنها تتحرك في إطاره و تخضع يمليه
عليها من أنماط سلوكية )) (1).
المطلب الثاني
: ثقافة الشباب (مفهومها وطبيعتها )
يتحدث علماء الاجتماع المعنيين بدراسة الشباب عن مفهوم جديد
هو ثقافة الشباب ، وهم يقصدون بذلك أن الشباب يمثل مرحلة من مراحل النمو الإنساني
لها ثقافتها الخاصة التي تعبر عن مجموعة القيم و الاتجاهات و الآراء و أنماط السلوك
و يستخدم الشباب هذه الأنماط الثقافية في تطوير و صياغة مجموعة المعايير التي تمنح
الشباب قوة لاكتساب المهارات و الخبرات و التجارب الاجتماعية التي يتعذر اكتسابها
من خلال المعايير الثقافية العامة التي ينقلها إليهم جيل الآباء و الكبار من أعضاء
المجتمع ولكن اعتبار ثقافة الشباب إحدى الوسائل الرئيسية للتنشئة الاجتماعية حين
تجعل الشباب يكتسبون ادوار و أنماطا سلوكية يتعذر اكتسابها من الهيئات المختلفة
للتنشئة الاجتماعية و على الأخص الأسرة و المدرسة وكل ما يمكن أن يعد من وجهة نظر
الشباب بمثابة مؤسسات ( رسمية)
للتنشئة ،
وإذا فان ثقافة الشباب التي تتطور داخل جماعات الصداقة غير الرسمية و التي تقوم
أساسا على علاقات اجتماعية التلقائية والأولية و هي بمثابة وسيلة رسمية تحضى
بالقبول العام للتنشئة الذاتية للشباب و إذا كان علماء الاجتماع قد اهتموا بدراسة
الأثر التي تحدثه الجماعة الأولية في تكوين الذات الاجتماعية خلال مرحلة الطفولة
المبكرة بالذات ، فان الدراسات الحديثة قد كشفت عن أن هذه الجماعات الأولية تنتشر
في المجتمع في مجالات متنوعة و تحدث تأثيرا ملموسا في مواقف الفرد واتجاهاته و
الواقع انه يمكن تحليل ثقافة الشباب في ضوء مفهوم الحركات الجيلية الذي يعبر عن
تحولات اجتماعية
و ثقافية ترتبط بجيل معين
و تتمثل في حركة أو اتجاه ثقافي سينتشر بين أفراد هذا الجيل و يكتسب قدرات و تسمي
هذه الحركات " الوحدات الجيلية " والتي تمثل وحدة من أفراد المجتمع و التفاهم حول
منظور جديد للحياة ، ثم صياغة مجموعة من الأنماط الثقافية(2) .
إن ثورة الشباب
تمثل عرضا من أعراض الأزمة الاجتماعية و الثقافية التي يشهدها المجتمع المعاصر و
تتضمن هذه الأزمة صراعا من التغيرات التكنولوجية الهائلة و التي تحدث في المجتمع
المعاصر و النظام الاجتماعي و النسق الثقافي ، فقد اوجد التغير التكنولوجي أدوارا
كان الشباب هم أكثر فئات المجتمع تأثرا و إحساسا بهذه الأزمة الثقافية المعاصرة
بوصفها أزمة تتصل بكيانهم وهويتهم ، أي بعدم قدرتهم على تحديد الهدف و المعنى من
الحياة بمقاييس مستقلة .
هناك عامل رئيسي
يساعد على ظهور و تكوين الحركات الاجتماعية للشباب و ثقافتهم الفرعية ، هو الظروف
البيئية الحديثة ، و ما ينطوي عليه من عوامل مكنت الشباب من الاتصال ببعضهم البعض و
تطوير اهتماماته و تطوير أنماط سلوكية مشتركة .
المطلب الثالث : بعض التصورات السوسيولوجية للثقافة
والشباب
اهتمت البحوث السوسيولوجية
منذ أواخر عام 1960 م بدراسة الشباب يعبرون عن إحدى المشكلات الاجتماعية التي يعاني
منها المجتمع ، ولقد شهدت هذه الفترة اهتمام علماء النفس و التربية بالشباب وقد قام
عالم النفس البريطاني" سيرل بيرت" بتطبيق تصور" دوركايم" عن الانحراف بوصفه ظاهرة
طبيعية ، إلا انه يرجعه إلى مجموعة من الأسباب و العامل من بينها التفاعل بين
العوامل الوراثية و المؤثرات الطبيعية . و يعتقد
"سيرل بيرت" انه بينما أكدت البحوث أن الفقر يعد عاملا هاما
من عوامل الانحراف فان اهتمام هذه البحوث ذهب في اتجاه واحد من نواحي الفقر و هي
الناحية المادية ، و من ثم أهمل الفقر العاطفي أو الأخلاقي و خاصة في نطاق الحياة
الأسرية و بالمثل بحثت الانثروبولوجية "مارغريت ميد" عن تفسير الظواهر المراهقة ، و
اكتشفت أن المشكلات الحادة المرتبطة بهذه المرحلة العمرية هي من نتائج الحضارة
الغربية ، و اتجهت أعمال مدرسة " شيكاغو" نحو تطوير الدراسات الاثنوغرافية عن
العلاقة بين الحوار و أساليب الحياة و الشباب ، وذلك انطلاقا من المتغيرات المادية
و الثقافية التي صاحبت المجتمع الصناعي الحديث ، واستخدم دوركايم في هذا المجال
مفهوم" الأنومي" أو اللامعيارية ، و يقصد بذلك انه حالة من فقدان المعايير تنشأ
حينما يشهد النظام الاجتماعي العام ضربا من التفكك و الانحلال إذ يلاحظ طموحات
الناس و تطلعاتهم لم يعد ممكنا إخضاعها لمتطلبات النظام الاجتماعي الجمعي فالمصدر
الأساسي لحالة فقدان المعايير هو ذلك التوتر القائم بين السلطة الأخلاقية المجتمعية
( أي تلك التي يفرضها الضمير الجمعي ) و بين المصالح الفردية(1) .
