الحصول على العمل

يجب أن نأخذ في الاعتبار أن حصولنا على العمل ومباشرتنا لمهماته ليس آخر المطاف ولم نصل بعد إلى بر الأمان ، ولست أقصد من ذلك إطفاء شمعة الفرحة بهذا الإنجاز المهم في حياتنا ، ولكن الهدف من ذلك أن نكون على دراية بما يجب أن نفعله خطوة خطوة لكي نضمن لأنفسنا الاستقرار وأن نتخطى المراحل الأولى من حياتنا العملية بسلام ، وكما هو معروف فإن الشخص بعد التعيين الوظيفي سيمر بمرحلة التجربة التي لن تكون سهلة ، سواء من قبل صاحب العمل أو من قبل الموظف الجديد نفسه، حيث إن صاحب العمل سيكون من المتابعين لكل تصرف من تصرفات الموظف الجديد ليضمن أنه أهل للمسئولية إضافة إلى التأكد من أنه سيقوم بأداء عمله على الوجه المطلوب ، وفي نفس الوقت إذا كان الموظف الجديد على علم بأهمية هذه المرحلة فإنه سيبذل جهدا مضاعفا ليس لأداء عمله على أكمل وجه فحسب وإنما أيضاً لمحاولة التأقلم مع الجو الجديد المحيط به خاصة أنه لم يتعرف ـ بشكل جيد ـ على زملائه في العمل حتى الآن .

* ـ دعونا الآن نلقي الضوء على بعض الأمور التي يجب أن نأخذها في الاعتبار لتجاوز هذه المرحلة بسلام :
1- التركيز على العمل :
* ـ العمل هو الأساس لهذه المرحلة من حياتنا ، وكلما نجحنا في معرفة متطلبات عملنا واتبعناها كان حظنا أوفر وخاصة فيما يتعلق بالاستمرار في هذا العمل والوصول إلى مستويات وظيفية أعلى في المستقبل ، يجب أن نكون على درجة عالية من التنظيم اعتباراً من اليوم الأول للعمل ، كافة المعلومات التي حصلنا عليها سابقاً عن الجهة التي نعمل فيها الآن يجب أن تكون في متناول أيدينا ولكن ليس لنعتمد عليها في عملنا بصفة نهائية ولكن لنقارنها – وعلى مراحل – بالوضع الفعلي الذي نكتشفه يوماً بعد يوم عن هذه الجهة ، كما يجب أن نقوم بتصحيح المعلومات الخاطئة عن هذه الجهة ونكمل المعلومات الناقصة ونستفيد من المعلومات الصحيحة ، وكل هذا سيساعدنا على أداء عملنا على الوجه الصحيح .

2- العلاقة مع المسؤول :
* ـ ربما نلاحظ أن العلاقة مع المسؤول عن الجهة التي نعمل بها الآن قد اتسمت بطابع مختلف نوعاً ما وخاصة فيما يتعلق بطريقة تعامله معنا مقارنة بما كان عليه الوضع أثناء المقابلة الشخصية ، وهذا شئ طبيعي حيث إن المسؤول الآن يمر أيضاً بمرحلة جديدة بالنسبة له وهو وجود شخص جديد في شركته أو مؤسسته ومن واجب هذا المسؤول أن يكون متابعاً عن قرب لكل خطوة يقوم بها هذا العنصر الجديد حتى لا يكون هناك مجالاً للخطأ إضافة إلى أن هناك تقرير سيتم عمله بعد فترة من الزمن خاصاً بأداء هذا الموظف وسيترتب على هذا التقرير بقاء الموظف أو الاستغناء عنه ( وهذا ما يسمى بتقرير الفترة التجريبية ) .

ينظر البعض إلى الموظف الجديد على أنه شخص يحتاج لأن يلتحق بمؤسستنا بالتالي فعليه أن يحتمل المعاناة .. ويتصور هؤلاء - على الرغم من كونهم موظفين مثله - أنهم أرفع منه شأناً فهم أقدم منه في العمل وبالتالي فيحاولون استغلال جهله ببعض الأمور لكي يشعروا بأنهم على علم وأنهم ذوو خبرة .. وتجد بعض المديرين يلقي بالموظف الجديد في العمل بدون إشراف ولا توجيه ظناً منه أن هذه أفضل طريقة للتعليم أو كُرهاً منه في إضاعة وقته في توجيه الموظف الجديد .. هذه نظرة لا تنم عن نظرة إدارية صحيحة ولا شخصية سوية .

* ـ الموظف الجديد هو فرصة لنا للارتقاء بالعمل وهو إنسان مثلنا له حقوق طبيعية .. الموظف الجديد يحتاج للعمل ونحن بحاجة إليه فالحاجة متبادلة فاختيار الموظف الجيد هو من أهم الأولويات وخسارته هي خسارة فادحة والبحث عن موظف جيد هي عملية طويلة ومكلفة