المطلب الرابع
: رؤية مستقبلية
إن ثقافة الشباب تمثل
اليوم مفهوما أو تصورا وظيفيا بالنسبة لجيل الشباب من نواحي عديدة و لعل أن أهم ما
ينطوي عليه هذا المفهوم اليوم من قيمة بالنسبة للشباب هو انه يحقق من الهوية
الجمعية التي يستمد منها مقومات شخصيته المتميزة . وهي بالتالي تعبر عن الإطار
المرجعي للسلوك و القيم الشبابية و تمثل ثقافة الشباب من هذه الزاوية حرا بعيدا عن
سيطرة و رقابة عالم الكبار يحقق فيه الشباب اكبر قدر من التحرر و التهم المشترك
لجماعات الرفاق و يحتاج الشباب إلى هذه الهوية الخاصة التي تفرضها عليهم الأسرة أو
المدرسة أو العمل و هنا بدوره يمكنهم من تطوير صورة خاصة بهم مستقلة عن كافة
المؤثرات الأخرى التي ترتبط بجيل الآباء أو المعلمين أو الكبار على وجه
العموم(2) .
و جدير بالذكر
أن أصول ثقافة الشباب ترجع إلى ما ينطوي عليه البناء الاجتماعي للمجتمع برمته من
تناقضات و تؤثر فيها الأوضاع الطبقية الاقتصادية و السياسية و أنماط الإنتاج المادي
و هكذا فان الثقافة تحقق نوعا من الصلة أو الارتباط بين جيل الشباب و بين كل من
الأساس المادي للحياة الاجتماعية و البناء العلوي الايدولوجي السائد في المجتمع
خلال حقبة تاريخية معينة .
و هناك تفسيرات
أخرى للثقافة الشباب تزعم أن هذه الثقافة تمثل إحدى المشكلات الاجتماعية إلا أن هذا
التصور يعكس في الحقيقة انتشار بعض التيارات الثقافية المعادية للمجتمع و التي
ترتبط عادة بظاهرة التطرف في المجتمعات الغربية و بعض الدول النامية إلا أن هناك
حاجة ماسة إلى إعادة فحص مفهوم ثقافة الشباب في ضوء الظروف الموضوعية التي تؤدي إلى
ظهورها و من ثم ضرورة ربط هذه الثقافة بطبيعة بنية المجتمعات العربية من تخلف نظام
الإنتاج و العلاقات الاجتماعية . و ظهور سلوك العمل العام فيها فمن الضروري تطوير
الدراسة السوسيولوجية للشباب بحيث تحقق صلة أوثق بينها و بين دراسة العلاقات
الطبقية و نتائج التصنيع و التحضر و اتجاهات التحول و التغير الاجتماعي في العالم
العربي بصفة عامة و يتضمن ذلك أيضا علاقة الشباب بمختلف الأجيال و بوسائل الإنتاج و
أيضا رد الفعل المجتمعي لحركات المجتمعي .
هناك عدة عوامل سوف نتناولها تعمل
كمعوق للتغير و من بينها :
1)
المصالح المستقرة :
ونعني هذا
أن التغير تقاومه جماعة أو أفراد تخشى على سلطتها من الفقدان أي ثروتها من الاندثار
أو الضياع إذا حدث داخل المجتمع تغير أو تجديد ما ." فالعقبة العملية أمام أي تغير
هي معارضة التجديد بواسطة جماعات قوية منظمة تخشى من الخسارة من التغير ومثل هذه
الجماعات تسمى أصحاب المصالح المستقرة . و يحتاج البيان الواقعي لمصادر مقاومة
التغير الاجتماعي إلى إبقاء واستمرار المصلح المستقرة "(1).
و من هذا التعريف
يمكن اعتبار كل شخص في هذا العالم صاحب مصلحة بدءا من الأغنياء وصولا إلى الفقراء .
فالمحامي مثلا الذي يترافع في قضايا الطلاق وما شابه ذلك صاحب مصلحة في أن لا
يتغيروا يتم إصلاح قوانين الطلاق وكذلك الأطباء يقاومون
اكتشافا طبيا معينا لأنه يتعارض مع مصالحهم المستقرة وقس
على ذلك من الأشخاص
حيث يقول ريتشارد
لبيير" انه لا يوجد إنسان يقبل التغير يحطم قيمة المهارات و المعرفة التي اكتسبها
وان المطالب التي يحصل عليها هي تعقيد للمهارات الجديدة و المختلفة إذ تمسك بما
يملكه ". وهكذا في كثير من الأحوال فان الذين يجب أن يتبنوا ابتكارا جديدا يحددون
أنهم بمرور الزمن سيخسرون الكثير بهذا التبني .
2 مصالح المكانة :
التغير سوف يؤثر على مكانة بعض الأفراد في المجتمع فعندما
تصبح مكانتهم في خطر يبدأ تحركهم لمقاومة هذا التغير حيث انه في اغلب المجتمعات و
على مر الزمان يقوم الفرد بترقية مكانته داخل المجتمع حيث يصل إلى رقي اجتماعي
معين، لكن في المجتمعات السريعة التغير لا يكون للخبرة أي اثر أو قيمة فتتهدد قيمة
هؤلاء الأفراد ونتيجة لهذا فهم يقاومون هذا التجديد في الأفكار و الابتكارات
الحديثة فالسن لم يعد له ارتباط بالمكانة الوظيفية فالأعمال الحديثة تفضل استخدام
الشباب المتعلمين تعليما عاليا واستبدال المهارات التقليدية بالآلات الحديثة
.
3 الطبقة الاجتماعية
:
إن أنماط الطبقة والطائفة الصارم
يميل عموما إلى تعويق قبول التغير وبالرغم من ذلك فان هناك طبقات اجتماعية معينة
تميل إلى أن تتفاعل مع التغير وتحول مجراه بطرق مختلفة .
ففي المجتمعات الطبقية فان المتوقع من الأفراد أن يطيعوا
أوامر من هؤلاء الذين يشغلون الأوضاع العالية سواء في السلطة ، ولا يقبلون التغير
الذي يطيح بمقامتهم وسلطتهم.
4 المقاومة الإيديولوجية :
لعل من أوضح المقاومات ضد التغير تتجلى في الجانب
الإيديولوجي و أهم رجال المقاومة هم رجال الدين خاصة فيما يتعلق بتحديد النسل أو
تنظيم الأسرة مثلا وعموما فان المفاهيم العقلية والدينية وتفسيراتها بالنسبة للقوة
القائمة والرعاية و الأخلاق و الأمن تميل إلى اسمرار على نفس الوتيرة والى معارضة
التغير
5 تضامن الجماعة
:
يتجلى في المجتمعات الريفية و
الشعبية شعور قوي بالتماسك والتضامن و ينعكس على الروابط المتبادلة داخل نطاق
الأسرة و الصداقة ، التضامن بلا شك هو شيء مفضل لدى الجماعات الصغيرة ، وبالتالي
فهم ينقدون أي شخص يحيد عن المبادئ المألوفة وعندما يكون أفراد المجتمع في نفس
المستوى الاقتصادي وخاصة الرخاء فأنهم يميلون بوجه عام إلى إبقاء المجتمع على مل هو
عليه والحفاظ عليه .
6 السلطة
:
إن السلطة في كثير من المجتمعات أهم
العوامل الفاعلة في التغير ، إلى انه في كثير من المجتمعات تبدو كمؤسسة لم تتم
بصورة كافية لكي تقود قرارات الجماعة و توجهها من اجل القيام بمتغيرات ضخمة فغالبا
ما يكون الشخص الذي يتحدث عن مشروع فكرة معينة أو تبرع بخدمات محلا للنقد أكثر مما
يمتدح على هذه الخدمة أو المشروع وقد يشك في محاولته لانتهاز الفرصة لأجل مكاسب
شخصية .
7 الخوف من المجهول
:
هو عامل ينتج عن المقاومة الأولية
لأي تجديد فهو الخوف من المجهول أو غير المألوف أو المعتاد فمثلا بعض الأفراد إن لم
نقل المجتمعات لا تستخدم الطائرة خوفا منها.
ويفضلون السفر بالسيارة رغم نسبة التي تسجل في السيارة أكثر
منها في الطائرة ."وبهذا يعتبر الخوف من المجهول احد العوامل مقاومة التغير الذي
يهدد حلة الإفراد ودخلهم وسلطتهم "(1).
8 الآراء
الأخلاقية :
إن التغير غالبا في نظر
المجتمعات يعكس خوفا على المقدسات الأخلاقية فيهم فينتج مقاومة شديدة إذا تعارض هذا
التغير مع الأخلاق السائدة إن من الضروري الإبقاء على الأخلاق السائدة فمثلا الكثير
من المجتمعات تعارض تحديد النسل أو منع الحمل لأنه تعدي على قداسة وحرية الحياة .
حيث انه الكثير من أشكال المقاومة تتأتى من التمسك بالقيم الأخلاقية و الجمالية
المعتادة و المألوفة . فهناك الكثير من الابتكارات و الاختراعات تعرضت للمقاومة
لأنها في نظرهم تحرمهم من الأصوات والروائح والمناظر التي اعتادوا عليها
.
9 تحكيم العقل
:
و هنا يظهر لنا أن مقاومة التغير
تنشا من أسباب معقولة تظهر نتائجها أضرار قد تمس أو تضر النسق الاجتماعي السائد و
تكون نتائجه غير عملية ، وأحيانا تكون الأسباب المنطقية و العقلية للمعارضة هي أي
شيء إلا أن تكون أسباب منطقية فعندما كانت معارضة السرعة التي يسير بها القطار لا
تتجاوز 30 ميلا على أنها تضر بالإنسان و لا يستطيع تحمل هذه السرعة إلا انه اثبت
بعد مرور الزمن أن الإنسان تحمل أضعاف هذه السرعة .
المطلب الرابع : العوائق الثقافية للتغير
وتظهر المقاومة في هذه الناحية أي
الثقافية عندما يتعلق الأمر بالمعتقدات و القيم التقليدية وهنك عدة عوائق نذكر منها
:
1 القدرية :
تعتبر القدرية جزءا من مقاومة التغير حيث يقول "لبيير"
(( ففي جزءأجزاء كثيرة من العالم نجد ثقافات يعتقد أصحابها بان الإنسان ليس
له تأثير في مستقبله أو مستقبل الأرض، وأن كل شيء يرجع إلى مشيئة الله فالله وليس
الإنسان هو الذي يستطيع أن يحسن حاله.))
فأحيانا تسهم المعتقدات الدينية و المقدسات و الكتب الدينية
في الاتجاهات القدرية وتغذيها ويحدد "فوستر" بعض هذه الصور ففي الريف البرازيلي حيث
وجد وزير الصحة البرازيلي صعوبة في إقناع الأمهات في شهر مايو بطلب المساعدة الطبية
لأطفالهن لأنه في المعتقد الكاثوليكي أن من يموت هذا الشهر و هو شهر "شهر العذراء
مريم " فإنها تناديه ليذهب إليها ، أي الميت في هذا الشهر .
2 العرقية :
و
تنشا المقاومة للتغير من إحساس الشعوب أنها متفوقة عرقيا وهذا ما ينشأ لدى الكثير
من الشعوب قبل اختلاطها بالشعوب الغربية الو الأخرى حيث يقول "فوستر" أن الجوهر
الحقيقي للثقافة كما نعتقد جميعا هو ما نفكر فيه و نعمله وهي الذي غير متقبل
للأفكار وطرق حياة أخرى . ونتيجة لذلك فان العرقية غالبا ما تشكل حصنا منيعا من أي
تغير(1) .
3 معايير
التواضع :
أن الأفكار الخاصة بالتواضع
تشبه الأفكار المتعلقة بأي شيء في حالتها الثقافية يقول
" بوك فيليب ": (( السلوك اللائق في موقف ما قد يكون سلوكا
شائنا في موقف آخر)) (2).
وقد تظهر
المقاومة للفحص الطبي في كثير من الثقافات وخاصة إذا كان الطبيب رجلا حيث يعارض
الرجل أن تظهر زوجته أمام رجل غريب ولو كان طبيبا في حين أن العري أو نصف العري في
مجتمعات أخرى قد يكون مقبولا ولا يرتبط الحشمة على إخفاء الأعضاء الجنسية .
4 التكامل الثقافي
:
يستخدم " فانزر " عالم
الأنثروبولوجيا استعارة هامة وذلك بمقارنة الثقافات العالية التكامل بأنها آلية
الساعة فالإدخال السريع لعناصر التجديد في مثل هذه الثقافة هو بمثابة إسقاط حبة رمل
في آلية الساعة فتتحرك ببطء أو يقل بتنظيمها نتيجة دخول هذا العنصر الجديد وهكذا
فحسب رأيه أن الثقافات المتكاملة تميل إلى مقاومة أكثر من الأقل تكاملا حيث تميل
الأخيرة إلى التأثر بالتغير إذا لم يكن متأصلا أو مفاجئا .
5 أنماط الحركية :
تتكيف الأنماط الحركية وأوضاع الجسم المعتادة بالثقافة
والتعلم في الطفولة يقول:
" فانزر" ((
الثقافة هي التي تقرر الأوضاع التي ننام ونجلس و نسترخي والثقافة تقرر الحركات التي
نستعملها ، وكيف نتعامل مع أجسامنا في عدة مواقف ". فغالبا الحركات الغير مألوفة
لدينا و الجديدة تتعرض للرفض حيث أن من الصعب تغيير الأنماط السلوكية الثابتة .
فمثلا في جزر" الكوك " فقد اخترع موقد للطبخ يحمي الطعام من التراب و الحيوانات و
يحمي النساء من الانحناء طوال الوقت أثناء الطهي إلا انه قوبل بالرفض لأنه في نظرهن
مرتفع ويتطلب الوقوف على القدمين أثناء الطهي .
6 الخرافات :
هي القبول لمعتقد لا يمكن استبداله بحقائق فهي الكثير من
العوائق في طريق التغيير .
ففي " روسيا "
مثلا قوبلت المجهودات الخاصة بالتربية الغذائية بمقامة و يرجع ذلك إلى اعتقاد
النساء أن أكل البيض يؤدي إلى عدم الخصوبة و إصابة الأطفال بالصلع . وفي الفلبين
يوجد معتقد أن أكل الدجاج مع الهريس في الوقت نفسه ينتج عنه مرض الجذام ، وبعض
المناطق يعتبر تناول اللبن في الأشهر الأخيرة من الحمل يسبب ضررا بالغا و هناك من
يعتقد أن تناول الطفل للماء عند شهور ولادته الأولى يسبب له البرودة و يؤدي إلى خلل
في توازن حرارته و في" غانا " يعتقدون أن تناول الأطفال للحم و السمك يسبب لهم
ديدان معوية . و من الواضح انه حيث تسود مثل هذه الخرافات فان القبول بالجديد الذي
يعرض الآراء التقليدية ، يكون محلا للمقاومة و الرفض
.
المبحث الثاني : الثقافة وأثرها في التنشئة الاجتماعية
للشباب
الثقافة كاصطلاح علم اجتماعي هي
كل مدخلات عقول الأفراد في المجتمع ، مما فيه من ماديات ذات أشكال مختلفة و
استعمالات محددة ووسائل و أساليب و معدات معينة لإنتاجها و ما فيه من حيوان ونبات و
ظواهر طبيعية مميزة كالأنهار و الوديان و الجبال و البحيرات و ما تنتشر فيه أيضا من
أفكار و أراء و قيم ومعتقدات و معايير و معتقدات وعادات اجتماعية وأعراف و تقاليد و
بدع وممارسات ، فضلا عن وسائل الاتصال و المواصلات و غير ذلك المخلات الدينية و
الخلقية التي تشكل مع المدخلات من عناصر الثقافية من عناصر بنوعيها المادي و
المعنوي و التي تخترها عقول أفراد المجتمع ، فتجعل لهم شخصية وطنية تميزهم في
مجموعة كشعب من شعوب المجتمعات الأخرى ، التي تنتقل إليهم بواسطة الوالدين و الكبار
في الأسرة و المدرسين في المدرسة و الأساتذة و في الجامعات ، و الفنيين في معاهد
التدريب و العلماء في مراكز البحث العلمي ، و الإعلاميين في الصحافة والإعلام
والإذاعة والتلفزيون وربما كان لكل مرحلة من المراحل النمو الداخلات الثقافية التي
يراها القائمون مناسبة لعقول و حاجات أفرادها ، فان مرحلة الشباب مداخلاتها
الثقافية الناسبة لعقولهم و حاجاتهم .
وعملية نقل المداخلات الثقافية إلى عقول الأفراد في كل
مرحلة من مراحل النمو بما في ذلك مرحلة الشباب ذاتها ، هي التنشئة الاجتماعية
بعينها ، هذه العملية النفسية الاجتماعية على الرغم من أهميتها و خطورتها ، تتم من
قبل الوالدين و الكبار في الأسرة من على شاكلتهم في اتجاههم التقليدي و يختلف
الشباب العربي عن الشباب الأجنبي من عدة وجوه فالشباب العربي ينشئون في أسرة تحيطهم
برعاية اكبر و حنان أكثر تتخلى عنهم مهما كبروا و حتى حينما يتزوجون و يصبحون
بدورهم أرباب اسر و الشباب العربي يربون منذ نعومة أظفارهم على الإيمان بالله ، ذلك
أنهم يتلقون توجيهات دينية في أسرهم ، و يتعلمون دينهم في مدارسهم و يتغير من الماء
في نفوسهم و يعصمهم من الانحراف خاصة الإناث من الزلل و الانحراف و من أهم العوامل
التي تقوي تأثير الدين في أنفسهم و بروزها في سلوكهم ، ممارستهم للشعائر الدينية من
الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج كما تهتم الدولة في الوطن العربي بتوجيه الروح
الدينية و الاحتفال بالمناسبات الدينية من تاريخ إسلامي يرتكز على سيرة الرسول
الكريم وسير الخلفاء الراشدين و الصحابة و علماء الدين.
1) مفهوم مرحلة الشباب :
تعني مرحلة الشباب مرحلة الإعداد السليم بإتباع كافة
الحاجات وتهيئة الفرص التي تحقق له التنشئة الاجتماعية ، والقدرة على تحمل
المسؤوليات " الشباب مرحلة من مراحل العمر تمر بالإنسان وتتميز بالحيوية وهي طاقة
متجددة تضفي على المجتمع طابعا مميزا وترتبط بالقدرة على التعلم و المرونة في
العلاقات الإنسانية و تحمل المسؤولية و الشباب طاقة قومية ، مما تحويه من قدرات و
أفكار و انفعالات منطقية و تعتبر هذه القدرات الاجتماعية ، تعتبر هذه الطاقة
الإنسانية خلاصة المهارات و الخبرات التي يكتسبها و يتشبع بها من خلال تجاربه و
علاقاته بالمجتمع "(1). تعتبر هذه القدرات الإنسانية خلاصة مجموع القدرات الجسمية
و العقلية و النفسية التي يولد بها و التي تشكل و تأخذ أشكال متفاوتة بين مرحلة و
أخرى من مراحل العمر وتختلف من فرد لأخر في ضوء اختلافات هذه الخبرات و العلاقات
الاجتماعية وتتكيف نتيجة ظروف تعليمية و اقتصادية في المجتمع .
2) ماهية رعاية الشباب :
رعاية الشباب هي مصطلح حديث و لم نستخدمه في بلادنا إلا بعد
قيام الثورة و يرى البعض أن رعاية الشباب لا تعدو لن تكون الأنشطة المختلفة التي
يمارسها الشباب في وقت فراغه بغرض استغلال هذا الوقت و الاستفادة منه في مزاولة
الأنشطة المحببة لنفس كل فرد منهم و لكن إذا نظرنا إلى مراكز توجيه الشباب و مكاتب
الخدمة الاجتماعية نجد أنها ترعى الشباب بتفسيره باحتياجاته و توجيهه للطريق
المناسب لقدراتهم وميولهم ، أي أن هذه المراكز و المكاتب لا تعتمد في رعايتها
للشباب على الألوان المختلفة من النشاط الرياضي و الثقافي و الاجتماعية و الفني
وغيرها ، بل تعتمد في تحقيق أغراضها على التوجيه و الإرشاد والإقناع كوسيلة يتفهم
بها الشباب الطريق الذي يناسب إمكاناته و تحقق به رغباته و اقتصار رعاية الشباب على
مفهوم الأنشطة التي يمارسها الشباب في وقت فراغه هو فصل للرعاية التي ينالها الفرد
في كل وقت من وقت عمله ووقت فراغه ،و حيث إننا نعلم أن الفرد كل لا يتجزأ و أن كل
العمليات التربوية و الاجتماعية للشباب ما هي إلا عملية متصلة و مستمرة تهدف إلى
نمو الفرد و تقدمه بما يتناسب مع قدراته و ميوله كأن كل الخدمات التعليمية و الصحية
و الاجتماعية و الرياضية و الثقافية و الفنية و غيرها و التي تقدم للفرد في مجال
عمله أو خارجه و في وقت فراغه و التي تقوم بها المؤسسات المختلفة تهدف في مجموعها
رعاية شخصيا الشباب كوحدة أي أنها عملية متكاملة تخدم نمو الفرد و متكاملة(1) .
المطلب الأول
: التحليل العلمي للثقافة
الثقافة
مصطلح شائع الاستخدام في الدراسات السوسيولوجي و الانثروبولوجية ، و هو يدل على
كافة أنماط السلوك المتعلم الذي تكتسبه من خلال عضو في المجتمع ، ولعل من أشهر
تعريفات الثقافة ، ذلك التعريف الذي صاغه " تايلور": إذا أخذنا المفهوم بالمعنى
الاثنوغرافي الواسع ، فان الثقافة هي ذلك الكل المعقد الذي يشتمل على المعرفة و
الاعتقاد و الفن و الأخلاق ، والقانون و العادة و كل القدرات و العادات الأخرى ،
التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في المجتمع ، و إذا كنا نعتبر الثقافة عامة رئيسيا
من عوامل تجاذب و ارتباطهم ببعضهم البعض و ثم فهي تحقق التكامل ، فإننا بالمثل
نستطيع القول أن الثقافة قد تحقق التفكك و الصراع ، و الواقع انه كلما زاد المجتمع
تعقيدا و تركيبا ، تزايد معدلات التباين والتنوع الثقافي ، يرجع ذلك إلى أن المجتمع
المعقد ينطوي إلى العديد من الجماعات الفرعية ، و الثقافات المختلفة التي تتصارع من
اجل إكساب سلوك أعضائها ، وقيمهم وأساليب حياتهم و لقد " سونيجوود" هذه الحالة
المتميزة للثقافة بقوله :
(( أن الأنظمة
الاجتماعية الرئيسية مثل الأسرة و الدين و التعليم و السياسة و المنظمات الاجتماعية
تعمل على نقل القيم الثقافية و المعايير و المطامح ،و تبلورها في تحديد السلوك و
العمل و المعرفة و الثقافة على مستوى المعرفي و ربما توجد في المجتمع طبقة مسيطرة
لها كيانها المتميز ودورها في توجيه الحياة الاجتماعية إلا أننا لا نستطيع نتحدث
بنفس الدرجة عن ثقافة مسيطرة لها نفس الطبيعة ، ولا نعني ذلك بالطبع أننا نتجاهل
وجود نسق قيمة مسيطرة تعتقد الجماعات المختلفة أنها تتحرك في إطاره و تخضع يمليه
عليها من أنماط سلوكية )) (1).
المطلب الثاني
: ثقافة الشباب (مفهومها وطبيعتها )
يتحدث علماء الاجتماع المعنيين بدراسة الشباب عن مفهوم جديد
هو ثقافة الشباب ، وهم يقصدون بذلك أن الشباب يمثل مرحلة من مراحل النمو الإنساني
لها ثقافتها الخاصة التي تعبر عن مجموعة القيم و الاتجاهات و الآراء و أنماط السلوك
و يستخدم الشباب هذه الأنماط الثقافية في تطوير و صياغة مجموعة المعايير التي تمنح
الشباب قوة لاكتساب المهارات و الخبرات و التجارب الاجتماعية التي يتعذر اكتسابها
من خلال المعايير الثقافية العامة التي ينقلها إليهم جيل الآباء و الكبار من أعضاء
المجتمع ولكن اعتبار ثقافة الشباب إحدى الوسائل الرئيسية للتنشئة الاجتماعية حين
تجعل الشباب يكتسبون ادوار و أنماطا سلوكية يتعذر اكتسابها من الهيئات المختلفة
للتنشئة الاجتماعية و على الأخص الأسرة و المدرسة وكل ما يمكن أن يعد من وجهة نظر
الشباب بمثابة مؤسسات ( رسمية)
للتنشئة ،
وإذا فان ثقافة الشباب التي تتطور داخل جماعات الصداقة غير الرسمية و التي تقوم
أساسا على علاقات اجتماعية التلقائية والأولية و هي بمثابة وسيلة رسمية تحضى
بالقبول العام للتنشئة الذاتية للشباب و إذا كان علماء الاجتماع قد اهتموا بدراسة
الأثر التي تحدثه الجماعة الأولية في تكوين الذات الاجتماعية خلال مرحلة الطفولة
المبكرة بالذات ، فان الدراسات الحديثة قد كشفت عن أن هذه الجماعات الأولية تنتشر
في المجتمع في مجالات متنوعة و تحدث تأثيرا ملموسا في مواقف الفرد واتجاهاته و
الواقع انه يمكن تحليل ثقافة الشباب في ضوء مفهوم الحركات الجيلية الذي يعبر عن
تحولات اجتماعية
و ثقافية ترتبط بجيل معين
و تتمثل في حركة أو اتجاه ثقافي سينتشر بين أفراد هذا الجيل و يكتسب قدرات و تسمي
هذه الحركات " الوحدات الجيلية " والتي تمثل وحدة من أفراد المجتمع و التفاهم حول
منظور جديد للحياة ، ثم صياغة مجموعة من الأنماط الثقافية(2) .
إن ثورة الشباب
تمثل عرضا من أعراض الأزمة الاجتماعية و الثقافية التي يشهدها المجتمع المعاصر و
تتضمن هذه الأزمة صراعا من التغيرات التكنولوجية الهائلة و التي تحدث في المجتمع
المعاصر و النظام الاجتماعي و النسق الثقافي ، فقد اوجد التغير التكنولوجي أدوارا
كان الشباب هم أكثر فئات المجتمع تأثرا و إحساسا بهذه الأزمة الثقافية المعاصرة
بوصفها أزمة تتصل بكيانهم وهويتهم ، أي بعدم قدرتهم على تحديد الهدف و المعنى من
الحياة بمقاييس مستقلة .
هناك عامل رئيسي
يساعد على ظهور و تكوين الحركات الاجتماعية للشباب و ثقافتهم الفرعية ، هو الظروف
البيئية الحديثة ، و ما ينطوي عليه من عوامل مكنت الشباب من الاتصال ببعضهم البعض و
تطوير اهتماماته و تطوير أنماط سلوكية مشتركة .
المطلب الثالث : بعض التصورات السوسيولوجية للثقافة
والشباب
اهتمت البحوث السوسيولوجية
منذ أواخر عام 1960 م بدراسة الشباب يعبرون عن إحدى المشكلات الاجتماعية التي يعاني
منها المجتمع ، ولقد شهدت هذه الفترة اهتمام علماء النفس و التربية بالشباب وقد قام
عالم النفس البريطاني" سيرل بيرت" بتطبيق تصور" دوركايم" عن الانحراف بوصفه ظاهرة
طبيعية ، إلا انه يرجعه إلى مجموعة من الأسباب و العامل من بينها التفاعل بين
العوامل الوراثية و المؤثرات الطبيعية . و يعتقد
"سيرل بيرت" انه بينما أكدت البحوث أن الفقر يعد عاملا هاما
من عوامل الانحراف فان اهتمام هذه البحوث ذهب في اتجاه واحد من نواحي الفقر و هي
الناحية المادية ، و من ثم أهمل الفقر العاطفي أو الأخلاقي و خاصة في نطاق الحياة
الأسرية و بالمثل بحثت الانثروبولوجية "مارغريت ميد" عن تفسير الظواهر المراهقة ، و
اكتشفت أن المشكلات الحادة المرتبطة بهذه المرحلة العمرية هي من نتائج الحضارة
الغربية ، و اتجهت أعمال مدرسة " شيكاغو" نحو تطوير الدراسات الاثنوغرافية عن
العلاقة بين الحوار و أساليب الحياة و الشباب ، وذلك انطلاقا من المتغيرات المادية
و الثقافية التي صاحبت المجتمع الصناعي الحديث ، واستخدم دوركايم في هذا المجال
مفهوم" الأنومي" أو اللامعيارية ، و يقصد بذلك انه حالة من فقدان المعايير تنشأ
حينما يشهد النظام الاجتماعي العام ضربا من التفكك و الانحلال إذ يلاحظ طموحات
الناس و تطلعاتهم لم يعد ممكنا إخضاعها لمتطلبات النظام الاجتماعي الجمعي فالمصدر
الأساسي لحالة فقدان المعايير هو ذلك التوتر القائم بين السلطة الأخلاقية المجتمعية
( أي تلك التي يفرضها الضمير الجمعي ) و بين المصالح الفردية(1) .
المطلب الرابع
: رؤية مستقبلية
إن ثقافة الشباب تمثل
اليوم مفهوما أو تصورا وظيفيا بالنسبة لجيل الشباب من نواحي عديدة و لعل أن أهم ما
ينطوي عليه هذا المفهوم اليوم من قيمة بالنسبة للشباب هو انه يحقق من الهوية
الجمعية التي يستمد منها مقومات شخصيته المتميزة . وهي بالتالي تعبر عن الإطار
المرجعي للسلوك و القيم الشبابية و تمثل ثقافة الشباب من هذه الزاوية حرا بعيدا عن
سيطرة و رقابة عالم الكبار يحقق فيه الشباب اكبر قدر من التحرر و التهم المشترك
لجماعات الرفاق و يحتاج الشباب إلى هذه الهوية الخاصة التي تفرضها عليهم الأسرة أو
المدرسة أو العمل و هنا بدوره يمكنهم من تطوير صورة خاصة بهم مستقلة عن كافة
المؤثرات الأخرى التي ترتبط بجيل الآباء أو المعلمين أو الكبار على وجه
العموم(2) .
و جدير بالذكر
أن أصول ثقافة الشباب ترجع إلى ما ينطوي عليه البناء الاجتماعي للمجتمع برمته من
تناقضات و تؤثر فيها الأوضاع الطبقية الاقتصادية و السياسية و أنماط الإنتاج المادي
و هكذا فان الثقافة تحقق نوعا من الصلة أو الارتباط بين جيل الشباب و بين كل من
الأساس المادي للحياة الاجتماعية و البناء العلوي الايدولوجي السائد في المجتمع
خلال حقبة تاريخية معينة .
و هناك تفسيرات
أخرى للثقافة الشباب تزعم أن هذه الثقافة تمثل إحدى المشكلات الاجتماعية إلا أن هذا
التصور يعكس في الحقيقة انتشار بعض التيارات الثقافية المعادية للمجتمع و التي
ترتبط عادة بظاهرة التطرف في المجتمعات الغربية و بعض الدول النامية إلا أن هناك
حاجة ماسة إلى إعادة فحص مفهوم ثقافة الشباب في ضوء الظروف الموضوعية التي تؤدي إلى
ظهورها و من ثم ضرورة ربط هذه الثقافة بطبيعة بنية المجتمعات العربية من تخلف نظام
الإنتاج و العلاقات الاجتماعية . و ظهور سلوك العمل العام فيها فمن الضروري تطوير
الدراسة السوسيولوجية للشباب بحيث تحقق صلة أوثق بينها و بين دراسة العلاقات
الطبقية و نتائج التصنيع و التحضر و اتجاهات التحول و التغير الاجتماعي في العالم
العربي بصفة عامة و يتضمن ذلك أيضا علاقة الشباب بمختلف الأجيال و بوسائل الإنتاج و
أيضا رد الفعل المجتمعي لحركات المجتمعي .
رد: التغير الاجتماعي و التغير الثقافي
خاتمة الفصل :
يتعرض الشباب العربي إلى غزو أجنبي كل فرع من فروع الثقافة
التي تنقل مداخلات إلى عقولهم فيظهر مفعول في سلوكهم و أسلوب معيشتهم و أخطر شيء في
الغزو الأجنبي يكمن في الجانب غير المادي أي المعنوي من الثقافة ، الذي يشمل
الأفكار و الآراء و المعتقدات و المعايير و القيم التي على الشباب ألوفا من
السلوكيات ، نقرا بانتظام كيف أصبح لديهم عادات و تقاليد و أعراف و بدعا يتمسكون
بها بشدة إلى درجة التعصب في الكثير من الأحيان و ذلك لانبهارهم الشديد بها و هكذا
يصبحون أدنى تفكيرا منهم فيتبعونهم إتباعا أعمى و يأخذون عنهم كل شيء و يدعون إلى
تبني أفكارهم و يزيد الأمر خطورة عندما يصبح للغزو الأجنبي غير المادي ( المعنوي )
قيمة كبيرة بين الشباب ، بحيث يصبح مختزنها و المتأثر بها و الداعي لها مرموقا
بينهم .
تقلو تحياتي و تحيات سكان دوار المرابطين
دائرة تاوقريت ولاية الشلف
يتعرض الشباب العربي إلى غزو أجنبي كل فرع من فروع الثقافة
التي تنقل مداخلات إلى عقولهم فيظهر مفعول في سلوكهم و أسلوب معيشتهم و أخطر شيء في
الغزو الأجنبي يكمن في الجانب غير المادي أي المعنوي من الثقافة ، الذي يشمل
الأفكار و الآراء و المعتقدات و المعايير و القيم التي على الشباب ألوفا من
السلوكيات ، نقرا بانتظام كيف أصبح لديهم عادات و تقاليد و أعراف و بدعا يتمسكون
بها بشدة إلى درجة التعصب في الكثير من الأحيان و ذلك لانبهارهم الشديد بها و هكذا
يصبحون أدنى تفكيرا منهم فيتبعونهم إتباعا أعمى و يأخذون عنهم كل شيء و يدعون إلى
تبني أفكارهم و يزيد الأمر خطورة عندما يصبح للغزو الأجنبي غير المادي ( المعنوي )
قيمة كبيرة بين الشباب ، بحيث يصبح مختزنها و المتأثر بها و الداعي لها مرموقا
بينهم .
تقلو تحياتي و تحيات سكان دوار المرابطين
دائرة تاوقريت ولاية الشلف
منتدى : زيان أحمد للمعرفة :: التربيـــــة و التعليـــم المهني :: التعليم العالي و البحث العلمي :: البحوث و الكتب الجامعية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2017-02-24, 03:12 من طرف hayet.malak.7
» البرنامج العملاق للإصلاح السيارات
2017-02-24, 03:07 من طرف hayet.malak.7
» الاتصال السياسي ودور الأحزاب السياسية في الجزائر
2016-08-21, 20:17 من طرف نورية
» معـالجــة قســـــوة القلـب
2016-05-14, 20:43 من طرف ibrahim
» [تم الحل]دور و أهمية المؤسسة العموةمية للصحة الجوارية
2016-03-04, 04:22 من طرف ibrahim
» www.elafak16.com
2016-03-03, 03:13 من طرف ibrahim
» الشهادة الطبية الخاصة بالتوقف عن العمل
2016-02-14, 03:06 من طرف ibrahim
» وثيقة طلب الحصول على التقاعد
2016-02-14, 02:55 من طرف ibrahim
» التقاعد و شروطه في الجزائر
2016-02-14, 02:26 من طرف ibrahim